الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
رأى محللون وخبراء سياسيون وعسكريون، أن اتفاق ممر "زانجيزور"، الذي يسند إلى واشنطن مهمة إدارة الممر الجيوسياسي، يهدف لتطويق إيران وردعها عسكريا.
وبموجب اتفاق ثلاثي بين الولايات المتحدة وأرمينيا وأذربيجان، ستتسلم واشنطن إدارة ممر "زانجيزور"، ما يسمح بانتشار القوات الأمريكية على الحدود الإيرانية.
وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن خطوة واشنطن من شأنها أن تزيد التحديات والمخاطر على طهران وتحذرها من تهديد المصالح الأمريكية، دون الوصول لمرحلة الحرب الشاملة بل للتصعيد المحدود.
وتعهدت طهران بالرد على ما أسمته "محاولة تطويقها" عبر الممر المحاذي لحدودها مع أرمينيا، فقد حذر علي أكبر ولايتي، المستشار البارز للمرشد الأعلى الإيراني، من أن ممر "زانجيزور" المقترح هو مخطط جيوسياسي "يُنفذ كغطاء لمشاريع أوسع" تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي والحركات القومية التركية، بهدف تقويض "الأمن القومي".
ورأى المحلل والخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة، أن وصول الولايات المتحدة الأمريكية عبر الاتفاق مع أرمينيا يزيد التحديات الإيرانية القادمة من محيطه، حيث تزداد احتمالات المخاطر من أفغانستان وباكستان وما يمكن أن يشكله ذلك من خطر على الداخل والقيام بعمليات متعددة عبر جماعات تدخل وتخرج وتستهدف القوات الإيرانية.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن الوجود الأمريكي المحاذي لإيران يشكل عامل ضغط مضاعفا على طهران، لجهة محاولة نقل الأزمة إلى الداخل، وعزلها عن محيطها.
وبيّن السبايلة أن التحركات الأمريكية تأتي في وقت باتت إيران في أضعف حالاتها بعد تقويض حجم وقوة وكلائها في منطقة الشرق الأوسط وأيضا بعد توجيه ضربات كبيرة لها في الداخل، وعليه فإن ما يجري بجوارها كبير وسوف يؤثر عليها في المدى البعيد.
بدوره رأى المحلل العسكري ضيف الله الدبوبي العميد المتقاعد في الجيش الأردني، أن الخلاف الإيراني مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يتصاعد شيئاً فشيئاً، وما تقوم به الولايات المتحدة من تحركات مع أرمينيا ما هو إلا استفزاز لإيران وعرض قوة لترهيب طهران أولاً ولدفعها إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن وجود قوات أمريكية من القيادة الوسطى في دولة مجاورة لإيران مثل أرمينيا يعني أن واشنطن توجه رسالة لطهران أن الحرب لم تنتهي وأن واشنطن ربما تدخل في عمل مباشر هذه المرة في حال استمر تخصيب اليورانيوم وبناء المفاعلات النووية، إلا أن الهدف الحالي واضح اليوم بتطويق إيران وردعها عسكريا.
وأشار الدبوبي إلى أن واشنطن تريد إنهاء مشروع إيران النووي واقتصاره فقط على الجانب السلمي، وقد كان للضربات الأخيرة من إسرائيل المغطاة بحماية أمريكية أثر كبير بحيث أن طهران تحتاج لعشر سنوات حتى ترمم الأضرار التي حصلت في منشآتها النووية.
وحول الخطر القادم من جوار إيران، يقول الدبوبي: لا يُستبعد أن يكون الأشخاص الذين قاموا بعمليات استخباراتية قبل وأثناء الهجمات الإيرانية الإسرائيلية قادمين من دول مثل أذربيجان وأرمينيا، ما يعني أن وجود القوات الأمريكية ليس لعرض القوة فقط وإنما لرسائل أكثر عمقاً بأن الداخل الإيراني مستهدف بأشكال متعددة ومنها العسكري المباشر للقوات الإيرانية.
من جهته اعتبر المحلل محمد الشياب أن وجود قوات أمريكية قرب حدود إيران مع تصاعد التوتر حول ممر "زانجيزور" يشير لاحتمال تصعيد إقليمي خاصة إذا شعرت واشنطن أن مصالحها أو مصالح حلفائها مثل إسرائيل أو أرمينيا وأذربيجان مهددة.
ولفت لـ"إرم نيوز"، إلى أن التدخل الأمريكي ضد إيران وارد بالتأكيد والوضع يزداد بشكل متصاعد عند ممر "زانجيزور" تعتبره طهران تهديدًا لأمنها القومي، في المقابل فإن المسعى الأمريكي يهدف لمنع إيران من أي تحرك قد يهدد مصالح واشنطن والوضع قابل للتصعيد المحدود، لكنه لا يتجه حاليًا إلى حرب شاملة.
ووفق الشياب فإن رسالة واشنطن من هذه الخطوة تقول إنها تنشر قواتها أو تجري مناورات لتأكيد المقدرة على الرد الفوري، ومنع إيران من أي خطوات تصعيدية مثل غلق مضيق هرمز.
ونوه إلى أن الرسالة الأمريكية المهمة في هذا الإطار أن الولايات المتحدة تحاول محاصرة النفوذ الإيراني عبر دعم أرمينيا وأذربيجان، وتبعث برسالة مفادها أن دعم إيران لأي عمليات بالوكالة أو تهديد الممرات التجارية سيتم مقابلته بردع فوري.
ونشأت خطة ممر "زانجيزور"، بعد حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020 كجزء من وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه روسيا.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على إنشاء ممر نقل على الأراضي الأرمينية على طول الحدود الإيرانية لربط أذربيجان وجيبها نخجوان.
في وقت سابق من الأسبوع الجاري، كشفت مذكرة سرية نشرتها صحيفة "بيريوديستا ديجيتال" الإسبانية ،عن اتفاق مثير للجدل من شأنه أن يضع ممر "زانجيزور" الأرميني تحت السيطرة الأمريكية لمدة 99 عاما، مما يعني عملياً تسليم أراض وطنية رئيسة لشركات عسكرية أمريكية خاصة، وتسهيل وصول أذربيجان دون عوائق إلى نخجوان وتركيا.
واليوم الاثنين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران ترسل "إشارات سيئة"، وإن أي محاولة منها لاستئناف برنامجها النووي ستُسحق على الفور، وفق ما نقلته وكالة أنباء "رويترز".
وأضاف ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا: "أرسلوا إشارات سيئة جدا ومزعجة جدا. وما كان عليهم أن يفعلوا ذلك، قضينا على قدراتهم النووية، يمكنهم استئناف البرنامج من جديد، وإذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليه بأسرع مما تتخيلون".