أصبح تراجع شعبية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في استطلاعات الرأي، مصدر قلق للجمهوريين، الذين ظلّوا مخلصين للبيت الأبيض، لكنهم بدأوا يتطلعون إلى انتخابات التجديد النصفي، وفق تقرير لصحيفة "ذا هيل".
وفي حين أن البيت الأبيض لا يُعرب عن قلقه إزاء تراجع شعبيته، يرى عملاء الحزب الجمهوري أن على ترامب التوقف عن إثارة الاضطرابات بشأن الرسوم الجمركية، والتركيز على الوفاء بالوعود التي قطعها كمرشح رئاسي بشأن الاقتصاد.
وقال كيفن مادن، الخبير الاستراتيجي الجمهوري: "فاز ترامب في انتخابات 2024 لأن ائتلافاً أوسع من الناخبين كان يشعر بالحنين إلى اقتصاد ما قبل جائحة كورونا في ولايته الأولى، واعتقدوا أنه أكثر قدرة على معالجة مخاوفهم بشأن التضخم".
وأضاف مادن أن انخفاض شعبية ترامب في استطلاعات الرأي "هو بالضبط نوع التحول الذي يثير القلق قبل انتخابات التجديد النصفي".
وأضاف مادن: "عندما تخسر "الوسط الكبير" من الناخبين، تبتعد عنك السباقات المتأرجحة، وقد تصبح الدوائر التي عادةً ما تتمتع بهوامش حزبية مريحة منافسات مفاجئة".
وتابع: "لا يزال الوقت مبكراً، لكن مؤشرات سياسة الرسوم الجمركية لا تبدو جيدة حتى الآن".
وأظهر استطلاع رأي أجرته شركة "ديسيجن ديسك" صباح الأربعاء تراجعاً في شعبية ترامب، حيث بلغت نسبة تأييده 44%، بينما بلغت نسبة معارضيه 56%.
وجاء هذا الاستطلاع متوافقاً مع مجموعة من الاستطلاعات الأخرى التي تشير أيضاً إلى أن ترامب في ورطة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سياساته التجارية.
ويعزو الجمهوريون انخفاض الأرقام إلى العناوين الرئيسية حول رسوم ترامب الجمركية، التي أدت إلى هبوط حاد في الأسواق وأثارت قلق الأمريكيين بشأن حساباتهم التقاعدية.
واستعادت الأسواق جزءًا من تلك الخسائر، لكنها لا تزال دون مستواها الذي كانت عليه في اليوم الأول لترامب في منصبه.
وقالت السيناتور شيلي مور كابيتو (من ولاية فرجينيا الغربية)، وهي عضو في القيادة الجمهورية: "أعتقد أن ما يقلق الناس هو الوضع الاقتصادي لبروتوكول الرسوم هذا، وعدم اليقين المحيط به. أعتقد أن هذا ما نراه" وفق تعبيرها.
ويحظى ترامب بدعم قوي من قاعدته الانتخابية، وهو ما ساعده، على تجاوز كل شيء، ولم يبد قلقاً كبيراً بشأن استطلاعات الرأي أو أرقامه الاقتصادية، لكن الجمهوريين في وضع سياسي مختلف.
وقالت سوزان ديل بيرسيو، وهي استراتيجية جمهورية مخضرمة: "لا أعتقد أن فريق ترامب يهتم بأرقامه بقدر اهتمام الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ بها".