logo
العالم
خاص

قيادي جمهوري يكشف لـ"إرم نيوز" مخاوف ترامب قبل قمته المرتقبة مع بوتين

قيادي جمهوري يكشف لـ"إرم نيوز" مخاوف ترامب قبل قمته المرتقبة مع بوتين
هدايا تذكارية في موسكو تجمع صورتي الرئيسين ترامب وبوتينالمصدر: رويترز
14 أغسطس 2025، 12:01 م

قال عضو قيادي جمهوري في العاصمة واشنطن مقرب من الرئيس دونالد ترامب، إن أكثر ما يقلق الرئيس من قمة ألاسكا المرتقبة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس فشل القمة وعدم نجاحها في الوصول إلى ذلك الهدف المنشود بالنسبة إليه، وهو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لأن ذلك أمر وارد جداً، وإنما كيفية تفسير خطوة التقارب الأمريكية مع موسكو في وقت كان البيت الأبيض يتهيأ فيه للقطيعة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ"إرم نيوز" إن القمة تأتي في وقت يجهز فيها الكونغرس نفسه لإعلان أكبر حزمة عقوبات، هي الأكبر من نوعها في التاريخ الأمريكي ضد دولة أجنبية، وباتفاق غير مسبوق بين المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في مبنى الكونغرس منذ بدء الرئيس ترامب ولايته الثانية.

وأشار المصدر، إلى أن هناك شعورا، بين أعضاء الإدارة أن هذا التراجع من قبل فريق ترامب في التعامل مع بوتين سوف يعطي للرئيس الروسي شعوراً بالاطمئنان تجاه نوعية وحجم الخطوات المقبلة لهذه الإدارة.

وأكد أن المحافظين الجمهوريين المقربين من ترامب لا يزالون عند قناعة أن مقدار الثقة الذي يجب أن تعطيه الإدارة للرئيس الروسي لا يجب أن يتعدى الحدود الدنيا؛ لأن التجارب السابقة لخمسة رؤساء أمريكيين تعاقبوا على البيت الأبيض، وبينهم ترامب شخصياً، لم تكن يوماً جيدة مع بوتين، ولذلك فهؤلاء لا يتوقعون أن تكون النتائج جيدة بما يكفي هذه المرة.

خيار العلاقة الناعمة الذي فشل

في هذا الإطار، قال العضو القيادي إن مقربين من الرئيس كانوا يشعرون باليأس من إمكانية تغيير ترامب رهانه على العلاقة الشخصية مع بوتين، وقدرة ذلك التواصل الشخصي على تحريك الأمور في الاتجاه المرغوب أمريكياً.

لقد قضى مستشارو الرئيس وقتاً طويلاً في مناقشة مخاطر الرهان على العلاقة المباشرة والودية بين ترامب وبوتين في تحريك الأمور باتجاه تسوية في أوكرانيا، حيث كان الرئيس ترامب يرى دائماً في خيار التسوية مخرجاً كريماً لبوتين في حربه الحالية في أوكرانيا.

وأضاف القيادي الجمهوري إن التقارير الأمنية تشير إلى أن الاقتصاد الروسي لن يكون بإمكانه الاستمرار في هذه الحرب لوقت أطول من الذي مضى حتى الآن، وأن مزيداً من الضغوط الأوروبية والأمريكية كفيل بخلق ظروف تفاوضية جيدة للجانبين الأمريكي والأوروبي في هذه الحرب، ولكن ذلك لن يكون ممكناً قبل اعتماد استراتيجية الوقت المضادة من جانب البيت الأبيض.

الاستراتيجية المضادة يفسرها القيادي الجمهوري بأنها أفضل رد يمكن أن يتخذه البيت الأبيض رداً على طريقة تعامل بوتين مع الإدارة الحالية القائمة على نعومة الظاهر وشراسة الباطن.

أخبار ذات علاقة

رسم لفلاديمير بوتين ودونالد ترامب

قمة ألاسكا.. اختبار حقيقي لعلاقة ترامب وبوتين "المعقدة"

 ازدواجية السلوك الروسي وغضب ترامب

كان واضحاً منذ بدء الاتصالات الأمريكية بعد رحيل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أن هناك خطاباً مزدوجاً من جانب الكرملين، حيث يتمسك في جلسات الحوار مع الجانب الأمريكي أو خلال الاتصالات الهاتفية بين بوتين وترامب بالنعومة الدبلوماسية التي تعطي الانطباع الدائم لدى الإدارة الأمريكية بأن هناك أملاً في التوصل إلى تسوية قريبة، في مقابل ذلك يعمل الكرملين على الدفع بأكبر طاقاته العسكرية على الأرض في أوكرانيا، سعياً منه لخلق واقع على الأرض يعزز من أوراقه التفاوضية ويعزز صورته كخصم شرس على استعداد دائم لتنفيذ أعنف الهجمات وأشرسها في حق الأوكرانيين.

تكرر الأمر في مناسبات عديدة، وبعضه حدث مباشرة بعد انصراف الوفدين الروسي والأمريكي من جلسات التفاوض، سواء في السعودية أو في تركيا أو حتى في الاجتماعات الثنائية بين وزيري خارجية البلدين، روبيو ولافروف.

يقول القيادي المقرب من ترامب إن رأي الوزير روبيو، الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي في الوقت الحاضر بالبيت الأبيض، كان أول الأصوات التي نبهت إلى ما وصفه بـ"الفخ الروسي"، بتأكيده على أن هناك مناورة روسية على عامل الزمن، وأنه لا يجب الثقة كثيراً في خطابات بوتين.

روبيو، بحسب المتحدث، كان أول أعضاء إدارة ترامب الذي طرح على الرئيس فكرة الانكماش الأمريكي في الملف الأوكراني، أي الانسحاب من جهود الوساطة وترك الأطراف تصل إلى مرحلة الإنهاك، حينها ستكون هي من تسعى إلى طلب الوساطة الأمريكية.

من الناحية الاستراتيجية، كان من الصعب الرهان على خيار انسحاب أمريكي من أزمة تهدد الأمن العالمي، وتعني بصورة مباشرة الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة على الضفة الأخرى من الأطلسي، حتى وإن كانت هذه الحرب تحديداً نقطة خلافية محورية بين واشنطن وأصدقائها الأوروبيين.

الوزير روبيو كان يقدم رؤية متوازنة، كما يقول عنها القيادي الجمهوري، حيث ظل متمسكاً دائماً بإبقاء ورقة الضغوط على موسكو على الطاولة دائماً، وعدم الرهان على خيار الدبلوماسية منفرداً في إدارة الوساطة الأمريكية.

هذا جزء من مناقشات مجلس الأمن القومي، إلى أن حدثت تلك اللحظة الفارقة التي ارتكب فيها بوتين أكبر سوء تقدير في سلوكه مع الرئيس ترامب خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما.

تأخر بوتين عن هاتف ترامب

قال القيادي الجمهوري إن الرئيس بوتين، ولسبب مجهول، تأخر عن موعد مكالمة الرئيس ترامب مدة عشرين دقيقة كاملة، وهو سلوك أثار غضب الرئيس ترامب وجعل القناعة لديه تتأكد بأن بوتين ليس جاداً في السعي إلى تسوية، كما أنه لا يُظهر التقدير الجيد للوساطة الأمريكية في هذه الحرب، أو ربما بتعبير آخر لا يرغب إطلاقاً في التوصل إلى تسوية طالما أنه قادر على تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض، ويرى في مقابل ذلك التراجع الواضح في أشكال الدعم الأمريكي لكييف، وكذلك الانقسام في الموقف بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

هذا السلوك، يوضح المتحدث لـ"إرم نيوز"، أنهى وبصورة تكاد تكون كاملة رهانات الخيار التفاوضي المباشر مع بوتين، وجعل الرئيس ترامب يذهب إلى الخيارات البديلة، وجعل أسلوب إدارته للأزمة يتطابق تماماً مع سلفه في المكتب البيضاوي، جو بايدن.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

