في تصعيد لافت في الخطاب السياسي الإيراني، هاجمت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، الاثنين، بشدة رسالة جبهة الإصلاحات الموجهة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، ووصفت دعواتهم للتفاوض مع الولايات المتحدة بأنها "وصفة استسلام" مغلفة بالكلام الدبلوماسي.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الاثنين إن رسالة الإصلاحيين، التي صدرت باسم رئيس جبهة الإصلاحات "آذر منصوري"، تكرّر نمط البيانات السابقة التي دعت إلى تغيير النظام، مثل بيان الناشطة الحقوقية المناهضة للنظام المعتقلة في طهران نرجس محمدي، والبيانات الجماعية التي وقع عليها أكثر من 700 ناشط.
وتوقفت جوان عند الفقرة السابعة من الرسالة، التي تطالب بـ"مفاوضات شاملة مع أمريكا"، قائلة إن الإصلاحيين "يعلمون جيداً ما الذي تريده أمريكا، ويعرفون لماذا لا يمكن لإيران أن ترضخ، لكنهم يصرّون على الترويج لهذا الخيار دون جرأة الاعتراف بأنهم يطرحون الاستسلام كحل".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإصلاحيين "يمارسون نوعاً من الكسب الاجتماعي من خلال التعميمات والشعارات، دون الانخراط الفعلي في معركة المفاوضات، ليظلوا دائماً في موقع البطل الظاهري".
ويأتي هذا الهجوم في ظل احتدام الصراع الداخلي بين التيارين المحافظ والإصلاحي بعد الحرب بين إيران وإسرائيل التي استمرت 12 يوماً في منتصف يونيو/حزيران الماضي.
رسالة الإصلاحيين
ووجهت جبهة الإصلاحات في إيران رسالة من ثماني نقاط إلى الرئيس مسعود بزشكيان، دعت فيها إلى الخروج من حالة الجمود السياسي وبدء مسار جديد يقوم على المصالحة الوطنية والتفاوض الشامل مع الولايات المتحدة.
وتضمنت الرسالة مطالب واضحة، من بينها: توثيق خسائر الحرب الأخيرة وتعويض المتضررين، إطلاق سراح السجناء السياسيين، رفع الحجب عن الإنترنت، وإنهاء هيمنة الجهات غير المنتخبة على القرار السياسي.
كما شددت الرسالة التي كتبتها زعيمة جبهة الإصلاحات آذر منصوري، على ضرورة توحيد القرار الدبلوماسي بيد وزارة الخارجية والعودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن لتجنب انهيار شامل في الداخل.
وأكدت منصوري في رسالتها على ضرورة الإسراع بحوار رسمي يشمل الملف النووي، والعقوبات، والضمانات الأمنية، وقضايا الإقليم، مشيرة إلى أن "العزلة الإقليمية تُضعف موقف إيران في الدفاع عن فلسطين وكذلك حقوقها المشروعة".
واقترحت منصوري "الدخول في مسار سياسي مع الدول العربية لدعم قيام دولة فلسطينية، بما يعزز الدور الإقليمي الإيراني بدل الاكتفاء بالردع العسكري".
وجبهة الإصلاحات هي المظلة السياسية التي تضم أغلب الأحزاب الإصلاحية في إيران والتي دعمت مسعود بزشكيان؛ ما سهل عملية وصوله إلى رئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت عقب وفاة الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي في آيار/مايو 2024.
