تبرز أهمية الاحتياجات المتبادلة في الجانب التجاري، من صادرات وواردات، بين أمريكا وحليفتها اللدودة الصين، في مقدمة الأسلحة التي تكتسب أهمية كبيرة في خضم الحرب القائمة على خلفية فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على بكين.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الميزان التجاري يميل في هذه الحالة لصالح بكين، قائلة إن "الصين تصدّر إلى الولايات المتحدة أكثر كثيرا مما تستورد"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه "مع ذلك، تعدّ الصين ثالث أكبر مشتر للسلع الأمريكية بين دول العالم".
واستعرضت الصحيفة، في التقرير، عددا من أبرز المنتجات التي تقع في صدارة واردات بكين من واشنطن، لافتة في هذا الإطار إلى أن "فول الصويا والطائرات والنفط من بين أهم الصادرات الأمريكية إلى الصين".
وكانت وزارة التجارة الصينية قد أشارت، في بيان لها، في وقت سابق، إلى أن "الولايات المتحدة تتمتع منذ فترة طويلة بفائض تجاري مع الصين في قطاع الخدمات، بلغ 26.6 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
ومن بين الأسلحة التجارية القوية الأخرى التي طورتها بكين ما تسمى "قائمة الكيانات غير الموثوقة"، والتي تعادل القائمة التي تحتفظ بها الولايات المتحدة والتي تمنع الشركات والأفراد الأجانب الذين يعتبرون ضارين بالأمن القومي من التعامل مع الشركات الأمريكية.
وأنشأت الصين القائمة السوداء عام 2019، بعد أن أدرجت الولايات المتحدة شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي تكنولوجيز" ضمن قائمتها.
وتُحظر الشركات التي تُصنّفها الصين ككيانات "غير موثوقة" من الاستثمار في البلاد أو التعامل تجاريا مع الشركات الصينية، وتواجه، من بين قيود أخرى، حظر دخول موظفيها الرئيسين.
وتُظهِر ورقة بحثية أكاديمية جديدة كتبها إيفان ميدوروس مسؤول الأمن القومي السابق والأستاذ بجامعة "جورج تاون" مع أندرو بولك المؤسس المشارك لشركة الأبحاث "تريفيوم تشاينا"، أن "نشر الصين قائمة الكيانات غير الموثوقة كان بطيئا وحذرا حتى وقت قريب".
وبدأت الولايات المتحدة استخدام هذه الأداة في عام 2023 عندما أدرجت شركتي "لوكهيد مارتن" و"رايثيون" للصواريخ والدفاع على القائمة بسبب تورطهما في مبيعات أسلحة إلى تايوان، وفق الصحيفة.
وكان لهذه الخطوة تأثير محدود على كلتا الشركتين، نظرا لعدم وجود أعمال دفاعية كبيرة لأي منهما في الصين القارية. ولم يؤثر الإدراج على الشركات التجارية التابعة لشركة "رايثيون" في البلاد.
ومع ذلك، في خريف عام 2024 وأوائل عام 2025، كثفت السلطات الصينية استخدام قائمة الكيانات الخاصة بها، سواء من حيث التردد أو النطاق، وفقا للورقة البحثية التي كتبها ميدوروس وبولك، والتي نُشرت في مجلة واشنطن الفصلية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وفي الآونة الأخيرة، ردا على هجوم ترامب على الرسوم الجمركية، وسّعت بكين نطاق قائمتها السوداء للشركات الأمريكية، بدءا من الشركات المرتبطة بالدفاع، لتشمل شركات مثل (PVH)، الشركة الأم الأمريكية لكل من "كالفن كلاين" و"تومي هيلفيغر"، وشركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية "إيلومينا".
وأثارت (PVH) غضب بكين بعد إعلانها استبعاد قطن "شينجيانغ" من إنتاجها امتثالا للقانون الأمريكي، بينما يعتقد المسؤولون الصينيون أن "إيلومينا" مارست ضغوطا لاستبعاد منافسيها الصينيين من أجزاء من السوق الأمريكية.