logo
العالم

وسط هشاشة أمنية.. اشتعال حرب إسرائيلية إيرانية جديدة "مسألة وقت"

المرشد الإيراني خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهوالمصدر: (أ ف ب)

تشهد المنطقة توتراً متصاعداً مع تجدد التحذيرات من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، وسط تصريحات متبادلة وتطورات نووية مثيرة للقلق.

فبعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه كان "مسؤولًا بالكامل" عن الهجوم الإسرائيلي على إيران في يونيو الماضي، تتابع طهران بقلق متزايد التصريحات الأمريكية والإسرائيلية عن احتمال شن هجوم جديد، خاصة في ظل تقارير تتحدث عن استمرار إيران في تطوير موقع تخصيب سري يعرف باسم "جبل الفأس" ورفضها دخول المفتشين الدوليين إليه.

وأشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن خطر تجدد الصراع لم يعد احتمالاً بعيداً، بل مسألة وقت فقط، في ظل تعثر المسار الدبلوماسي وغياب الرقابة الدولية. وبينما تستعد طهران لجولة جديدة من المواجهة عبر تعزيز قدراتها الصاروخية، ترى إسرائيل أن فرصتها لتقويض البرنامج النووي الإيراني لم تكتمل بعد، وتحافظ على خيار الضربة العسكرية بدعم من واشنطن.

وفي هذا المشهد الملبّد بالغيوم، تتزايد المخاوف الإقليمية من انزلاق الأوضاع نحو حرب جديدة قد تمتد آثارها إلى ما وراء الحدود الإيرانية والإسرائيلية، لتشمل كامل الشرق الأوسط.

" في وسط الحرب"

وقال خبير العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الأمريكية، "أمير علي أبو الفتح"، إنّ "الهجوم لا يكون دائماً بالدبابات والمدافع، بل قد يكون بحروبٍ سيبرانية أو إدراكية أو اقتصادية أو عبر العقوبات"، مضيفاً: "نحن حالياً في وسط حرب مع الولايات المتحدة، الفرق فقط أننا لا نسمع صوت الرصاص".

وأوضح أبو الفتح، لـ"إرم نيوز"، بشأن التناقض الظاهري في التصريحات المتبادلة بين طهران وواشنطن حول المفاوضات ورفع العقوبات، قائلاً إنّ "الأمر ليس تناقضاً، فترامب قال إنّ إيران راغبة في الحوار، وهذا صحيح، إذ كانت المفاوضات جارية بالفعل وكان من المقرر عقد جولة سادسة، ما يثبت أن إيران منفتحة على الحوار".

وأضاف أن رغبة طهران في رفع العقوبات "أمر طبيعي"، موضحاً: "نحن كنا جزءاً من الاتفاق النووي، الذي يقوم على تنفيذ التزامات متبادلة بين الطرفين، وعودة واشنطن إليه تعني رفع العقوبات. لذلك فكل هذه التصريحات ليست جديدة أو غريبة".

احتمال الحرب

وفي ما يتعلق باحتمال شن هجوم جديد على إيران من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، شدد أبو الفتح على أن "التهديدات قائمة في كل لحظة". وقال: "نحن حالياً في خضم الهجوم. الحرب لا تُقاس فقط بالصواريخ، فاليوم تُشن عبر الاقتصاد والعقوبات والتكنولوجيا. نحن في حرب شاملة مع أمريكا، حتى وإن لم نسمع دويّ القنابل".

وفي تعليقه على أسباب جمود المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، قال أبو الفتح، إنّ "أي تغيير لم يطرأ على مواقف الطرفين، لا في الشروط ولا في أسلوب التعبير عن الاستعداد للتفاوض"، مؤكداً أن "الفجوة بين مطالب واشنطن وطهران كبيرة جداً، ولا يمكن لأي جسر أن يربط بينهما".

كما تناول الخبير الإيراني موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الأنشطة النووية قائلاً إنّ "سياسة الوكالة تخضع لتأثير السياسات الغربية الكبرى"، موضحاً: "كلما تحسنت علاقات الغرب مع إيران، تحسنت علاقة الوكالة بها، والعكس صحيح. وحالياً العلاقة ليست جيدة؛ لذلك من الطبيعي أن تصدر عن الوكالة تصريحات ناقدة".

إيران تعيد هيكلة قوتها الدفاعية

بدوره، قال الخبير الاستراتيجي مصطفى نجفي، إن إيران تعمل على إعادة تنظيم قدراتها العسكرية والهجومية بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، مؤكداً أن طهران دخلت مرحلة جديدة من تطوير منظومتها الدفاعية والصاروخية لمواجهة أي تهديدات قادمة.

وأوضح نجفي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الحرب الأخيرة كشفت هشاشة التوازن الأمني في المنطقة، ما دفع طهران إلى مراجعة شاملة لسياساتها الدفاعية. 

وأضاف أن القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية شهدت خلال الأشهر الماضية تطوراً غير مسبوق، وهو ما يعزز مكانة إيران كقوة ردع إقليمية، ويمنحها موقعاً أقوى في أي مفاوضات مستقبلية.

أخبار ذات علاقة

أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني

لاريجاني للغرب: لا شأن لكم بصواريخ إيران

ورأي نجفي في احتمال اندلاع الحرب هو أن إيران لا تسعى إلى الحرب لكنها تستعد لها بجدية كاملة، مبيناً أن المنطقة تعيش حالة "هشاشة أمنية" تجعل احتمال المواجهة قائماً في أي لحظة، إلا أن استراتيجية طهران تقوم على الردع المزدوج.

ويعتقد نجفي أن الخطر موجود، لكن إيران تراهن على توازن القوة لمنع الانفجار العسكري، مع الاحتفاظ بقدرتها على الردّ إذا فُرضت المواجهة عليها.

ولفت مصطفى نجفي إلى موقع "جبل الفأس" أو الأنشطة النووية الجارية فيه، قائلاً: "لا أحد يمتلك معلومات عن ذلك إلا صانع القرار في إيران"، مشيراً إلى أنه جزء من مشروع إعادة بناء القدرات الدفاعية الإيرانية، ويشمل تطوير البرامج الاستراتيجية، ومنها الملف النووي الذي وصفه بأنه أحد أركان "الردع الوطني".

ويرى أن النشاط النووي الإيراني يأتي في سياق تعزيز الردع وليس التصعيد، وأن طهران تستخدم هذا الملف كأداة ضغط دبلوماسي وتوازن استراتيجي، لا كمنصة لبدء مواجهة عسكرية.

وختم نجفي حديثه بالقول، إن إيران تراهن على مبدأ توازن القوة باعتباره الضمان الحقيقي لأمنها واستقرارها الإقليمي، مشدداً على أن "العمل الدبلوماسي الفعّال لا يمكن أن ينجح من دون قوة ردع واقعية". 

أخبار ذات علاقة

أسلحة إيرانية

تقرير عبري: إيران أنشأت مصانع في العراق لإنتاج وتوزيع السلاح

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC