ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

غينيا.. دومبويا يمهّد طريقه لتمديد الحكم وسط انتقادات معارضيه

الرئيس الانتقالي في غينيا الجنرال مامادي دومبوياالمصدر: AP

بعد مضي 4 سنوات على انقلابه، يسمح الدستور الجديد، الذي تم اعتماده في استفتاء يوم الأحد الماضي، للرئيس الانتقالي في غينيا الجنرال مامادي دومبويا بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بحلول نهاية العام.

ويعد هذا أول فوز انتخابي للجنرال مامادي دومبويا، وفقًا للنتائج الأولية التي قدمتها الحكومة، فقد صوّت أكثر من 89% من الغينيين بنعم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي نظم يوم 21 سبتمبر، بنسبة إقبال تجاوزت 86%.

وكان ذلك الفوز متوقعًا، إذ قاطعت المعارضة هذه الانتخابات، وهي الأولى في مرحلة انتقالية استمرت لأكثر من 4 سنوات، وترى استمراره في الحكم خرقا للقانون.

أخبار ذات علاقة

وافق 89% من الناخبين في غينيا في استفتاء شعبي على دستور جديد

غينيا تصادق على دستور يفتح الباب لترشح قائد المجلس العسكري

وعندما أطاح بالرئيس السابق ألفا كوندي في انقلاب عسكري في الـ5 من شهر أيلول/سبتمبر من عام 2021، تعهّد مامادي دومبويا بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن انقلبت الأمور، وأصبح يُسمح لزعيم المجلس العسكري بالترشح لأعلى منصب، لمدة 7 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

ومع أنه لم يُصرّح بعد بخصوص مسألة ترشحه، يرجح مراقبون أن يُصبح القرار واقعا قريبا، فقد أوضح عثمان غاوال ديالو، وزير النقل والمتحدث باسم الحكومة، أن "الوضع قد تغيّر، عندما يناديك شعبك، هل لديك خيار؟ الغينيون يطالبون به رئيسًا"، وزعم تحقيقه "في 4 سنوات أكثر مما حققه ألفا كوندي في 10 سنوات".

وتفخر السلطات الغينية بمنح وكالة "ستاندرد آند بورز"، في الـ19 من شهر أيلول/سبتمبر أول تصنيف ائتماني لبلادها "ب+" مع نظرة مستقبلية "مستقرة"، كدليل على نجاحها الاقتصادي والاجتماعي.

ومن شأن ذلك التصنيف أن يُسهّل الحصول على تمويل دولي مستقبلي، ويُطوّر قطاع التعدين، الذي عززت الدولة سيطرتها عليه بقيادة الجنرال.

كما تتوقع "ستاندرد آند بورز" أيضا نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقارب 10% بين عامي 2026 و2028، وهو من أقوى المعدلات في القارة.

ويشكل معدنان استراتيجيان، تمتلك غينيا منهما بعضًا من أكبر احتياطيات العالم، مصدر ثروتها الاقتصادية، وهما: "البوكسيت"، المستخدم في إنتاج الألومنيوم، والحديد، الذي من المتوقع أخيرًا تصديره بعشرات الأطنان بدءًا من عام 2026 بفضل تشغيل منجم سيماندو العملاق.

وفي حال ترشح مامادي دومبويا للرئاسة، فلم تحمل الانتخابات مفاجآت، فوفقًا للدستور الجديد، يشترط أن يكون المرشحون دون سن الـ80 وأن يكونوا مقيمين في غينيا.

وتستبعد تلك المعايير فعليًا منافسيه الرئيسين، ألفا كوندي (87 عامًا) وسيلو دالين ديالو، وهما شخصيتان بارزتان في الساحة السياسية الغينية يعيشان في المنفى، اللذان عُلّق في الـ22 من شهر آب/أغسطس نشاط حزبيهما، "تجمع شعب غينيا" و"اتحاد القوى الديمقراطية الغينية"، لمدة 3 أشهر.

وفي ظل هذه التطورات، تتزايد الاتهامات بالاستبداد، وسط انتقادات معارضيه، وكذلك منظمات حقوق الإنسان، وقد اعتقلت قوات الأمن عددًا من العسكريين والمدنيين، أو اختطفهم مسلحون دون أن يتركوا أثرًا.

أخبار ذات علاقة

رئيس غينيا مامادي دومبويا

بعد تمرير الدستور.. هل يكرّس دومبويا حكمه في غينيا؟

وفي الـ4 من شهر حزيران/يونيو 2024، أُلقي القبض على الجنرال ساديبا كوليبالي، رئيس هيئة الأركان العامة السابق للقوات المسلحة، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة "الفرار من الخدمة العسكرية وحيازة أسلحة حربية"، وتوفي بعد أيام قليلة في الحجز في ظروف غامضة.

وفي الـ9 من شهر تموز/يوليو من ذات العام، اختُطف عمر سيلا، المعروف باسم فونيكي منغي، ومامادو بيلو باه، وهما شخصيتان بارزتان في الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور، في كوناكري، ولم يُعثر عليهما منذ ذلك الحين، لكن تنفي السلطات أي تورط لها في اختفائهما.

ولم تمنع هذه القضايا الشركاء الغربيين، وعلى رأسهم فرنسا، من الحفاظ على علاقاتهم مع المجلس العسكري للجنرال دومبويا، الذي حظي بقبولهم بإنهاء المرحلة الانتقالية وتنظيم الانتخابات.

كما يحافظ أيضا على علاقات ودية مع منافسيه الصينيين والروس، وكذلك مع معظم جيرانه في غرب أفريقيا، سواء كانوا أعضاء في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أو تحالف دول الساحل، وهو الاتحاد الذي شكله نظرائه الانقلابيون في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وأقام أيضًا علاقة وثيقة مع الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي التقى به عدة مرات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC