حذّرت أوساط فلسطينية من مغبة وتبعات تنفيذ إسرائيل فكرة ما تسمى "المدينة الإنسانية"، التي تعتزم إنشاءها في رفح، معتبرين أنها ستكون بمثابة معتقل جديد للفلسطينيين.
وشدد مراقبون على أن إسرائيل تهدف من وراء فكرة إنشاء "المدينة الإنسانية"، في إطار اتفاق التهدئة، إلى جعلها "مفرزة" لخنق ومحاصرة مسلحي حركة "حماس" في باقي أرجاء القطاع.
لكن قيادات شعبية في قطاع غزة رأت أن المدنيين من سكان القطاع، سيكونون معتقلين داخل معتقل جديد في رفح، ستشرف عليه إسرائيل كأي معتقل آخر خارج قطاع غزة.
في هذا الإطار، قال أمين عام "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، في تصريح له إن "إسرائيل تسعى لتحويل رفح إلى معسكر اعتقال جماعي لسكان غزة".
وأضاف أن "الخطة الخطيرة التي تحدث عنها كاتس وزير الجيش هي جعل المنطقة، التي يسميها إنسانية، منطقة تطهير عرقي. فهو يريد حشر سكان غزة في المنطقة الصغيرة بين موراج وفيلادلفيا، ليبدأ الضغط عليهم بكل الوسائل لتهجيرهم من القطاع".
من جهتها، كشفت هيئة البث الإسرائيلية بأن تقديرات مبدئية تشير إلى أن كلفة إنشاء "المدينة الإنسانية" في قطاع غزة ستبلغ 20 مليار شيكل (نحو 6 مليارات دولار أمريكي).
وأشارت الهيئة، في تقرير لها، إلى أن تلك التكلفة، وهي للعام الأول فقط من إنشاء المشروع، تعادل نصف الميزانية المخصصة لوزارة الدفاع الإسرائيلية التي تبلغ 40 مليار شيكل (نحو 12 مليار دولار أمريكي).
وكانت الهيئة قد نقلت عن مصادر فلسطينية مشاركة في مفاوضات الدوحة، الجارية حالياً، قولها إن فكرة "المدينة الإنسانية" التي تخطط إسرائيل لإنشائها في رفح أصبحت عقبة في غرف المفاوضات المنعقدة في قطر.
وبحسب المصادر، فإن فكرة إنشاء "المدينة الإنسانية" جنوبي قطاع غزة، تعيق التقدم في المفاوضات الجارية في قطر، و"حماس" تعارضها بشدة.
وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أن إسرائيل تستعد لإنشاء "مجمع" على أنقاض مدينة رفح، بين طريقيْ "موراج" و"فيلادلفيا"، بهدف فصل السكان الفلسطينيين عن عناصر "حماس" الذين ينشطون من داخلها.
وتهدف الخطة الإسرائيلية، في المرحلة الأولى، على الأقل، إلى تقليص عدد السكان في المنطقة الإنسانية التي تدعي إسرائيل إقامتها في منطقة "مواصي" خان يونس، وفق هيئة البث.
ووفقاً للخطة، التي يشرف عليها مدير عام وزارة الدفاع أمير برعام، ستستوعب "المدينة الإنسانية" الجديدة، حوالي 600 ألف فلسطيني، ما يجعلها أكبر سجن على وجه الأرض، بحسب مراقبين.
ووفقًا للخطة، سيتم تفتيش المدنيين بشكل دقيق قبل دخولهم، ولن يُسمح لأي شخص يدخل "المدينة الإنسانية" بالمغادرة، ما يسمح لإسرائيل بفرز المدنيين عن المسلحين، وفق مصادر إسرائيلية.
وتقوم الخطة على نقل جميع سكان قطاع غزة المدنيين إلى "المدينة الإنسانية" الجديدة في رفح، التي دمرها الجيش بالكامل، وبعد ذلك ستكون مهمة الجيش التالية هي ملاحقة ومحاصرة مسلحي "حماس" والفصائل الأخرى، في كافة أرجاء قطاع غزة والقضاء عليهم.