مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء

logo
العالم

ضم أو تفاوض.. ما مصير "كورسك" الروسية بعد فشل موسكو في استعادتها؟

ضم أو تفاوض.. ما مصير "كورسك" الروسية بعد فشل موسكو في استعادتها؟
قوات المسلحة الأوكرانية وسط الصراع مع روسياالمصدر: رويترز
19 يناير 2025، 12:12 م

بعد 5 أشهر من الهجوم الأوكراني المُباغت على "كورسك"، ما زال مصير المدينة الروسية غامضًا بعد فشل الدب الروسي في استعادتها بشكل كامل، وذلك على الرغم من مشاركة قوات كوريا الشمالية في محاولات التحرير، خوفًا من تسوية النزاع الروسي الأوكراني بمساعي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

ومع تعثر القوات الروسية في استعادة كورسك، تساءل المراقبون عن مصير هذه المدينة الروسية حال بدء التفاوض برعاية دونالد ترامب، ومدى إمكانية ضمها للأراضي الأوكرانية، في حين تتمسك موسكو بضم المقاطعات الأربع.

أخبار ذات علاقة

جبهة خاركيف

جبهة خاركيف تعود إلى دائرة النار.. والهدف كورسك

 وفي خضم هذه التساؤلات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير 63.2% من الأراضي التي اجتاحتها قوات كييف بمقاطعة كورسك الحدودية الروسية، واستعادة 4 بلدات جديدة من القوات الأوكرانية، التي ارتفعت خسائرها في كورسك إلى 52,450 قتيلًا.

وتوقّع معهد دراسات الحرب أن تواجه القوات الكورية الشمالية المتمركزة في مدينة كورسك خطر القضاء الكامل بحلول منتصف أبريل/نيسان 2025، نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها في ساحة المعركة.

وكشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن توقعات معهد دراسات الحرب تُعد مهمة، لأن خسارة الجنود الكوريين الشماليين قد تؤثر بشكل خطير على قدرتهم على مواصلة القتال في الحرب مع أوكرانيا، حيث تواجه كوريا الشمالية نقصًا في القوى العاملة.

وتضمن تقرير المجلة الأمريكية سيناريوهات خسارة كوريا الشمالية كل قواتها في كورسك بحلول منتصف أبريل/نيسان، مما قد يؤدي إلى نشر المزيد من جنودها على الخطوط الأمامية، وذلك وفقًا لتوقعات سابقة لكوريا الجنوبية.

مسألة وقت

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن القوات الأوكرانية فقدت حوالي 70% من منطقة كورسك الروسية التي استولت عليها في أغسطس/آب الماضي، وإن هذه القوات أصبحت محاصرة في المناطق المتبقية.

وأشار المحلل السياسي في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن اقتلاع ما تبقى من القوات الأوكرانية في كورسك مسألة وقت، مما يعني أن التفاوض على كورسك غير مطروح، خاصة أنه من المتوقع أن تخرج منها القوات الأوكرانية خلال أشهر قليلة.

وأوضح أن روسيا لن تتفاوض على أراضيها، حيث انضمت المناطق الأربع التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا إلى الدستور الروسي، الذي يمنع رئيس الدولة من التفاوض أو الاستغناء عن الأراضي الروسية.

جنود أوكرانيون في كورسك

وتابع: "حتى تتمكن روسيا من الاستغناء عن المناطق الأربع، فهي بحاجة إلى تغيير الدستور، مما يتطلب استفتاء شعبيًا، ومن المؤكد أن الشعب سيرفض ذلك".

وأضاف الأفندي أن روسيا ستقبل التفاوض بشرط استسلام الجانب الأوكراني، وأن تلتزم أوكرانيا بالحياد، بينما تفضل روسيا أن يتم ذلك بالطريقة السلمية من خلال مفاوضات، خاصة وأن ذلك يعتبر أمنًا قوميًّا بالنسبة لروسيا ولن تتراجع عنه روسيا، ولن تقبل بتجميد الصراع ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى أنه ما زالت أجزاء من المناطق الأربع التي ضمتها روسيا تحت السيطرة الأوكرانية.

وأشار الأفندي إلى أن المفاوضات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدف إلى تحقيق أهداف روسيا من دون قتال، مرجحًا إمكانية تنازل روسيا عن بعض الشروط في مقابل ذلك.

ورقة ضغط في المفاوضات

من ناحيته، قال رئيس المركز الأوكراني للحوار، الدكتور عماد أبو الرب، إن فشل روسيا في استرداد كورسك من القوات الأوكرانية حتى الآن لا يعني أنها ستقوم بضمها، خاصة وأنها لن تحتل أو تضم هذه المناطق بشكل كامل، بل ستقوم بتوظيف مسألة الانسحاب منها للوصول إلى توافق أو تسوية سلمية عادلة مع الجانب الروسي.

وأكد أبو الرب، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أوكرانيا سوف تستخدم كورسك كورقة ضغط في المفاوضات مع روسيا، للمطالبة بانسحاب القوات الروسية من مناطق محددة، أو ربما تستخدمها كضمانة بعدم اعتداء القوات الروسية على مزيد من الأراضي الأوكرانية.

وأضاف أن موقف موسكو واضح في التمسك بضم الأقاليم الأربعة في شرق أوكرانيا، وعجزت حتى الآن عن حسم هذا الأمر. وإن كانت تتقدم ببطء، إلا أن جزءًا كبيرًا من منطقة زاباروجيا وخيرسون لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية.

وتابع: "لا يمكن أن نقول إن الحرب سوف تستمر لفترة أطول، لأن هذا يعني استنزاف الجانبين الروسي والأوكراني، ومن ناحية أخرى لا يمكن الجزم بأن الحرب يمكن أن تنتهي غدًا أو بعد غد".

وأكد أبو الرب أن المبادرة الأمريكية التي سيطرحها الرئيس ترامب سوف توازن بين مطالب الطرفين، لافتًا إلى تلويح القيادة الأمريكية الجديدة بمزيد من العقوبات على الطرفين لإجبارهما على ضرورة التفاوض والتوصل إلى اتفاق سلام يضمن أمن البلدين.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

خطة ترامب للسلام.. هل تخلت واشنطن عن كييف لتتقارب مع موسكو؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC