يضاعف أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي من ضغوطهم على عملاق التكنولوجيا "غوغل"؛ لإعادة تشكيل سياسات المحتوى التي يتهمونها بالتحيّز ضد المحافظين.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو"، فإن "ألفابت" الشركة الأم لغوغل ويوتيوب باتت الهدف التالي لحملة تقودها شخصيات بارزة مثل السيناتور تيد كروز والنائب جيم جوردان بعد أن نجح المشرّعون في دفع "ميتا" و"إكس" (تويتر سابقًا) لرضوخ إلى ضغوطهم.
مطالبات صريحة، واستدعاءات قضائية، وصلت حد التهديد بعقد جلسات استماع وتشريعات صارمة، كلّها أدوات في يد الجمهوريين لفرض واقع جديد على المنصة الأكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي العام الأمريكي.
أرسل النائب جوردان استدعاءً قضائيًا الشهر الماضي إلى شركة "ألفابت"، طالبًا منها الاطلاع على مناقشاتها الداخلية واتصالاتها مع إدارة بايدن بشأن تعديل المحتوى.
ضغوط وتهديدات
وصرح كروز بأن "غوغل" هي "بالتأكيد" هدفه الرئيس من بين منصات التكنولوجيا، ووعد بعقد جلسات استماع وربما حتى إصدار تشريعات، مع أنه لم يحدد نوع القوانين التي قد يشرعها.
والشهر الماضي، حذر كروز في اجتماع مغلق مع الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، سوندار بيتشاي من غضبه إذا لم تغير غوغل سياسات المحتوى الخاصة بها .
وفي الاجتماع الذي لم يتم الإعلان عن نتائجه، قال كروز إنه أبلغ بيتشاي "بشكل صريح لا لبس فيه" أن سيضغط على "غوغل" بشأن جهودها المستمرة في "قمع" المحتوى المحافظ.
وأضاف في حديث لصحيفة "بوليتيكو"، أنه ضغط على بيتشاي بشأن "السياسات التي ينبغي تطبيقها"، زاعما أنه يتفهم تمامًا وجهة نظره.
ورفض متحدث باسم "غوغل" التعليق على تصريحات كروز حول الاجتماع مع بيتشاي.
ومع بذل "ميتا" و"إكس" جهودًا مضنية لإرضاء الجمهوريين - ومع "تيك توك"، وهي منصة أخرى أثارت غضب الكونغرس، والتي يبدو الآن أنها في صف ترامب فإن السكاكين تتجه نحو "غوغل".
وقال المتحدث باسم "غوغل"، خوسيه كاستانيدا، إن غوغل ملتزمة بحرية التعبير، وليست "شركة تواصل اجتماعي" مثل "ميتا"و"إكس".
وأضاف أنه على عكس هاتين الشركتين، فإن "غوغل لم تستخدم أبدًا التحقق من الأخبار المضللة كعامل في خوارزميات التصنيف الخاصة بنا".
على النقيض من منافسيها الرئيسيين، لم تقم شركة "غوغل" حتى الآن بإضعاف السياسات التي تحد من نشر المعلومات المضللة أو الخطاب غير المقبول في أعقاب انتخاب ترامب.
تنازل كبير
وأثارت سياسات "غوغل" المتعلقة بالمحتوى والإعلانات حفيظة المشرعين المحافظين، لكن آخر تنازل كبير قدمته غوغل للجمهوريين جاء في يونيو/حزيران 2023، عندما تراجع موقع "يوتيوب" عن حظرٍ على مقاطع الفيديو التي تزعم زورًا أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد سُرقت.
ولدى "يوتيوب" أكثر من 250 مليون مستخدم نشط شهريًا في الولايات المتحدة، وهو عدد يفوق بكثير عدد مستخدمي "تيك توك". ويرى المحافظون أن سياسات "غوغل" المتعلقة بالمحتوى، إلى جانب الهيمنة الساحقة لمحرك البحث، تؤثر بشكل كبير على نظرة الأمريكيين للسياسة.
ووصف آدم كوفاسيفيتش العضو السابق في جماعة الضغط لصالح غوغل، الحملة المتصاعدة ضد "غوغل" بأنها "الفصل الأخير في ملحمة طويلة" لواشنطن "بمحاولة التأثير على الحكام بشأن تعديل المحتوى".
وفي حين حاول بيتشاي كسب ود البيت الأبيض، من خلال الظهور إلى جانب الرؤساء التنفيذيين الآخرين في قاعة الكابيتول في حفل تنصيب ترامب، الذي تبرعت له غوغل بمليون دولار، فإنه لم يقم بإجراء التغييرات الجذرية في السياسة المؤيدة لترامب التي أعلنت عنها ميتا أو إكس.
"اركعوا أمامنا"
وقال جوردان في مقابلة إنه يريد من يوتيوب أن يقدم تغييرات مثل تلك التي شاهدها الجمهوريون من ميتا وإكس.
ويقول بعض المراقبين إن المشرعين الجمهوريين يريدون ببساطة من عملاق التكنولوجيا الكبير أن يركع أمامهم.
وقال نو ويكسلر، المستشار والموظف السابق في مجال الاتصالات في كبرى شركات التكنولوجيا: "من المرجح أنهم يحاولون فرض تنازلات طوعية من غوغل، مثل خوارزميات التوصية التي تفضل المؤثرين المحافظين أو سياسات الإعلان التي تسمح بإنكار تغير المناخ".
وتنفي غوغل أن سياساتها أضرت بالمحافظين.