أثبت وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أنه جندي مخلص للرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، التي رأت أنه "في حين كان روبيو، بصفته وزيرًا للخارجية، بمثابة صدى موثوق لترامب في قضايا مثل إيران وأوكرانيا وغزة، لكن ستيف ويتكوف، صديق الرئيس، لا يزال كبير المفاوضين".
ولم يكن على ترامب أن يبحث بعيدًا، بعد أن أطاح بمايك والتز، مستشاره للأمن القومي، مساء الخميس، حيث استقر على شخص أقل تشددًا تجاه روسيا، ومستعد للالتزام بنهجه في السياسة الخارجية تجاه إيران وغزة والصين.
ولجأ ترامب، بتعيينه ماركو روبيو مستشارًا للسياسة الخارجية في الجناح الغربي، بالإضافة إلى وظيفته الرئيسة كوزير للخارجية، إلى منافس سياسي سابق أمضى الأشهر الثلاثة الأولى من إدارته جنديًا مخلصًا يجوب العالم، وصدىً موثوقًا لأجندة الرئيس.
والآن، سيساعد روبيو في إدارة هذه الأجندة من داخل البيت الأبيض ومقر وزارة الخارجية؛ حتى مع بقاء صديق الرئيس القديم، ستيف ويتكوف، كبير المفاوضين، المسؤول عن إيجاد نهاية للحروب في أوكرانيا وغزة، والتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وبحسب الصحيفة، من "المُرجح أن تُعيق مهمة روبيو الجديدة، التي غالبًا ما تتطلب من مستشار الأمن القومي البقاء في البيت الأبيض قريبًا من الرئيس، قدرته على السفر حول العالم بصفته كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، ما سيُتيح مساحة أكبر لويتكوف، ذي الخبرة المحدودة في السياسة الخارجية، لمواصلة مفاوضاته حول العالم".
وفيما يتعلق بروسيا، من غير المرجح أن يتحدى روبيو رئيسه ترامب مقارنةً بمستشار الأمن السابق والتز، الذي جعلته أيديولوجية المتشددة، وانتقاده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعمه السابق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موضع شكوك عميقة في الإدارة، وفقًا لثلاثة أشخاص مقربين من الرئيس.
وأشارت الصحيفة، وفقًا لشخص مطلع على ما حدث، إلى أن "والتز كان قد طالب داخليًا بفرض عقوبات صارمة على روسيا إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقد قدّم هذه الحجة يوم الاثنين؛ وبدوره لم يُبدِ ترامب أي إشارة علنية تُذكر إلى اهتمامه بهذا الخيار".
وتابعت الصحيفة، أنه "دون والتز في البيت الأبيض، سيقلّ عدد كبار المسؤولين الذين يعملون كقناة اتصال غير رسمية بين الرئيس ترامب والقادة الأجانب".
وأما بالنسبة لأوكرانيا والشرق الأوسط وروسيا والصين، فإن صعود روبيو يُبرز عزم الرئيس على التحدث بصوت واحد وموحد.
ورجّحت الصحيفة، أن "يحظى روبيو باهتمام الرئيس ترامب أكثر إذا أمضى وقتًا في مكتبه الجديد في الطابق الأول من الجناح الغربي، على بُعد خطوات من المكتب البيضاوي".
ويبدو أن روبيو مستعد للتوافق مع ترامب ومجاراته؛ لأنه يُدرك أن "الولاء يأتي أولًا؛ الولاء للشخص، والولاء للرسالة"، وفق ما ذكرت ليزلي فينجاموري، مديرة برنامج الولايات المتحدة والأمريكيتين في معهد تشاتام هاوس البحثي بلندن.