كشفت مصادر من داخل الكونغرس أن النقاشات بين الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين لا تزال مستمرة حتى وإن كان الوقت متأخرًا بتوقيت العاصمة واشنطن، مشددة على أن اتفاقا بين قيادات ومشرعي الحزبين بات أقرب للحدوث أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت المصادر لـ"إرم نيوز" إلى أن المشرعين من الحزبين يصرّون على إبقاء الجلسات مفتوحة، وفي حالة استثنائية لم يغادر أي من الأعضاء في عطلة نهاية الأسبوع، كما أن جميع الأعضاء ديمقراطيين وجمهوريين ملتزمون بالبقاء داخل مبنى الكابيتول لمواصلة التفاوض وإنهاء أزمة الإغلاق التي سجلت الإغلاق الأطول من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة بأربعين يوما حتى الآن.
وأكدت المصادر أن انفتاح الديمقراطيين في المرحلة الحالية بات أفضل مما كان عليه في الأسابيع الماضية، حيث أبدى عدد من أعضاء الأقلية الديمقراطية استعدادهم للتصويت لصالح الحزمة المالية المقترحة مقابل التزام الجمهوريين بمناقشة برنامج الرعاية الصحية وتمويله في جلسات لاحقة.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس دونالد ترامب، في طريق عودته إلى العاصمة واشنطن في نهاية إجازته الأسبوعية، أن الاتفاق مع الديمقراطيين بات وشيكًا، إلا أنه جدد التأكيد على أن الجمهوريين لن يوافقوا على صرف أية أموال تذهب لدعم المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين الذين تسللوا عبر حدود البلاد.
وأوضحت مصادر "إرم نيوز" أن هذا التصريح من جانب الرئيس ترامب عقّد مهام التفاوض داخل مبنى الكونغرس، بسبب اعتبار القادة الديمقراطيين أن هذا التصريح لا يقدم إشارة إيجابية حول مستقبل التفاوض بشأن برامج الرعاية الصحية.
وقالت المصادر كذلك إن هناك قلقا متصاعدا بين الأعضاء من الحزبين بسبب الارتباك الوطني الكبير الذي أصاب حركة الطيران والسفر عبر مطارات البلاد، خاصة وأن الأميركيين يستعدون للاحتفال بأهم الأعياد العائلية السنوية بعد أسبوعين من الآن، وهو عيد الشكر الذي يسجل عادة المعدلات الأكبر للسفر عبر المطارات والطرقات بين الأميركيين.
وأكدت المصادر أن أحدا من مشرعي الحزبين لم يُظهر استعدادا لتحمل النتائج السياسية لاستمرار حالة الإغلاق في فترة عيد الشكر؛ لأن ذلك سوف يشكل كارثة سياسية على الحزبين، ولن يكون هناك منتصر بينهما في نظر الناخبين الأميركيين.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات، قال عضو جمهوري في المجلس لـ إرم نيوز إنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بين المشرعين لإنهاء الإغلاق في الساعات القليلة القادمة، فإن إعادة فتح الحكومة تحتاج إلى الكثير من الوقت.
وأوضح العضو الجمهوري أن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه سيُعرض للنقاش العام بين الأعضاء في مجلس الشيوخ، وعند المصادقة عليه سيُعاد مرة أخرى إلى مجلس النواب للمصادقة الثانية على النسخة المعدّلة في الغرفة الثانية.
وأشار السيناتور الجمهوري إلى أن هذه الخطوة أكثر تعقيدا من سابقتها، وذلك بسبب وجود أعضاء مجلس النواب في إجازة بعيدا عن العاصمة واشنطن، ويحتاج المجلس للانعقاد إلى حضورهم جميعا من ولاياتهم، وفي ظل حركة الطيران المعطّلة في أربعين مطارا من البلاد لن يكون حضور هؤلاء بالسرعة المطلوبة، وإلى حين ذلك سوف يستمر الإغلاق لوقت أطول مما هو عليه الآن.
وأضاف السيناتور الجمهوري أن عمل الحكومة الفيدرالية لن يكون ممكنًا إلى حين مصادقة الرئيس ترامب على الاتفاق المتوصل إليه، وهو ما يعني أن حالة الإغلاق، حتى وإن تم التوصل إلى اتفاق في الساعات القليلة القادمة، سوف تستمر إلى غاية نهاية الأسبوع كحد أدنى لإتمام جميع هذه الإجراءات المرتبطة باستئناف عمل الحكومة الفيدرالية ووكالاتها بالعاصمة واشنطن وبقية أنحاء البلاد.
