سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير حديث الضوء على تعيين ماركو روبيو في 4 مناصب حكومية رفيعة دفعة واحدة، ليصبح الشخصية الأكثر تولياً للمسؤوليات الرفيعة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، متجاوزًا حتى الزعيم الصيني شي جين بينغ الذي يشغل 3 مناصب قيادية كبرى.
وبحسب التقرير، تولى روبيو، البالغ من العمر 53 عامًا، منذ 20 يناير – اليوم ذاته الذي أدى فيه ترامب اليمين الدستورية – منصب وزير الخارجية، إلى جانب كونه القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والقائم بأعمال أمين الأرشيف في إدارة الأرشيف والسجلات الوطنية، بالإضافة إلى تعيينه مؤخرًا كمستشار الأمن القومي المؤقت للرئيس.
واعتبرت الصحيفة أن هذه التعيينات المتعددة تمثل سابقة غير معهودة في التاريخ الحديث للحكومة الأمريكية، وتعكس في الوقت نفسه قصة صعود لافت لروبيو، ابن المهاجرين الكوبيين الذي عمل والده نادلًا في حانة، فيما عملت والدته مدبرة منزل بعد انتقال الأسرة إلى الولايات المتحدة.
ووصفت "نيويورك تايمز" روبيو بـ"شجرة عيد ميلاد مزينة بزينة براقة من كل شكل وحجم"، في إشارة إلى تعدد المناصب التي يشغلها، مشيرة إلى تساؤلات حقيقية بشأن قدرته على أداء أدوار جوهرية في الإدارة الأمريكية في ظل هذا الزخم الكبير من المسؤوليات.
وأثار التقرير تساؤلات حول آلية تفويض المهام، وما إذا كان روبيو سيحصل على زيادة في راتبه، فضلًا عن قدرته على أداء مهامه الدبلوماسية والتنقل حول العالم وسط هذا الكم من الالتزامات.
وكانت المفاجأة الكبرى، بحسب الصحيفة، إعلان تعيين روبيو مستشارًا للأمن القومي عبر منشور للرئيس ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث علمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، بالخبر خلال مؤتمر صحفي متلفز عندما قرأه عليها أحد المراسلين.
وتعكس هذه التعيينات – وفق الصحيفة – ثقة ترامب الكبيرة بروبيو، وعلاقته الوثيقة بسوزي وايلز، الناشطة السياسية المخضرمة ورئيسة موظفي الرئيس، كما أشارت إلى أن لهذه التعيينات سوابق، وإن كانت محدودة؛ مثل تجربة هنري كيسنجر الذي شغل منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بين عامي 1973 و1975، في تجربة وصفت بالفاشلة.
وفي إدارة ترامب الحالية، هناك حالات مشابهة تم فيها الجمع بين مناصب عليا، مثل كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ودانيال دريسكول، وزير الجيش، اللذين توليا أيضًا مهام رئاسة مؤقتة في وكالات اتحادية أخرى.
وفي السياق الدولي، يقارن التقرير حالة روبيو بوضع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يشغل 3 مناصب قيادية، لكن روبيو تفوق عليه بلقب رابع.
ووفقًا لما أوردته الكاتبة غابرييلا كانتور، فإن تولي روبيو منصب أمين الأرشيف الوطني يثير تعارضًا واضحًا في المصالح، ولا سيما أن هذا المنصب يُلزمه بالإشراف على حفظ سجلات الجهات الفيدرالية الأخرى، ومن ضمنها وكالتان يتولى قيادتهما بالفعل، ومع انضمام مجلس الأمن القومي إلى هذه المهام، تزداد التحديات تعقيدًا.
يُذكر أن مجلس الشيوخ صادق بالإجماع على تعيين روبيو وزيرًا للخارجية، إلا أن المناصب الأخرى تولّاها في ظروف أثارت الجدل. وحتى الآن، لم تُجب وزارة الخارجية على تساؤلات الصحيفة بشأن الرواتب التي يتقاضاها روبيو مقابل هذه المناصب المتعددة.