كشف تقرير حديث أن المنافسة بين القاذفة الأمريكية "بي-21 رايدر" والقاذفة الصينية الجديدة "إتش-20"، تتصاعد في وقت أوشكت فيه الأخيرة على دخول نادي القاذفات الشبحية بعيدة المدى؛ ما يفتح مرحلة جديدة من سباق قد يحدد موازين الردع الجوي لعقود قادمة.
ورغم أن القاذفة الصينية "إتش-20" تمثل خطوة استراتيجية ضخمة للصين، فإن "بي-21" الأمريكية تفوقت عليها بخطوات حاسمة تجعل ميزان القوة الجوية يميل إلى واشنطن، ولو مؤقتًا.
وبحسب "آرمي ريكوغنيشن"، فإن تصميم القاذفة الأمريكية يستند إلى عقود من الخبرة في تصميم الطائرات الشبحية، مستفيدة من برامج مثل "إف-117" و"بي-2" و"إف-35"، المزودة بمواد لا يكتشفها الرادار وتقنيات خفض البصمة الحرارية، مع إدارة دقيقة للانبعاثات الإلكترونية، وصُمِّمت "بي-21" للقيام بعمليات مستمرة داخل المجال الجوي المُعادي، ومزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على التنسيق مع طائرات مأهولة وغير مأهولة، وتحليل ساحات المعارك لحظة بلحظة.
في المقابل، تظل "إتش-20" لغزًا لم يكتمل بعد، مع توقعات بقدرة حمل تصل إلى 10 أطنان من الذخائر الداخلية، وصواريخ مجنحة بعيدة المدى، ونطاق تشغيلي قد يتجاوز 8,500 كيلومتر، غير أن قدرة الصين على دمج هذه الأسلحة مع الطائرة وضمان شبحيتها تحت ظروف المعركة الفعلية، لا تزال غير مؤكدة، كما أن التزود بالوقود الجوي وعمليات الصيانة على نطاق عالمي لم تصل بعد إلى مستوى البنية الأمريكية.
ويعتقد محللون أن الاختلاف الأبرز يكمن في "النضج البرنامجي"؛ فالقاذفة "بي-21" دخلت مرحلة الإنتاج التجريبي والاختبارات الجوية، بينما لا تزال "إتش-20" الصينية في مراحل الاختبارات الأولية، وهذه الفجوة تمنح الولايات المتحدة نافذة استراتيجية حرجة، تجعلها تتفوق على منافسها الصيني في السيطرة الجوية، على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة.
لكن وبرغم ذلك، تمثل القاذفة الشبحية الصينية "إتش-20" تحديًا واضحًا للطموحات الأمريكية في مجال القاذفات بعيدة المدى، وتعيد تشكيل الحسابات الاستراتيجية للردع النووي والمناورات الجوية في آسيا والمحيط الهادئ؛ ما يجعل السباق ليس مجرد منافسة تكنولوجية، بل حرب أشباح تترقب كل خطوة وتغيّر ميزان القوة قبل أن تتحقق المعادلة الحاسمة.