قالت بعثة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في كوسوفو، إنها رفضت طلب الأخيرة بنشر قوات أمن كوسوفو "كفور"، في المنطقة الشمالية ذات الأغلبية الصربية.
وفي المنطقة الشمالية للبلاد المنقسمة عرقياً، أدّى انفجار في الـ29 شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلى إتلاف قناة مائية، حيثُ اتهم المسؤولون في كوسوفو، صربيا المجاورة، بالتورط دون تقديم أدلة.
وكان الانفجار، الذي حدث في قرية فاراج، التابعة لبلدية زوبين بوتوك، قد تسبب في إحداث شق كبير في قناة "إيبر- ليبينك"، وهي ممر مائي ينبع من بحيرة أوجمان (غازيفودا)، ويوفر المياه لكامل المنطقة الشمالية من كوسوفو، ومنطقة ميتروفيتسا، وبريشتينا والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك "شركة كوسوفو للطاقة" لتبريد محطات الطاقة الخاصة بها.
ووصف رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي الانفجار، الذي ألحق أضرارًا بالقناة التي تزود محطتي الطاقة الرئيسيتين في البلاد بالمياه، بأنه "هجوم إجرامي وإرهابي" من قبل الجارة الشمالية صربيا.
وبدوره رفض الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش تهم كوسوفو قبل أن يتعهد بإجراء تحقيق، مشيرًا إلى وجود "معلومات حول هوية الجاني المحتملة"، دون أن يُدّلي بالمزيد من التفاصيل.
وأكدت بعثة "الناتو" أن السلطات في كوسوفو طلبت نشر قوات "كفور" بالمنطقة الشمالية من زوبين بوتوك، وهي منطقة ساعد فيها الحلف وبعثة سيادة القانون الأوروبية في كوسوفو في الحفاظ على السلام لسنوات.
وترفض صربيا استقلال إقليمها السابق، وقد تعثرت إلى حد كبير المحادثات التي استمرت لعقد من الزمان بتسهيل من الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات بين بريشتينا وبلغراد.
وقال موقع "بلقان إنسايت"، "إن بلغراد لطالما حافظت على مؤسسات موازية في شمال كوسوفو لخدمة عشرات الآلاف من الصرب هناك الذين يرفضون في الغالب السلطة المركزية الكوسوفية".
وتعهدت بريشتينا في اتفاق عام 2013 بعدم نشر قواتها، التي تتكون في الغالب من الألبان العرقيين في المنطقة الشمالية دون موافقة مسبقة من قوة كوسوفو.
من جهته قال السفير الأمريكي لدى بريشتينا، جيفري هوفينير، إن "واشنطن لا تعرف من يقف وراء الهجوم"، مؤكدًا أنه "بمجرد أن يتم تحديد المسؤول، فسوف نعمل مع السلطات المختصة لضمان محاسبتهم" وفق تعبيره.
وكان كورتي، الذي تواجه حركة تقرير المصير التي ينتمي إليها الانتخابات الوطنية العام المقبل، قد أمضى جزءاً كبيراً من العام الماضي في محاولة لإلغاء المدفوعات بالدينار الصربي، والسيطرة على العلاقات البريدية والمصرفية الصربية، وغير ذلك من جوانب الحياة اليومية، التي يهيمن عليها الصرب في شمال كوسوفو.
وحذر المسؤولون في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حكومة كورتي مراراً من الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب قد تعتبر استفزازية.