اختار الرئيس دونالد ترامب حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، ليكون مبعوثه الخاص إلى غرينلاند؛ ما أثار دهشة داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسلط الضوء على شخصية لاندري الفريدة: مزيج من الولاء المطلق للرئيس الأمريكي والطموح السياسي القوي، مقابل خبرة محدودة في الشؤون الخارجية.
من القاعة القضائية إلى مكتب الحاكم
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن لاندري بدأ مسيرته السياسية كمدّعٍ عام للولاية في 2016، حيث اكتسب سمعة جيدة باعتباره محافظًا صارمًا ومصادمًا لا يتردد في تحدي السياسات الديمقراطية، بدءًا من مكافحة اللقاحات الإلزامية إلى الدفاع عن قوانين الإجهاض الأكثر صرامة في البلاد؛ ما جعله رمزًا للتيار المحافظ الجديد في لويزيانا.
في انتخابات 2023، حقق لاندري فوزًا ساحقًا في انتخابات حاكم الولاية؛ ما أسهم في تعزيز تأثيره السياسي محليًا، ويعتبر لاندري أحد أبرز أنصار ترامب، بوصفه مدافعًا عن سياساته داخل الولاية وخارجها، من نشر الحرس الوطني إلى دعم عمليات وكالة الحدود في نيو أورلينز، كما لم يُخفِ لاندري حماسه لمقترح الرئيس بشأن ضم غرينلاند، معتبرًا أنه سيكون "رائعًا للولايات المتحدة وللجزيرة على حد سواء".
تحديات مهمة غرينلاند
لكن رغم هذا الولاء، يواجه لاندري تحديًا كبيرًا؛ فخبرته في الشؤون الدولية ضئيلة، وملفه الجديد يتطلب مهارات تفاوضية معقدة مع الحكومة الدنماركية والسلطات المحلية في غرينلاند، وبينما يبقى دوره الرسمي غامضًا، فإن عليه الموازنة بين مهامه كحاكم للولاية ومتطلبات دوره الدبلوماسي الجديد، وسط انتقادات وتساؤلات حول مدى جاهزيته لمواجهة مثل هذه الملفات الدولية الحساسة.
وفي السياق تراوحت ردود الفعل على تعيين لاندري، بين الترحيب الحذر والتحفظ الصريح؛ ففي غرينلاند، أكدت السياسيّة أيجا تشمنيتز أن "زيارته مرحّب بها، لكن الجزيرة ليست للبيع"؛ ما يعكس حجم التحديات التي سيواجهها المبعوث الأمريكي الجديد في ممارسة مهامه.