زيلينسكي: روسيا تعد لضرب مبان حكومية في كييف

logo
العالم

الصواريخ قبل النووي.. إسرائيل وأمريكا تحددان الخطر الإيراني الأبرز

منصة صواريخ إيرانيةالمصدر: وسائل إعلام محلية

أعاد خبراء إستراتيجيون ومختصون في العلاقات الدولية تعريف الخطر الإيراني الأول، من وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية، على أنه يتمثل في البرنامج الصاروخي قبل النووي، حيث تطورت التقنيات الصاروخية ما بين البالستية والفرط صوتية "هايبرسونيك"، مع مرونة استخدامها، وسهولة تشغيل منصات الإطلاق، وتعدد أهدافها، ودقتها وتأثيرها، إلى جانب كلفتها المنخفضة.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الصواريخ الإيرانية أصبحت الخطر الجاهز والفوري، في حين يبقى النووي خطرًا محتملًا لم يكتمل بعد، ومن هنا تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى إعادة تعريف الأولويات؛ ما جعل الصواريخ في الصدارة، لكونها تغيّر ميزان القوة في الوقت الحالي.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو

بين غزة وإيران.. كيف يحاول نتنياهو "إرباك" أجندة ترامب؟

وبحسب تقارير، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم معلومات استخباراتية محدثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعهما المنتظر في فلوريدا، تشير إلى أن إيران تنتج كميات كبيرة من الصواريخ البالستية القادرة على إصابة إسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "إذا لم يتوصل الأمريكيون إلى اتفاق مع إيران يوقف برنامجها الصاروخي البالستي، فقد يكون من الضروري مواجهتها. نأمل أن ينجح ترامب في التوصل إلى اتفاق، لكن يجب أن نكون مستعدين لاحتمال عدم نجاحه".

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مؤخرًا أن البرنامج الصاروخي الإيراني غير قابل للتفاوض، موضحًا أنه صُمّم وطُوّر حصريًّا بهدف الدفاع عن سلامة أراضي البلاد وأمنها القومي، ويتمتع بطابع ردعي؛ وبناءً عليه، فإن القدرات الدفاعية لإيران ليست موضوعًا للتفاوض أو المساومة، وقد تشكّلت هذه القدرات لمنع أي عدوان محتمل، وهي غير قابلة للمساس.

ويقول الخبير الإستراتيجي الدكتور محمد صالح الحربي: إن السلاح النووي هو أداة للردع والإحباط، ولا يمكن لأي دولة استخدامه، لأنها ستكون كمن يطلق النار على قدميه، إذ إن تأثيره ممتد، ولا يقتصر على مسرح عمليات محدود، بل يشمل مساحات واسعة.

وبيّن الحربي لـ"إرم نيوز" أن السلاح النووي يستهدف توازن القوة، ولا يمكن لأي دولة أن تستخدمه. وحتى الولايات المتحدة وروسيا، اللتان تمتلكان نحو 90% من الترسانة النووية في العالم، لا تلجآن إليه في عملياتهما العسكرية أو حروبهما؛ ما يوضح أن النووي يشكّل خطرًا داهمًا، ليس على الدولة التي تستخدمه فحسب، بل على الإقليم والعالم.

واعتبر الحربي أن إعادة التعريف الأمريكي والإسرائيلي للخطر الإيراني باعتباره يتمثل في البرنامج الصاروخي قبل النووي تعود إلى عدة اعتبارات، في صدارتها التطور الكبير في التقنيات الصاروخية، ومنها البالستية والفرط صوتية "هايبرسونيك"؛ ما يجعل هذا السلاح أكثر مرونة وأسهل استخدامًا من حيث منصات الإطلاق، فضلًا عن قدرته على تحقيق الأهداف، وبكلفة أقل مقارنة بأسلحة الدمار الشامل أو السلاح النووي.

وتابع الحربي أن إطلاق موجة من الصواريخ يحمل أبعادًا مهمة من حيث دقة إصابة الأهداف، إذ إن سقوط صاروخ أو صاروخين فقط قد يكون ذا تأثير بالغ.

وأشار إلى أن إيران تمتلك صواريخ فرط صوتية وبالستية وقصيرة المدى وصواريخ "كروز"، إلا أن الأخطر حاليًّا على مستوى التسليح العالمي يتمثل في الطائرات المسيّرة، ولا سيما ذات "الجولة الواحدة" التي تُعرف بـ"الذخيرة المتسكعة".

ويرى الحربي أن هذه المسيّرات تُعد بمثابة طائرات انتحارية من دون طيار؛ ما يشكل قوة غير مسبوقة، موازية وداعمة للصواريخ.

من جانبه، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية محمد بايرام أن الملف النووي الإيراني ظل لسنوات في صدارة المخاوف الأمريكية والإسرائيلية بوصفه التهديد الإستراتيجي، ولذلك جاءت ضرب المفاعلات قبل ستة أشهر خلال حرب الأيام الاثني عشر، إلا أن الخطاب الأمني في واشنطن وتل أبيب يشهد في الآونة الأخيرة تحولًا لافتًا، حيث بات البرنامج الصاروخي في طهران يُقدَّم بوصفه الخطر الأكثر إلحاحًا، وربما الأسبق في الحسابات العسكرية، حتى قبل النووي نفسه.

وأضاف بايرام لـ"إرم نيوز" أن هذا التحول لا يعني تراجع أهمية النووي، بقدر ما يعكس إعادة ترتيب للأولويات في ظل واقع ميداني جديد فرضته تطورات السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها أن الصواريخ تمثل تهديدًا قائمًا وحقيقيًّا وليس افتراضيًّا، في حين أن البرنامج النووي، رغم خطورته، لا يزال، وفق التقديرات الغربية، خاضعًا لعوامل سياسية أو تقنية يمكن احتواؤها أو تأجيلها عبر الضغوط أو الاتفاقات، أو حتى من خلال استهداف المنشآت النووية.

أما البرنامج الصاروخي، فإن الصواريخ الإيرانية موجودة قبل وأثناء وما بعد النووي، وقد استُخدمت واختُبرت ميدانيًّا خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك أنواع حديثة أثبتت قدرتها على التعامل مع أي عدوان محتمل على إيران.

معادلات الردع الإقليمي

وأفاد بايرام بأن البرنامج الصاروخي الإيراني يقع فعليًّا خارج أي إطار دولي مُلزِم، فالتركيز في الاتفاق النووي، على سبيل المثال، انصبّ على تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي، مع تجاهل شبه كامل للصواريخ البالستية، وهو ما استغلته طهران لتطوير ترسانتها الصاروخية خلال الأشهر الأخيرة من حيث العدد والمدى والدقة، دون قيود قانونية مباشرة.

وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى إسرائيل قبل ستة أشهر، واستطاعت فعليًّا تغيير معادلات الردع الإقليمي، ورغم امتلاك طهران آلاف الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، فإن عدد الصواريخ بعيدة المدى كان محدودًا نسبيًّا، إلا أنها عملت في الأشهر الأخيرة على زيادته بشكل كبير، إلى جانب استجلاب تقنيات روسية وغيرها لتحسين دقة الإصابة؛ ما يضع إسرائيل، والقواعد والمصالح الأمريكية، تحت تهديد مباشر في أي لحظة.

وذكر أن نقل التكنولوجيا الصاروخية والمسيّرات إلى حلفاء طهران جعل التهديد غير مركزي، ويصعب تحييده بضربة واحدة، مشيرًا إلى أن تقارير غربية رصدت تحركات داخل إيران تؤكد أن طهران لا تراهن على منع أي ضربة إسرائيلية بشكل كامل، بل تعتمد إستراتيجية مختلفة تقوم على تقليل فاعليتها، وخفض الخسائر، ورفع كلفتها السياسية والعسكرية.

وخلص بايرام إلى أن الصواريخ الإيرانية أصبحت الخطر الجاهز والفوري، في حين يبقى النووي خطرًا محتملًا لم يكتمل بعد، ومن هنا تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى إعادة تعريف الأولويات؛ ما جعل الصواريخ في المقدمة، لأنها تغيّر ميزان القوة الآن، لا في المستقبل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC