الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
فرض ملف "جسر ترامب" أو ما يسمى "ممر زانجيزور" نفسه على الساحة السياسية، مؤخرًا، التي تعيش على قرع طبول حرب جديدة تلوح نذرها في الأفق بين أمريكا وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى.
وتشير مصادر، إلى أن تحركات غير معلنة تجري على الأرض من أجل تنفيذ مشروع "جسر ترامب" بين أرمينيا وأذربيجان والولايات المتحدة، والذي سيمنح أمريكا موطئ قدم على حدود إيران؛ ما ينذر بتسريع الحرب المحتملة أكثر مما هو متوقع.
وبعثت إيران برسالة تهديد لحكومات الدول المختلفة، تحذرها من أن إثارة ملف "ممر زانجيزور"، المحاذي لحدودها مع أرمينيا، ستقابل برد فعل قوي وحازم.
ونشر علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الإيراني، تدوينة عبر حسابه بمنصة "إكس"، اليوم، قال فيها: "مرة أخرى، تحاول بعض الحكومات، التي لا تكترث بمصالحها وبمصالح المنطقة، إثارة موضوع ممر "زانجيزور".
واعتبر ولاياتي، في تدوينتة، أن تلك الدول التي يتحدث عنها "تحاول بكل الطرق تحقيق أهدافها غير المشروعة في جنوب القوقاز"، على حد قوله.
وأضاف مستشار المرشد الإيراني: "أُذكّر بأن أي حكومة سواء في المنطقة أو خارجها تحاول تكرار التجربة الفاشلة السابقة، ستواجه ردًّا حازمًا من إيران"، حسب تعبيره.
يأتي ذلك بعد أن نشر موقع "periodista digital" تقريرًا كشف فيه عن حصوله على "مذكرة سرية" تفيد بأن أرمينيا وأذربيجان والولايات المتحدة أبرمت اتفاقًا لإنشاء ممثل للنقل سيطلق عليه "جسر ترامب".
وسيمتد المشروع، الذي ينظر إليه باعتباره ممرًّا اقتصاديًّا وبوابة دفاع إقليمية، على مسافة 42 كيلومترًا، عابرًا منطقة "سيونيك" في أرمينيا.
وسيربط "جسر ترامب" كما يطلق عليه، أذربيجان بجيب "نخجوان" الذي يتمتع بحكم ذاتي، وهي منطقة إستراتيجية تقع بين حدود أرمينيا وإيران.
وكان إنشاء هذا الممر الإستراتيجي أحد المطالب الرئيسة لأذربيجان من أرمينيا بعد حرب عام 2020 وخسارة الأخيرة إقليم "ناغورنو كاراباخ".
وتنص المذكرة الثلاثية، على أن تحتفظ أرمينيا بسيادتها على منطقة "سيونيك"، في حين ستتولى شركة أمريكية خاصة مؤهلة ومرخصة إدارة الممر.
وبحسب الموقع، يُبرز توزيع الإيرادات الناتجة عن استخدام الممر المصالح الأساسية لهذه الاتفاقية، إذ ستحصل الشركة الأمريكية على 40% من الإيرادات، بينما ستحصل أرمينيا على 30% فقط، وبالتالي، تُحرم أرمينيا من أراضيها لمدة لا تقل عن 99 عامًا..
وركز التقرير على أن المذكرة تنص على نشر قوات أمريكية كبيرة على الأراضي الأرمينية، ولن تكون هذه القوات من الجيش الأمريكي النظامي، بل من شركة عسكرية أمريكية خاصة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الشركة العسكرية الخاصة، التي يُقدر عدد عناصرها حاليًّا بنحو 1000 مقاتل، مسؤولة عن ضمان الأمن على طول ممر النقل.
وبموجب شروط مذكرة التفاهم، تحتفظ الشركة العسكرية الخاصة بوضع أمني خاص، على طول ممر النقل، وهي مخولة باستخدام القوة "للحفاظ على سلامة الممر"، وفق التقرير.
وستكون تركيا وأمريكا أكبر المستفيدين من المشروع، ورغم أن الفوائد التي تعود على تركيا يمكن اعتبارها اقتصادية، فإن أمريكا، كجزء من مصالحها الإستراتيجية، تهدف في المقام الأول إلى إرساء سيطرة حازمة على الحدود بين أرمينيا وإيران.
وفي البداية، سيُسيطر على الحدود جنودٌ بلا أسلحة ثقيلة. لكن بالنسبة للجيش، سيعني هذا زوال أي مسافة بين إيران وأمريكا، العدو الرئيس، وهو ما يُهدد بإثارة حرب كبرى في منطقة تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى جنوب القوقاز.