مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
أشار مسؤول إسرائيلي بارز إلى أن إسرائيل تواجه مهلة محدودة للتحرك ضد النظام الإيراني قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية في يناير/كانون الثاني 2029.
وتعكس التصريحات بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصًا فيما يتعلق بالبرامج النووية والصاروخية الإيرانية، واحتمالية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة في المستقبل القريب.
ووفقًا للمسؤول الإسرائيلي الذي صرح لقناة كان الإخبارية، فإن إيران تسعى إلى إعادة إنتاج مخزونها من الصواريخ المتقدمة، وهو ما تتابعه إسرائيل عن كثب.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران يُنظر إليه كـ"مسألة وقت فقط"، في ظل عدم التوصل إلى اتفاقات تهدئة فعّالة.
يُضاف إلى ذلك وجود موقع تخصيب اليورانيوم الجديد في جبل بيكاكس، على بعد كيلومتر تقريبًا جنوب منشأة نطنز، والذي لم يُسمح للمفتشين بالوصول إليه، وفقًا للتقارير.
بينما أجرى مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو اثنتي عشرة عملية تفتيش في إيران منذ النزاعات مع إسرائيل في يونيو/حزيران، إلا أن بعض المنشآت الحيوية مثل فوردو ونطنز وأصفهان بقيت خارج نطاق التفتيش.
وأكد المسؤولون الإيرانيون، بما في ذلك إسماعيل بقائي، أن إيران ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأن مفتشي الوكالة زاروا منشآت نووية متعددة، دون الإفصاح عن جميع المواقع.
إيران والردود الدبلوماسية
شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن إيران تسعى للسلام لكنها لن تتخلى عن برامجها النووية أو الصاروخية.
وأوضح أن الحوار الدولي ممكن، لكنه لن يشمل التخلي عن الحق في امتلاك المعرفة النووية أو قدرات الصواريخ الدفاعية.
وأشار بزشكيان إلى ضغوط داخلية مثل الجفاف المستمر، الذي قد يجبر السلطات على نقل العاصمة من طهران إلى الجنوب، ضمن محافظة هرمزجان.
تأتي هذه التحديات البيئية والسياسية في وقت يتساءل فيه الإيرانيون حول إمكانية رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، وفق تصريحات ترامب، الذي أشار إلى انفتاحه على الاستماع لهذه المطالب لكنه لم يتخذ خطوات محددة بعد.
تظهر هذه التصريحات تباينًا في مواقف الأطراف: بينما تحذر إسرائيل من إمكانية تصعيد عسكري سريع، تحاول إيران الموازنة بين الدفاع عن برامجها الاستراتيجية والاحتفاظ بفرص التفاوض على العقوبات والضغوط الدولية.
السيناريوهات المستقبلية والتحركات الإسرائيلية
يبدو أن إسرائيل ترى في الوقت الحالي نافذة محدودة للتحرك العسكري أو تعزيز الضغوط قبل نهاية ولاية ترامب الثانية.
ويستند هذا التقييم إلى تسريع إيران لبرامجها الصاروخية والنووية، بما في ذلك مواقع تخصيب جديدة، وتقييد الوصول الدولي للمنشآت الحيوية، ما يقلص فرص المراقبة الدولية الفعالة؛ إضافة إلى التحديات الداخلية الإيرانية، بما فيها الجفاف والمخاطر الاقتصادية، والتي قد تؤثر على استقرار النظام وتوازنه الاستراتيجي.
وفي المقابل، تبقى هناك خيارات دبلوماسية محتملة، خاصة إذا ارتبطت برفع العقوبات الاقتصادية تدريجيًا مقابل توقف مؤقت أو قيود على التوسع النووي.
ومع ذلك، فإن تصريحات القيادة الإيرانية تؤكد أن أي تنازل يجب أن يحافظ على القدرة النووية والصاروخية، وهو ما قد يقيد مدى توافق إسرائيل مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران يظهر أن المنطقة تواجه احتمالية تصعيد عسكري معقد خلال السنوات القادمة، مع ضغوط مضاعفة من البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، والتحركات السياسية الداخلية والخارجية لإيران، والمواعيد الزمنية التي تراها إسرائيل حاسمة قبل انتهاء ولاية ترامب.
تعكس الأحداث الحالية تحديًا مزدوجًا؛ الحفاظ على الردع العسكري لإسرائيل، وفي الوقت نفسه، إدارة المخاطر الدبلوماسية والاقتصادية المرتبطة بالعقوبات والتفتيش الدولي، وسط بيئة إقليمية متقلبة.