أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخراً، مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية، التي فجرت، قبل أسابيع قليلة، فضيحة "سيغنال غيت" التي زلزلت البيت الأبيض والبنتاغون.
واستضاف ترامب، في مكتبه وبحضور أبرز مساعديه إلى جانب متحدثة البيت الأبيض، ممثلي المجلة التي أطلقت "أكبر قنبلة" في ولايته الثانية حتى الآن وعرفت باسم "سيغنال غيت".
وقال جيفري غولدبرغ رئيس تحرير المجلة، الذي كان بطل تلك الأزمة ونازع فتيلها، إن موافقة ترامب على إجراء المقابلة جاءت بعد عدة محاولات تخللها رفض ووعود ثم قبول.
وأضاف: "وجدنا الرئيس في المكتب البيضاوي الذي أُعيد تأثيثه بما يمكن أن أصفه بأسلوب كازينو لويس الرابع عشر، في مزاج مبتهج وودود. أما مخالفاتنا العديدة، فإما غُفرت أو تم تجاهلها في الغالب".
وكان ترامب قد أشار عبر حسابه بمنصة "تروث سوشال" إلى المقابلة، قبل أيام، قائلاً: "في وقت لاحق سأجتمع - من بين كل الناس - مع جيفري غولدبرغ، محرر (ذا أتلانتيك)".
ووصف ترامب غولدبرغ بقوله: "إنه الشخص المسؤول عن العديد من القصص الخيالية عني بما فيها (المغفلون والخاسرون) و(سيغنال غيت) وهو شيء كان أكثر نجاحاً فيه إلى حد ما".
وأبرز ترامب في تدوينته سبب موافقته على المقابلة، قائلاً: "أجري هذه المقابلة بدافع الفضول، وكنوع من المنافسة مع نفسي، فقط لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن تكون (ذي أتلانتيك) صادقة".
وعلّق غولدبرغ على ذلك في تقديم المقابلة عبر الموقع الإلكتروني للمجلة، بقوله: "يبدو أن الرئيس لا يعتبر جميع القصص خيالية، إذ أشار إلى ما يُعرف بفضيحة سيغنال غيت، وقال إنني كنت ناجحاً بها إلى حد ما".
وتتناول قصة الغلاف في مجلة "ذا أتلانتيك" لشهر يونيو/ حزيران، التي حملت عنوان: "دونالد ترامب يستمتع بهذا"، تفكير الرئيس الأمريكي خلال الفترة التي سبقت عودته إلى البيت الأبيض.
وتحدث ترامب، خلال المقابلة عن عودته السياسية وأول 100 يوم من ولايته الثانية وما إذا كان سيسعى حقاً إلى ولاية ثالثة، فيما سألته المجلة عن وزير الدفاع بيت هيسغيث وأزماته وحملة القمع ضد المهاجرين.
ومن أبرز ما قاله ترامب خلال المقابلة: "في الولاية الأولى، كان عليّ القيام بأمرين: إدارة البلاد والبقاء؛ كان لدي كل هؤلاء الفاسدين، وفي الولاية الثانية، أنا أدير البلاد والعالم"، بحسب تعبيره.
وقال ترامب: "أنا أستمتع بالنظر إلى ما أفعله.. ما أفعله أمرٌ جادٌّ للغاية"، وعن ترشحه المحتمل لولاية ثالثة قال الرئيس الأمريكي بهذا الشأن: "إنها ستحطم كل شيء".
ورغم تداعيات "فضيحة سيغنال" والاضطرابات التي عصفت بالبنتاغون، مؤخراً، إلا أن ترامب ساند خلال المقابلة وزير دفاعه "المحاصر"، حسب وصف المجلة، بيت هيغسيث.
وقال ترامب عن أزمات هيغسيث الأخيرة: "أعتقد أنه سيستعيد توازنه. تحدثتُ معه، وكان حديثاً إيجابياً، ولكنها كانت مجرد محادثة".
وعن موقف مستشاره للأمن القومي مايك والتز، الذي أضاف رئيس تحرير المجلة لمحادثة جماعية عبر تطبيق "سيغنال" فجرت الأزمة وفضحت خططاً عسكرية لضرب الحوثيين في اليمن، قال ترامب: "كان بخير رغم تعرضه للانتقادات".
وواجه ترامب خلال المقابلة أسئلة محرجة خاصة عن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، واحتمال إجراء عمليات ترحيل عن طريق الخطأ، فأجاب: "لا شيء مثاليا في هذا العالم أبداً".
