ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

بين روسيا وباكستان.. شراكة دفاعية "على الورق" تثير الجدل في الهند

طائرات JF-17 Thunderالمصدر: ديفينس سيكيورتي آسيا

أثارت أنباء توريد روسيا لمحركات RD-93MA، المشغلة لطائرات "JF-17 Block III" الباكستانية، جدلاً كبيرًا في الهند ووسائل إعلامها، فيما تصر موسكو على المضي قدمًا في عمليات التسليم. 

ومع ذلك، فإن هذا التعاون ليس تطورًا جديدًا، بل هو مستمر منذ عام 2007 على الأقل، ما يطرح تساؤلات حول جدوى التهويل الإعلامي الحالي.

وكشفت صحيفة "أوراسيا ريفيو" أن جذور التعاون تعود إلى عقود مضت، حيث شهدت التسعينيات من القرن الماضي محاولات روسية لتزويد باكستان بطائرات سو-27، لكنها أُلغيت تحت ضغوط هندية، رغم العلاقات الدبلوماسية الجيدة آنذاك بين موسكو وإسلام آباد.

وفي السنوات اللاحقة، شملت الصفقات تسليم طائرات هليكوبتر Mi-17/171 للباكستانيين بين 1996 و2016، وأربع طائرات هليكوبتر قتالية من طراز Mi-35M، لكن معظم الطلبات الدفاعية الباكستانية الأخرى، مثل صواريخ جو-جو ودبابات وفرقاطات، لم تُترجم إلى صفقات فعلية بسبب الاعتراضات الهندية.

أخبار ذات علاقة

أحد مواقع استخراج المعادن في الهند

بين الهيمنة الصينية والطموح الأفغاني.. الهند تواجه فخ "المعادن النادرة"

محرك RD-93 هو نسخة تصديرية من محرك RD-33 الروسي المستخدم في ميغ-29، بينما RD-93MA المطور يوفر قوة دفع أعلى وتكاملًا متقدمًا مع إلكترونيات الطيران، ما يعزز قدرات JF-17 Block III على حمل حمولات أثقل وتحقيق سرعات أعلى. 

وقد سلّمت روسيا أكثر من 200 محرك إلى باكستان منذ 2007، رغم محاولات الصين تطوير محرك WS-13 المحلي، إلا أن الاعتماد الروسي يظل قائمًا بفضل موثوقية المحركات وأدائها المثبت.

الأبعاد الاقتصادية والسياسية

تتراوح توقعات الطلب الباكستاني على الأسلحة الروسية بين 8 و9 مليارات دولار، لكن القدرة المالية لإسلام آباد محدودة وتعتمد على دعم خارجي، ما يجعل أي صفقة كبيرة غير قابلة للتطبيق إلا إذا قدمت روسيا تمويلًا مباشرًا، وهو ما يقلق الخبراء الروس بشأن العائد الاقتصادي ومخاطر العملة الصعبة.

وتأتي هذه المعطيات في ظل تقليص الهند اعتمادها على الأسلحة الروسية، مما يعزز أهمية تسويق الإمدادات الدفاعية لباكستان في استراتيجيات موسكو. 

ومع ذلك، يظل التعاون الدفاعي الروسي-الباكستاني محدودًا ومنضبطًا بحذر، لضمان عدم الإضرار بالشراكة الاستراتيجية مع الهند، والتي تشمل صفقات ضخمة مثل أنظمة إس-400، الإنتاج المشترك المحتمل لأنظمة إس-500، ومقاتلات سو-57، وهي فرص استراتيجية وتجارية أساسية لموسكو.

وتجاوز التعاون بين روسيا وباكستان حدود التسليح إلى تدريبات عسكرية منتظمة، حيث أُجريت مناورات "دروجبا" لمكافحة الإرهاب في المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية بين 15 و27 سبتمبر/أيلول 2025، مع التركيز على حرب الطائرات المسيرة والقتال في المناطق المأهولة ومكافحة العبوات الناسفة. 

أخبار ذات علاقة

وف من شركة الحلول الصناعية والدفاعية العالمية الباكستانية

نيجيريا أول المستفيدين.. باكستان تصدر خبرتها الدفاعية إلى أفريقيا

كما أُدرج عنصر بحري عبر مناورات "الرياح الموسمية العربية" في شمال بحر العرب بهدف تعزيز التوافق التشغيلي بين البحريتين.

إلى جانب التدريبات، يجري مسؤولو الدفاع من كلا البلدين اجتماعات منتظمة للجنة الاستشارية العسكرية المشتركة منذ 2016، لتنسيق الاستراتيجية الدفاعية وتبادل الخبرات. 

ورغم ذلك، يظل التعاون الدفاعي محدودًا بالنطاق الذي تقبله الهند، إذ تهدف موسكو إلى تحقيق توازن دقيق بين تعزيز علاقتها بإسلام آباد دون المخاطرة بمكتسباتها الضخمة في نيودلهي.

في المجمل، يُظهر التعاون الروسي-الباكستاني واقعًا دفاعيًا محدودًا وهادئًا، يعتمد على توريد محركات الطائرات المختارة، التدريبات المشتركة، واستشارات عسكرية محدودة، بعيدًا عن التوسع الاستراتيجي الكبير الذي قد يثير حفيظة الهند ويعقد مصالح موسكو الاقتصادية والسياسية في جنوب آسيا.

ويبدو أن هذا النهج مستمر، حيث تجمع موسكو بين مصالحها مع الهند وتحديات التعاون مع باكستان ضمن سقف من الواقعية والضوابط الدقيقة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC