logo
العالم
خاص

عاصفة سياسية بالكابيتول.. الديمقراطيون يهاجمون شومر وجمهوريون ينشقون عن ترامب

زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومرالمصدر: أ ف ب

تشهد أروقة الكابيتول عاصفة سياسية، تسببت بها أزمة الإغلاق الحكومي، وسط تعرض زعيم الأقلية الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي السيناتور تشاك شومر، للهجوم من قبل الديمقراطيين، وحدوث انشقاقات بصفوف الجمهوريين عن الرئيس دونالد ترامب.

وعلق عضو ديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، على الأزمة العاصفة التي فجرها قرار المجموعة الديمقراطية في مجلس الشيوخ بالتصويت لصالح إعادة فتح الحكومة. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"سينتهي سريعا".. ترامب يشيد بالاتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي

وقال إن هذا القرار يتحمل مسؤوليته زعيم الأقلية السيناتور تشاك شومر، وإن هذا الأخير فشل مرة أخرى في إظهار القيادة الصحيحة للديمقراطيين في مبنى الكونغرس عندما سمح بهذا التخلي عن الاستمرار في مواجهة ترامب والجمهوريين.

القيادي الديمقراطي ذكر أن لا شيء يرغم الديمقراطيين على الاستسلام في المواجهة مع الجمهوريين لأنهم يكسبون شعبيا، فنتائج انتخابات الثلاثاء الأخيرة أظهرت أن الرأي العام الأمريكي يؤيد بقوة سياسات الديمقراطيين المطالبة بتخفيف أعباء أقساط التأمين الصحي ومنع الجمهوريين من رفعها والمطالبة بتمديد التغطية الحكومية لأموال برنامج "أبوما كير".

وأوضح: أظهرت نتائج انتخابات الثلاثاء دعم الأمريكيين لتوجهات الديمقراطيين بفارق مريح جدا والتصويت الجماعي لمرشحتين ديمقراطيتين تجعلان من هذه النقطة محور برنامجهما الانتخابي في ولايتي فرجينيا ونيوجرسي وكذلك الأمر ينطبق على انتخابات عمدة نيويورك.

وأكد أن الديمقراطيين لم يكونوا بحاجة إلى أي تراجع في المرحلة الحالية من المواجهة حتى لو دخل الإغلاق الحكومي يومه الأربعين، والخروج من هذه المواجهة دون تحقيق المطالب التي رفعوها في بداية الإغلاق لن يحسن من موقعهم التفاوضي أمام الرئيس ترامب والجمهوريين.

حديث العضو القيادي الديمقراطي لـ"إرم نيوز" هو جزء من عاصفة داخلية بين قيادات الحزب في مبنى الكونغرس على خلفية أن الأغلبية من الديمقراطيين في الغرفة الأولى تدعو إلى استمرار المواجهة مع الجمهوريين على عكس الانقسام الذي تشهده المجموعة الديمقراطية في الغرفة الثانية.

ويقول عضو ديمقراطي من الجناح التقدمي إن الديمقراطيين لا يزال بإمكانهم تحقيق مكاسب أكثر من تلك التي تحققت في انتخابات الثلاثاء، في حال تمسكوا بمطالبهم إلى غاية احتفالات عيد الشكر، إذ سيضطر الجمهوريون حينها إلى التعامل مع أزمة طيران وطنية غير مسبوقة بسبب عجز ثلاثين مليونا من الأمريكيين عن السفر للاحتفال مع عائلاتهم في أهم مناسبة عائلية في حياة الأمريكيين.

ويؤكد العضو الديمقراطي: ليس هناك وقت كبير إلى غاية حلول عيد الشكر، ولو نجح الديمقراطيون في وضع الجمهوريين في مواجهة مباشرة مع العائلات الأمريكية لكان ذلك أكبر انتصار سياسي في مواجهة ترامب ومؤيديه في مبنى الكابيتول.

أخبار ذات علاقة

مبنى الكابيتول الأمريكي

اتفاق في "الشيوخ" الأمريكي يمهد لإنهاء الإغلاق الحكومي التاريخي

في مقابل ذلك يقول عضو قيادي في الحزب الديمقراطي لـ"إرم نيوز" إن الخيارات في المرحلة الحالية تبدو مسدودة أمام الجميع.

 ويوضح أن هذا ليس تراجعا أمام ترامب ومؤيديه من الجمهوريين في مبنى الكونغرس ولكن مراعاة لنتائج الإغلاق الحكومي الطويلة على حياة الأمريكيين، فهناك حالة شلل كاملة في البلاد وقطاع الطيران أظهر الحاجة إلى مراجعة التكتيكات المتبعة في إدارة أزمة الحكومة الحالية.

الديمقراطيون يعتقدون، وفق العضو القيادي، أن الرسالة وصلت إلى الناخبين الأمريكيين بأن ترامب والجمهوريين يتحملون مسؤولية الارتفاع القياسي لتكاليف الرعاية الصحية في المرحلة المقبلة بسبب التشريعات الجديدة في الكونغرس وأن مساعي الديمقراطيين حققت هدفها بإظهار مسؤولية الجمهوريين أمام عامة الأمريكيين عن هذه السياسات وعدم رغبتهم في التجاوب مع مطالب الديمقراطيين بتمديد التغطية الحكومية للعامين المقبلين.

وأضاف: هذه رسالة واضحة في الوقت الحاضر إضافة إلى أن المطلب الديمقراطي بإعادة الموظفين الحكوميين المسرحين إلى وظائفهم سوف يمكن عشرات آلاف من العائلات الأمريكية من تجنب خطر فقد الوظائف والتأمين الصحي، وهو مكسب لا يجب التقليل منه.

عاصفة داخلية

الانقسام بلغ أشده بين قيادات وواجهات الحزب الجمهوري، وذلك بإعلان الرئيس ترامب أنه لم يعد يفهم توجهات النائبة الجمهورية المحافظة عن ولاية جورجيا تايلور غرين عندما أعلن من البيت الأبيض أنها ضيعت طريقها، في إشارة إلى موقفها الداعم للديمقراطيين خلال أزمة الإغلاق الحكومي عندما وافقت مطالبهم بتجميد رفع تكاليف الرعاية الصحية.

أخبار ذات علاقة

فيديو

الجمهوريون في مأزق مبكر.. من يملأ فراغ ترامب بعد رحيله؟

تأييد تايلور غرين للديمقراطيين كان حينها قد شكل زلزالا في صفوف الجمهوريين؛ لذلك لم يكن غريبا أن تجد هذا الرد من قبل الرئيس ترامب لنائبة موالية لطالما وصفت في واشنطن بأنها المرأة الأكثر تأييدا لسياساته في مبنى الكابيتول بل إنها في وقت ما من عمر الحملة الانتخابية كانت على قائمة المرشحين لمنصب نائب الرئيس قبل أن يقع الاختيار على جي دي فانس.

تايلور لم تنتظر طويلا لترد على تصريحات ترامب بقولها إنها لم تغير طريقها وإنها لا تزال مع مبدأ وسياسات أمريكا أولا وبنسبة مئة بالمئة.

هذا النوع من الأزمات لم يكن مألوفا في صفوف المؤيدين للرئيس ترامب وبصورة علنية، ولكن أزمة الرعاية الصحية فجرت هذا النوع من الخلافات العميقة في وجهات النظر بين مشرعي الحزب الواحد خاصة بين من اعتادوا أن يشكلوا الواجهة المحافظة في الكونغرس.

أزمة الانقسام بين الجمهوريين لا تقتصر فقط على أزمة الموقف من الإغلاق الحكومي والرعاية الصحية، ولكن نتائج الانتخابات الأخيرة فجرت موجة من الجدل والحسابات الداخلية تتعلق بطبيعة خطاب الحزب في المرحلة الحالية.

هناك تيار من داخل الحزب يعتقد أن عدم الاستخدام الكافي للرئيس ترامب في حملة دعم المرشحين الجمهوريين في انتخابات الثلاثاء كان سببا مباشرا في الخسارة، فيما يقول آخرون إن السبب وراء ذلك هو أزمة الإغلاق الحكومي.

جناح آخر من داخل الحزب، يعرف بعلاقته المباشرة مع الرئيس ترامب، بدأ يخطط لمستقبله السياسي بعيدا عن استخدام خطاب وشخص الرئيس في مسعاه الانتخابي. وهذا الاختيار تجلى واضحا في إعلان المرشحة الجمهورية المقربة جدا من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ومن الرئيس ترامب، إيليس ستيفانيك عندما نأت بنفسها بالكامل عن ترامب وسياساته في إعلان ترشحها لمنصب حاكم ولاية نيويورك مباشرة في أعقاب فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة الثلاثاء الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC