كشف مصدر أمني لصحيفة يدعوت أحرنوت العبرية اليوم الاثنين أنه تم تجميد خطط إقامة "مدينة إنسانية" في رفح، والتي كانت معدة لمئات الآلاف من الفلسطينيين كخطوة أولى لدفعهم إلى مغادرة القطاع طوعا.
وقال المصدر إنه "لا يوجد قرار بالمضي قدما ولا توجد خطة بديلة. يبدو أن المستوى السياسي تخلى عنها ظنا بأن صفقة تبادل الأسرى ستتم، وتشمل الانسحاب من محاور بيت حانون جنوب القطاع، ما أدى إلى تجميد هذه المبادرة".
وأوضح المصدر أن "الحقيقة لم تعد العامل الحاسم، بل طريقة عرضها وتأثيرها على الرأي العام العالمي. لقد تسببنا بضرر بالغ لصورتنا. والمشكلة أن قراراتنا تتخذ في اللحظة الأخيرة وبشكل مرتجل، بدلا من التحضير المسبق وتجنّب الأزمات".
كما أشار المصدر إلى أنه منذ مارس، توقفت إسرائيل عن إدخال المساعدات لأسباب سياسية، خشية إسقاط الحكومة من قبل وزراء يهددون بتفكيك الائتلاف. ورأى أن إسرائيل كان بإمكانها إقناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتوزيع المساعدات العالقة عند معبري زيكيم وكرم أبو سالم؛ ما كان سيجنبها الانتقادات الحادة.
وفي أوائل أبريل، كشف إعلام عبري عن مناشدات الجيش للمستوى السياسي بإعادة فتح الممرات الإنسانية لتفادي كارثة إنسانية. إلا أن وزراء الحكومة رفضوا، بل إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعهد بعدم السماح بدخول "حبة قمح واحدة" إلى غزة، في تصريح شهير له قال فيه: "اقرأوا شفتي".
لكن بضعة أسابيع بعد ذلك، تراجع سموتريتش وسمح بعودة الشاحنات، حيث دخلت عشرات منها عبر معبر زيكيم نحو شمالي القطاع، وتعرضت للنهب في منطقة العطاطرة. كما أن مراكز توزيع الغذاء الأربعة التي أنشأتها إسرائيل قبل نحو شهرين، وتفاخر بها سموتريتش بوصفها "خطوة تاريخية"، تحولت إلى فشل مدو.
وشهد القطاع أمس "هدنة إنسانية" أعلنتها إسرائيل من جانب واحد، ولا تلزم "حماس" بشيء. وتهدف هذه الهدنة إلى تشجيع السكان على التنقل لجمع المساعدات، سواء عبر الإسقاط الجوي أو النقل البري.
وقال مصدر أمني: "الهدنات الإنسانية تطبق فقط في مناطق خالية من القتال، ولم نفتح محاور بيتور أمام سكان غزة، بل سمح لهم بالتنقل فقط في المناطق التي لا تشهد اشتباكات لتلقي العلاج أو المساعدات".