بين قمة ألاسكا واتصالات ميرتس.. هل تُفشل أوروبا "صفقة ترامب وبوتين"؟

 ألاسكا.. مكاسب من وراء رمزية المكان

عندما قال الرئيس ترامب لمراسلي البيت الأبيض إن بوتين قبل فكرة المجيء إلى بلادنا، كان بذلك يلقي بالضوء على مكسب دبلوماسي لإدارته التي نجحت في إقناع الجانب الروسي بقبول فكرة اللقاء في ولاية ألاسكا الأمريكية، التي اشترتها الولايات المتحدة بأقل تكلفة ممكنة في تلك المرحلة من تاريخ البلدين اللذين جعلت منهما ألاسكا الجارين الأقربين، حتى وإن جعلت منهما موازين القوة العالمية العدوين اللدودين.

رمزية المكان تعطي أريحية المكسب بالنسبة لفريق ترامب، باعتبار أن القمة تُعقد على الأراضي الأمريكية، وفي منطقة يمكن أن تشكل منطلقاً لمرحلة جديدة في تاريخهما، وكذلك إعادة رسم ملامح مخرج لأزمات وحروب تهز أجزاء كثيرة من العالم اليوم.

يقول ترامب إن اللقاء كان يمكن أن يكون في بلد ثالث محايد، وهو ما من شأنه أن يحقق رغبة أميركية روسية مشتركة، لكن اتفاقاً بين الجانبين جعل من الولاية الأميركية مقراً للقمة المرتقبة.

ويعتقد القادة الديمقراطيون في الكونغرس أن هناك استعجالاً في عقد هذه القمة، وأنه ربما كان سيكون من الأفضل لو تم أخذ الوقت الكافي والتحضير لها من الجانب الأميركي بصورة أفضل، ضماناً لنتائج أفضل، أو على الأقل تجعل الموقف الأميركي يبدو أكثر قدرة على الوصول إلى أفضل المكاسب الممكنة التحصيل من وراء قمة من هذا الحجم والشكل، وفي أزمة عالمية من هذا الحجم.

في مقابل ذلك، يقول القادة الجمهوريون إن فريق الرئيس ترامب لديه الإحاطة الكافية بعناصر الملف، الذي لم يتوقفوا يوماً عن العمل عليه منذ إعلان فوز الرئيس ترامب بانتخابات نوفمبر، وبداية المرحلة الانتقالية بعدها مباشرة.

انقسام الرؤية في الكونغرس

يوضح هؤلاء القادة الذين تحدثوا لـ"إرم نيوز" داخل مبنى الكونغرس أنهم يشعرون أن معاوني الرئيس لديهم المعرفة الكافية بجميع تفاصيل الأزمة، بل إنهم أظهروا معرفة دقيقة بالتفاصيل خلال الجلسات التفاوضية التي جمعتهم بالجانب الروسي، وبممثلي الدول الأوروبية الحليفة، وكذلك معاوني الرئيس الأوكراني زيلينسكي طيلة الشهور الستة الماضية، ولذلك يقول هؤلاء إن هذا التخوف غير مطروح من وجهة نظرهم.

ويضيف هؤلاء أن الرئيس ترامب اتخذ القرار الصحيح بالتعجيل في عقد القمة؛ لأن الاستمرار في هذه الحرب سيزيد من حجم التصعيد في الأزمة، كما أنه سيضاعف من عدد ضحايا هذه الحرب، كما أنها لن تسمح للإدارة بالتقدم في معالجة ملفات أخرى مطروحة على المستوى الدولي.

هناك تقدير، بحسب هؤلاء، بين معاوني الرئيس ترامب أن التوصل إلى تسوية في حرب أوكرانيا سيفتح الباب واسعاً أمام مجموعات تسويات في أجزاء أخرى من العالم، وفي واحدة من أهمها أزمات الشرق الأوسط المتعددة.   

أخبار ذات علاقة

خلال المؤتمر الأوروبي الأوكراني قبيل قمة ألاسكا المرتقبة

أوروبا والناتو يعلنان "تعزيز المواقف" تجاه أوكرانيا قبل قمة ألاسكا

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC