الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
يبدو الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في "مهمة مستحيلة" خلال لقائه المرتقب اليوم مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إذ كشف تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أن طرح "تسليم الأراضي" لإنهاء الحرب يواجه مأزقاً دستورياً.
وبينما تتمسك أوكرانيا بنحو 22% من مساحة إقليم دونباس الغنيّ بالثروات، من المتوقع أن تستسلم كييف لخطوط دفاعها الأكثر تحصيناً، بعد أن طالبها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتسليم الأراضي المتبقية، بما في ذلك المرتفعات الاستراتيجية والمدن المحصنة، كشرط لإنهاء الحرب.
ليس من المتوقع أن يكون زيلينسكي مستعداً أو قادراً على قبول هذا الشرط، سياسياً وعسكرياً، إذ لن يتمكن الرئيس الأوكراني من التنازل عن أراضي دونباس لروسيا، حتى لو رغب في ذلك، دون ترك بلاده في وضع أكثر خطورة مما هي عليه الآن.
حتى لو سُمح لروسيا بالسيطرة الفعلية طويلة الأمد على الأراضي التي تحتلها بالفعل في أوكرانيا، فإن دستور أوكرانيا يفرض تحدياً معقداً على أي استسلام محتمل للأراضي غير المحتلة، أو الاعتراف الرسمي بحكم القانون بالسيطرة الروسية على الأراضي التي استولت عليها قوات بوتين حتى الآن.
ويحظر الدستور صراحة على الرئيس أن يأذن من جانب واحد بأي تغييرات إقليمية، وينص على أن أراضي أوكرانيا جزء لا يتجزأ من البلاد ولا يجوز المساس بها، وأن حماية سيادة أوكرانيا هي الوظيفة الأكثر أهمية للدولة، وأن أي تغييرات في الأراضي لا يمكن أن تقرر إلا من خلال استفتاء وطني يدعو إليه برلمان البلاد.
ويشير أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية الأوكرانية وعضو حزب خادم الشعب بزعامة زيلينسكي، إلى أن "منح دونباس لروسيا أمر غير وارد قانونياً وسياسياً واستراتيجياً، بل سيؤدي إلى انقسام خطير في مجتمعنا".
ويضيف: "دستورنا يحظر أي تقسيم للأراضي الأوكرانية ذات السيادة".
من الناحية العسكرية، ورغم أن حظوظ أوكرانيا في ساحة المعركة تتراجع ببطء، فإن التنازل عن الأراضي المتبقية لكييف في دونباس لموسكو من شأنه أن ينطوي على التنازل عن المرتفعات الرئيسية والمدن المحصنة كراماتورسك وسلوفيانسك، مما يسمح لروسيا بمحور تقدم سهل إلى مناطق أخرى من أوكرانيا إذا استؤنفت الأعمال العدائية.
ويقول ميريزكو إن "الأرض التي لا تزال قواتنا تسيطر عليها في دونباس تُعدّ حصناً محصّناً جيداً، وبوابة إلى مناطق أخرى في أوكرانيا، ويمكن للروس استخدامها كنقطة انطلاق سهلة في أي هجوم لاحق".
ويتابع: "هذه الأرض ليست رمزية فحسب، بل حيوية استراتيجياً".
ومن الناحية الاقتصادية، ورغم أن أوكرانيا فقدت بالفعل عدداً من المناجم الرئيسية في دونباس، فإن المزيد من خسارة الأراضي من شأنه أن يشكل عائقاً أيضاً.
حتى توقف الإنتاج قبل سبعة أشهر بسبب القتال مباشرة فوقه، كان منجم الكوك خارج مدينة بوكروفسك في دونباس هو المصدر الوحيد للفحم الحجري في البلاد، وهو ضروري لصناعة الصلب.