الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
أثار توقيع الكونغو الديمقراطية اتفاق مبادئ مع متمردي حركة "إم 23" المسلحة، تساؤلات حول الانعكاسات الأمنية والسياسية للاتفاق، خصوصًا ما يتعلق بمساحات شاسعة ومواقع غنية بثرواتها، استولى عليها المتمردون.
وتم توقيع الاتفاق في العاصمة القطرية، الدوحة، وقد لقي ترحيبًا واسعًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإفريقي وغيرهما.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق مماثل بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، حيث تُتهم الأخيرة بدعم حركة "إم 23"، وهي اتهامات لا تنفيها كيغالي، فيما واجهت كينشاسا هجومًا كاسحًا من قبل متمردي "إم 23".
وعلّق المحلل السياسي الكونغولي، إريك إيزيبا، على الأمر بالقول إن "هذا الاتفاق يظل هشًّا ما لم تنزل حركة "إم 23" التزاماتها إلى أفعال، من خلال الامتناع عن ارتكاب أي اعتداءات ضد الجيش وقوى الأمن، وعن تلقي أسلحة من رواندا التي لطالما عملت على إشعال الوضع في الكونغو الديمقراطية".
وأضاف إيزيبا في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "متمردي الحركة يسعون إلى عدم التراجع عن المواقع التي استولوا عليها في الهجوم الذي تم شنه قبل أشهر، وهي مواقع غنية بثرواتها، وهو أمر سيثير حتمًا حفيظة الحكومة الكونغولية، لا سيما في ظل تفاقم عمليات تهريب المعادن النادرة التي تزخر بها هذه المواقع".
ورأى أن "هذا الاتفاق الهشّ لن يقود إلى سلام دائم، ما لم ترفقه إجراءات على أرض الواقع، مثل انسحاب متمردي "إم 23" من شرق الكونغو الديمقراطية، أو امتناع الحركة عن التنسيق أو تسلم أسلحة من رواندا، وهي نقاط أعتقد سيقع نقاشها قريبًا في مفاوضات جديدة، لكن من غير الواضح ما إذا كان لدى "إم 23" الإرادة والرغبة في التوصل إلى اتفاق سلام دائم".
تجدر الإشارة إلى أن حركة "إم 23"، التي استولت على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق الكونغو الديمقراطية في هجوم خاطف في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، وهو هجوم رد عليه جيش الكونغو بهجوم مضاد لم ينجح في تحقيق مكاسب بارزة.
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، أن "هذا الاتفاق قد يقود بالفعل إلى سلام محتمل، خاصة أن هناك رغبة في المنطقة لوضع حد لحالة عدم الاستقرار، في ظل تنامي هجمات الجماعات المسلحة سواء في غرب القارة السمراء أم شرقها أم وسطها".
وأوضح الحاج عثمان في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذا مجرد إعلان مبادئ، وسيتم التفاوض على اتفاق أشمل في المرحلة المقبلة، التي يمني كُثُر النفس أن لا تشهد تصعيدًا سواء من حركة (إم 23) أم الكونغو الديمقراطية".
وتابع "لذلك أعتقد أنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح أو فشل هذه الخطوة".