logo
العالم

بوتين يفتح جدل "اليوم التالي" لخلافته.. ما سر تحرك "القيصر"؟

بوتين يفتح جدل "اليوم التالي" لخلافته.. ما سر تحرك "القيصر"؟
فلاديمير بوتينالمصدر: (أ ف ب)
10 مايو 2025، 8:25 ص

كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أكثر المحظورات السياسية في موسكو، وهو "الحديث عن اليوم التالي لعهده"، وخرج ليتحدث علنًا عن مسألة خلافته.

ومنذ صعوده المفاجئ إلى قمة السلطة في روسيا عام 1999، حين تسلم الرئاسة من بوريس يلتسن، هيمن فلاديمير بوتين على الحياة السياسية في البلاد، إذ شغل منصب الرئيس من 1999 حتى 2008، ثم أصبح رئيسًا للوزراء حتى 2012، ليعود بعدها إلى الكرملين حتى اليوم.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

بعد هدنة النصر.. هل تنجح كييف في اختبار بوتين للسلام؟

 ويمتلك بوتين خلفية أمنية رفيعة، خاصة أنه كان ضابطًا في جهاز الاستخبارات السوفيتية "KGB"، وتمكن على مدار سنوات من إعادة بناء الدولة الروسية وفق رؤيته الخاصة، ممسكًا بمفاصل السلطة عبر مؤسسات أمنية وعسكرية موالية.

وبدأت الولاية الرئاسية السادسة لبوتين، والرابعة بحسب العد الدستوري بعد التعديلات، في 7 مايو/أيار 2024، ومن المفترض أن تنتهي في مايو/أيار 2030.

وبحسب التعديلات الدستورية الأخيرة، لا يوجد ما يمنع بوتين من الترشح مجددًا.

ورغم أن بوتين لم يحدد أسماء، فإن ما قاله عن ضرورة وجود عدة مرشحين يشير إلى أنه لا يدعم فكرة الخليفة الوحيد، بل يميل إلى إبراز مظهر من التعددية الخاضعة للرقابة.

ومع غياب أي شخصية واضحة تخلفه في الوقت الراهن، يبقى السيناريو الدستوري البديل هو أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئاسة مؤقتًا إذا أصبح الرئيس غير قادر على أداء مهامه.

أبعاد استراتيجية

يقول مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن "حديث الرئيس فلاديمير بوتين حول خليفته المحتمل لا يُعد مجرد تلميح، بل يعكس أبعادًا استراتيجية عميقة توحي بمرحلة انتقالية يجري التحضير لها بدقة وهدوء داخل مؤسسات الدولة الروسية".

واعتبر بريجع، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "بوتين، الذي أعاد ترسيخ مركزية الدولة ومكانة روسيا كقوة عالمية، يدرك أن الاستقرار السياسي بعده يتطلب منظومة متماسكة، تتجاوز مجرد نقل السلطة أو تعيين خليفة، لضمان الاستمرار ومنع الانقسام داخل النخبة".

وأوضح أن "الحديث عن ما بعد بوتين في هذا التوقيت يأتي ضمن لعبة توازنات دقيقة بين تعزيز الشرعية وتأكيد الاستمرارية، خاصة أن بوتين لا يطرح نفسه كزعيم أبدي، كما فعل بعض القادة في التاريخ، بل يوصل رسالة مفادها أن روسيا دولة مؤسسات، من دون أن يتخلى عن مركزية قراره وتأثيره طويل الأمد في مفاصل الدولة".

ويرى بريجع أن "أي إشارة لانتقال محتمل للسلطة تُعد رسالة مزدوجة، داخليًا لطمأنة النخبة والبيروقراطية بأن الدولة قادرة على الاستمرار من دون فراغ، وخارجيًا لتأكيد أن موسكو تمتلك رؤية استراتيجية لا تعتمد فقط على الفرد، بل على نظام مؤسساتي راسخ".

عودة القوة الروسية

من جانبه، قال السياسي والخبير في الشأن الروسي، سمير أيوب، إن "الرئيس فلاديمير بوتين نجح خلال ربع قرن في الحفاظ على أمن روسيا واستقرارها، متجاوزًا تحديات داخلية وخارجية جسيمة".

وقال أيوب، لـ"إرم نيوز"، إن "بوتين، حين تولى الحكم، واجه بلدًا منقسمًا ومثقلًا بالإرهاب ومحاولات غربية للهيمنة على موارده، لكنه تمكن من توحيد أطياف الشعب وإعادة روسيا إلى موقعها كدولة قوية".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

بوتين في "عيد النصر": سنبقى سدا منيعا في وجه النازية (فيديو)

 ورأى أن "الخليفة المنتظر لا بد أن يحظى بثقة الشعب، وأن يكون من عمق الدولة، وعلى الأرجح من المؤسسة الأمنية، وليس من التيارات الليبرالية التي قد تُغريها تسويات مع الغرب".

وأشار أيوب إلى أن "حديث بوتين عن مواصفات الرئيس القادم يؤكد أهمية الحفاظ على (طريق الانتصار) الذي تسير فيه روسيا".

واعتبر أن "روسيا بحاجة دائمة إلى قائد قوي يحمي مصالحها الوطنية وقيمها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC