logo
العالم

تهديدات متصاعدة.. خطة نيجيرية لمحاصرة المسلحين بـ"مياه بحيرة تشاد"

تهديدات متصاعدة.. خطة نيجيرية لمحاصرة المسلحين بـ"مياه بحيرة تشاد"
بحيرة تشادالمصدر: (أ ف ب)
18 مايو 2025، 7:17 ص

تحول حوض بحيرة تشاد مؤخرا إلى بؤرة لانعدام الأمن، مثيرا قلق 4 دول أفريقية، لا سيما نيجيريا، في ظل تصاعد تهديدات تنظيم "بوكو حرام".

وفي محاولة لاحتواء أنشطة المتطرفين، طرح الجيش النيجيري خطة لاستعادة مستويات المياه في البحيرة، بوصفها حلا طويل الأمد للحد من تمدد الجماعات المسلحة.

وتشهد ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا هجمات دامية، حيث قُتل 23 مزارعا وصيادا على الأقل، واختُطف آخرون، فيما سقط 5 جنود في هجوم قرب الحدود مع الكاميرون، في عمليات تنفذها بالأساس جماعة بوكو حرام وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا.

أخبار ذات علاقة

رعاة الماشية في أفريقيا

اشتباكات تشاد الدامية.. تعقيدات اجتماعية ودينية تنذر بتجدد التصعيد

والشهر الماضي، أقر حاكم ولاية بورنو بأن جماعة بوكو حرام استأنفت هجماتها وعمليات الخطف؛ ما أدى إلى تقويض المكاسب الأمنية التي تحققت سابقا، وسُجل في أواخر 2024 أول استخدام معروف للطائرات المسيّرة من قبل الجماعات المسلحة في هجوم على قاعدة "واجيروكو" شمال شرق البلاد.

ويثير استخدام المسيرات قلقا بالغا لدى حكومات المنطقة؛ إذ يشكل هذا تطورا نوعيا في تكتيكات التنظيمات المتطرفة، ويطرح تحديا كبيرا أمام قدرات الجيوش الأفريقية على التكيف والتصدي.

وأظهرت تحقيقات أمنية في غرب أفريقيا كيف تستغل هذه الجماعات طرق التجارة في حوض بحيرة تشاد للحصول على الوقود والمركبات والأسلحة والمواد المتفجرة والمواد الغذائية.

ويُضاف إلى هذا التعقيد انهيار التعاون الإقليمي؛ إذ أعلن الجيش النيجري في مارس الماضي انسحابه من "قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات"، وهي القوة التي أعادت نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر تنشيطها عام 2015 لمحاربة الإرهاب. كما هددت تشاد بالانسحاب بدورها، متهمة التحالف بـ"ضعف تنسيق الجهود"، خاصة بعد مقتل نحو 40 من جنودها في هجوم مسلح.

وتدهورت العلاقات بين دول القوة عقب الانقلاب العسكري في النيجر (يوليو 2023)، واتهام نيامي لأبوجا بإيواء قوات أجنبية تسعى لزعزعة استقرارها، وهي اتهامات نفتها نيجيريا مرارا.

وقال المحلل السياسي النيجري أمادو كوديو إن إجراءات مكافحة المتطرفين منذ انطلاق العمليات المشتركة "فشلت في منع تمويل اقتناء المعدات، وعلى رأسها الطائرات المسيرة". وأوضح أن مقابلات سابقة مع متمردين سابقين كشفت قدرة "داعش" على الحصول على طائرات مسيرة وتسليحها عبر شبكات تهريب الأسلحة.

وأشار إلى أن التنظيم يواصل تجنيد المقاتلين الشباب لتعزيز أيديولوجيته، محذرا من تصاعد "الحرب النفسية" التي تزرع الخوف داخل المجتمعات وتضعف ثقة المدنيين في قدرة الدولة على حمايتهم.

في المقابل، أعرب رئيس أركان الدفاع في نيجيريا، الجنرال كريستوفر موسى، عن تفاؤله بأن "استعادة مستويات المياه في بحيرة تشاد" يمكن أن يسهم في كبح أنشطة بوكو حرام، وتمهيد الطريق نحو سلام دائم في المنطقة.

وقال الجنرال موسى، خلال زيارة ميدانية إلى ولاية بورنو يوم الجمعة لرفع معنويات القوات، إن خطط إعادة البحيرة إلى وضعها السابق "سيُكشف عنها قريبا"، مؤكدا أنها تمثل خطوة حاسمة لترويض نشاط الجماعات المسلحة.

وبحسب قيادة الجيش النيجيري، فإن المشروع سيوفر فرص عمل لملايين السكان في الدول الأربع المطلة على بحيرة تشاد؛ ما يعزز الاستقرار ويحدّ من تجنيد العناصر المتطرفة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC