الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

هل يشعل "ممر زانجيزور" صراع النفوذ بين تركيا وإيران؟

هل يشعل "ممر زانجيزور" صراع النفوذ بين تركيا وإيران؟
ممر زانجيزورالمصدر: AA
13 أغسطس 2025، 3:58 م

يشكل مشروع "جسر ترامب" أو ما يسمّى  "ممر زانجيزور" بين أرمينيا، وأذربيجان، والولايات المتحدة، نقطة تحول في التوازنات الجيوسياسية في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ويعيد إلى الواجهة تسليط الضوء على صراع النفوذ بين إيران وتركيا في المنطقة.

ويثير مشروع الممر مخاوف طهران الأمنية من توسع نفوذ أنقرة وتغير موازين القوى الإقليمية من خلال منح الأخيرة وصولاً غير مقيد إلى موارد النفط والغاز في آسيا الوسطى.

المشروع، المدعوم أمريكيًا، لا يمنح تركيا فقط رابطًا بريًا ببحر قزوين والجمهوريات ذات الجذور التركية لتجسيد فكرة "العالم التركي"، بل يقطع أيضًا أحد أهم مسارات إيران نحو أرمينيا والقوقاز، في وقت تواجه فيه طهران ضغوطًا متصاعدة تحد من قدرتها على الرد الأمر الذي تعتبره طهران تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وخطوة لتطويقها إستراتيجيًا.

وتقوم فكرة "العالم التركي" على توثيق الروابط التاريخية واللغوية والثقافية بين الدول ذات الجذور التركية الممتدة من الأناضول إلى آسيا الوسطى.

وسيسمح هذا الممر لتركيا بانتهاج سياسة أكثر تكاملًا مع "العالم التركي"، بما يعزز تضامنها مع الجمهوريات ذات الجذور التركية في المنطقة، ويفتح المجال لتوسيع شبكات التجارة، وتعميق التعاون الاقتصادي، وتنشيط التبادل الثقافي.

أخبار ذات علاقة

ممر زانجيزور

برسالة تهديد إيرانية.. ملف "ممر زانجيزور" الاستراتيجي يعود للواجهة

ويرى محللون أن القلق الحقيقي في طهران يكمن في تزايد النفوذ الإقليمي لتركيا. داخل إيران، حيث تنقسم الآراء بين اتباع نهج حذر يمثله الرئيس مسعود بزشيكان ووزارة الخارجية، في حين يتبنى المتشددون الموالون للمرشد الأعلى موقفًا أكثر تصادمية.

وبالإضافة إلى المخاوف من تنامي النفوذ التركي وترسيخ الوجود الأمريكي على حدود إيران، تعارض طهران هذا الممر خشية أن يقطع وصولها إلى أرمينيا ودول أخرى في القوقاز، ويتيح نشر قوات أجنبية معادية قرب حدودها، وتقويض مبادرة الحزام والطريق الصينية " طريق الحرير" الذي تلعب فيها إيران دورًا محوريًا.

كما ينطوي المشروع على تكاليف إستراتيجية لإيران، إذ يحدّ من قدرتها على التحكم بحركة النقل بين الشرق والغرب في جنوب القوقاز عبر توفير طريق بديل يُدار خارج نطاق نفوذها، مما يقوّض جهودها لترسيخ مكانتها كجسر بري رئيس بين آسيا وأوروبا. كما أن وجود البنية التحتية الأمريكية قرب الحدود الشمالية لإيران يمنح واشنطن قدرات إضافية للمراقبة والإشراف على المنطقة، بما يشمل رصد التهرب من العقوبات، وتهريب الأسلحة، والأنشطة بالوكالة.

وبعثت إيران برسالة تهديد لحكومات الدول المختلفة، تحذرها من أن إثارة ملف "ممر زانجيزور"، المحاذي لحدودها مع أرمينيا، ستقابل برد فعل قوي وحازم.

ولا يزال من غير الواضح كيف ستمنع إيران المشروع التي تفتقر إلى القدرة العسكرية اللازمة لإغلاق الممر، حيث تواجه ضغوطاً أمريكية متزايدة بسبب برنامجها النووي وتداعيات الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي.

وكان علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى، قد أشار إلى أن التدريبات العسكرية في شمال غرب إيران أظهرت استعداد بلاده وعزمها على مواجهة أي تغيرات جيوسياسية. وقائلاً: "لن يصبح هذا الممر طريقًا لترامب؛ بل سيكون مقبرة لمرتزقته. 

ونشر ولايتي ، تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" قال فيها: "مرة أخرى، تحاول بعض الحكومات، التي لا تكترث بمصالحها وبمصالح المنطقة، إثارة موضوع ممر "زانجيزور".

واعتبر ولاياتي، في تدوينتة، أن تلك الدول التي يتحدث عنها "تحاول بكل الطرق تحقيق أهدافها غير المشروعة في جنوب القوقاز"، على حد قوله.

أخبار ذات علاقة

ترامب وفي الخلفية علما إيران والولايات المتحدة

اتفاق ممر "زانجيزور".. كيف خططت واشنطن لتطويق إيران وردعها عسكريا؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC