"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال

logo
العالم

غضب في البيت الأبيض.. أرقام شعبية ترامب بين الرفض والقبول

غضب في البيت الأبيض.. أرقام شعبية ترامب بين الرفض والقبول
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز
29 أبريل 2025، 6:35 ص

تقول استطلاعات الرأي الوطنية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سجل المعدل الأدنى في مستويات التأييد لسياساته في فترة المئة يوم الأولى له في البيت الأبيض مقارنة بأسلافه في العقدين الأخيرين بين جمهوريين وديمقراطيين، وحتى مقارنة بتلك الأرقام التي سجلها خلال ولايته الرئاسية السابقة.

أخبار ذات علاقة

ترامب وابنته إيفانكا

"منح خصومه جرأة".. كيف قلب ترامب النظام العالمي في 100 يوم؟

 هذه الاستطلاعات تظهر أن الرئيس جورج بوش الابن سجل نسبة 63 في المئة من التأييد، فيما سجل باراك أوباما نسبة 62 في المئة، وترامب نسبة 54 في المئة في الولاية الأولى، فيما كان حصاد بايدن 54 في المئة خلال الفترة ذاتها، بينما جاءت معدلات ترامب هذه المرة في حدود 44 في المئة.

هذا التقليد التاريخي المتبع في الولايات المتحدة يعود مئة عام إلى الوراء، وتحديدًا إلى عهد الرئيس روزفلت الذي تسلم البلاد في مرحلة الكساد العظيم التي توصف بأنها الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، وبادر روزفلت حينها إلى إصدار سلسلة قرارات تاريخية تحت ضغط الأزمة غيرت وجه أمريكا بالكامل.

منذ ذلك الحين بات هذا التقليد راسخًا في العاصمة واشنطن بإصدار تقييم من قبل المراكز البحثية ومعاهد استطلاعات الرأي الوطنية ومؤسسات الإعلام حول أداء الرؤساء الأمريكيين في فترة الأشهر الثلاثة الأولى في البيت الأبيض.

ويحرص الرؤساء الجدد في البيت الأبيض على الاعتماد على هذا التقليد التاريخي لحساب مؤشرات التأييد لسياساتهم المتبعة في الداخل والخارج، كما أنهم عادة ما يلجؤون إلى هذه المؤشرات للبناء عليها في رسم خريطة الاستعداد الحزبية لانتخابات التجديد النصفي في  الكونغرس التي تمثل هي الأخرى فرصة لتقييم أداء الرئيس في البيت الأبيض في العامين الأول والثاني من ولايته الرئاسية ولذلك عادة ما تسمى هذه الانتخابات النصفية في إشارة إلى نصف ولاية الرئيس والحزب الحاكم.

الرئيس ترامب، أمام هذه الأرقام، أظهر رفضه لها وقال إن هذه المؤسسات منحازة باستمرار للديمقراطيين وهي لا تأخذ العينات من الأمريكيين الذين يؤيدون سياساته في مختلف أرجاء البلاد، وأعاد التذكير بالتجارب السابقة التي كان شهدها سواء خلال الولاية السابقة في البيت الأبيض أو خلال مراحل الحملة الانتخابية قبل إعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

قاعدة ترامب الدائمة 

في محاولة للرد من جانبه على هذه النتائج، وفي هذا التوقيت الحساس جدًّا بالنسبة لإدارته، قال الرئيس ترامب إن مؤيديه في كل مناسبة يلتقيهم في أرجاء البلاد يجددون الطلب منه بالتفكير بالترشح لولاية ثالثة، وهي مسألة تثير الجدل باستمرار في كل مرة يعاد طرحها، لكن ترامب يعيد التذكير بهذه الفكرة في كل مرة يرغب فيها أن يرد على خصومه الذين يحاولون التقليل من حجم إنجازاته التي حققها حتى الآن وكذلك من حجم التأييد الذي تحظى به قراراته لدى عامة الأمريكيين.

المقربون من الرئيس ترامب يقولون لـ"إرم نيوز" إن المفاجأة هنا ليست في هذه الأرقام التي تظهرها هذه المؤسسات، ولكن المفاجأة تكمن في أن الرئيس ترامب كما يقول هؤلاء بصدد تنفيذ جميع الوعود التي كان التزم بها خلال حملته الانتخابية وأن الأمريكيين الذين صوتوا له بالأغلبية في نوفمبر الماضي في حالة نادرة جمع خلالها بين التصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي لا يمكن أن يغيروا رأيهم في الرئيس خلال فترة الأشهر الثلاثة له في السلطة.

ويقول المقربون، وهم يحاولون شرح وجهة نظر فريق ترامب، إن الرئيس في ولايته الثانية، ومن خلال المراسيم التنفيذية التي وقعها حتى الآن جميعها، يظهر ذلك الالتزام الجدي الذي يعلن من خلاله صرامته ووفاءه لقواعده الناخبة من خلال الالتزام بتنفيذ جميع وعوده الانتخابية التي تحدث عنها خلال الحملة الانتخابية بصرف النظر عما يظهره  الديمقراطيون ومؤيدوهم من معارضة أو رفض لسياساته.

ترامب لم يأت بالجديد عندما وصل إلى البيت الأبيض، وإنما هو بصدد تنفيذ ما سبق له أن وعد به خلال الحملة الانتخابية، حيث وعد الأمريكيين بجعل قضية الهجرة مركزية في ولايته الرئاسية، وهو يعمل في الوقت الحاضر من خلال وزارتي العدل والأمن الداخلي على تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، والعملية كما يقولون تسير بوتيرة جيدة في مختلف جهات البلاد.

وكان ترامب وعد الأمريكيين بفرض رسوم جمركية على مختلف دول العالم، وهذا الذي فعله خلال المئة يوم الأولى بصرف النظر كذلك عن ردود الفعل التي صاحبت قرار ترامب من قبل الشركاء والغرماء في أوروبا وفي بقية العالم.

كما كان ترامب وعد بتخفيض حجم الإنفاق الحكومي من خلال تقليص حجم المؤسسات والمنظمات والوزارات الفيدرالية، وهو بصدد تنفيذ التزامه بهدف الوصول إلى توفير تريليون دولار من ميزانية الحكومة الفيدرالية في العام الأول من عمر إدارته.

ترامب كان أيضًا وعد بإنهاء الحروب التي اندلعت في عهد الإدارة السابقة في غزة وفي جنوب لبنان وكذلك أوكرانيا. وجهود إدارته لم تتوقف يومًا واحدًا في سبيل تحقيق ذلك. وقد نجحت هذه الإدارة في حل جزء من أزمة الرهائن في غزة وفي تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وكذلك في جنوب لبنان، وهناك خطوات ملموسة تحدث على جبهة التوصل إلى حل في أوكرانيا.

ينظر أعضاء فريق ترامب إلى هذه السلسلة الطويلة من السياسات في الداخل والخارج على أنها وفاء من جانب ترامب للناخبين الأمريكيين من مختلف الفئات الذين أعطوه فرصة العودة إلى البيت الأبيض، ولا يعتقدون أن ترامب فعَل شيئًا في مرحلة حكمه الجديدة مخالفة لذلك الخطاب الذي كان يتحدث به خلال فترة حملته الانتخابية.

قلق المعارضين والمؤيدين

أظهرت استطلاعات الرأي هذه حالة من القلق والتوجس بين أمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والمستقلين. والمفاجأة أن أكثر من 52 في المئة من المستطلعة آراؤهم من الجمهوريين لا ينظرون بعين الراحة إلى مقترحات ترامب في إدارة أزمة الرسوم الجمركية، حيث يتخوفون من انعكاساتها السلبية على الأسعار ومستويات التضخم وعلى مستويات البطالة.

هذا التخوف يقول به مؤيدون انتخبوا الرئيس ترامب في نوفمبر الماضي وهم يقولون، إن عملية وطريقة إدارة الأزمة من قبل فريق ترامب أدت إلى حالة القلق الحالية وهو قلق لا يلغي القناعة بأن موقفهم في انتخابات نوفمبر كان هو الموقف الصحيح كما يقولون.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

استطلاع: 59% من الأمريكيين ينتقدون سياسات ترامب

 في مقابل ذلك ارتفعت أصوات الديمقراطيين أكثر في معارضتهم لسياسات ترامب وهم يراقبون حالة القلق المتصاعدة من وضع الاقتصاد وسوق الأسهم وأداء الاقتصاد الأمريكي في الأشهر الثلاثة الأخيرة وكذلك حالة التصادم التجارية مع الجيران المقربين في كندا والمكسيك وكذلك مع الشركاء الأوروبيين ومع المنافس الاقتصادي العالمي الأول، الصين، في الجهة الأخرى من العالم.

يقول الديمقراطيون ومعارضون لترامب من المستقلين إن الإجراءات الاقتصادية المتبعة سوف تؤدي إلى رفع نسب التضخم، ولن يكون في مقدور الاحتياطي الفيدرالي التخفيض من معدلاتها، لأن وضع السوق معقد جدًّا في المرحلة الحالية وفي ذلك مخالفة صريحة للأسباب التي دفعت بالأمريكيين للتصويت لصالح ترامب على حساب الديمقراطيين في نوفمبر الماضي بسبب حالة التضخم القياسية التي أثرت في حياتهم المالية والاجتماعية بصورة غير مسبوقة خلال الخمسين عامًا الأخيرة في حياة الأمريكيين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC