logo
العالم

بعد هدنة النصر.. هل تنجح كييف في اختبار بوتين للسلام؟

بعد هدنة النصر.. هل تنجح كييف في اختبار بوتين للسلام؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
09 مايو 2025، 8:46 ص

رأى خبيران أن الهدنة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة 3 أيام، بمناسبة الذكرى الـ80 لعيد النصر، ليست مجرد خطوة إنسانية، بل اختبار سياسي وعسكري لمدى استعداد أوكرانيا للتهدئة، خاصة أن موسكو تسعى من خلالها إلى إحراج كييف أمام العالم، وإظهار نفسها كطرف راغب في إنهاء النزاع.

وأشارا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن استمرار الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على العمق الروسي، تهدد بانهيار الهدنة سريعًا، ويفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد العسكري الروسي، وتحديدًا بالمناطق الحدودية، مثل خاركيف وسومي، وربما أوديسا.

ورجحا أن يُعزز استمرار الحرب احتمالات دخول أطراف جديدة على خط المواجهة، بما في ذلك دعم عسكري محتمل من كوريا الشمالية، مع بقاء التسوية السياسية مؤجلة إلى ما بعد تغييرات محتملة في القيادة الأوكرانية.

رسالة سلام

ورأى مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات الدكتور آصف ملحم، أن المبادرة الروسية لهدنة "عيد النصر" تحمل في طياتها رسالة سلام موجهة إلى المجتمع الدولي، تهدف موسكو من خلالها إلى إظهار استعدادها لإنهاء العمليات العسكرية، وإحراج كييف أمام العالم.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

لمدة 3 أيام .. بدء سريان هدنة بوتين بين روسيا وأوكرانيا

 وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن القيادة الأوكرانية تلقت أوامر واضحة بالاستمرار في القتال، ما يقلّص فرص الالتزام الفعلي بالهدنة، مضيفًا أن الأجواء الميدانية تشير إلى هدوء نسبي، في ظل غياب مؤشرات حقيقية على إلتزام أوكرانيا، بينما التزمت روسيا بعدم تنفيذ هجمات بمسيّراتها خلال هذه الفترة.

وأشار الدكتور ملحم إلى أن موسكو أرسلت تهديدًا غير مباشر باستخدام صواريخ "أورشنيك" في حال استهدفت كييف العمق الروسي خلال فترة الهدنة، خاصة في ظل حساسية التوقيت المرتبط باحتفالات النصر.

وتطرق إلى تصريحات مسؤولين روس بأن سلوك أوكرانيا في هذه المرحلة سيكون المحدد الرئيس لمواقف روسيا المستقبلية، وهو ما يعني أن الكرملين يعتبر هذه الهدنة بمثابة اختبار للنية الأوكرانية.

 

واعتبر الدكتور ملحم أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة موسكو في هذه المناسبة تمثل دعمًا سياسيًا واضحًا لروسيا، ورسالة تجاهل متعمدة للولايات المتحدة.

ولفت إلى أن فشل الهدنة قد يفتح الباب أمام تصعيد روسي جديد، خاصة في مناطق مثل سومي وخاركيف، في إطار خطة موسكو لتوسيع سيطرتها الميدانية.

نصر حاسم

بدوره قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، إن الهدنة الروسية تحمل طابعًا مؤقتًا وهشًا، ومن غير المرجح أن تصمد طويلًا، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة، والتي طالت الحدود الروسية بأكثر من 500 هجوم.

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق بين الرئيسين بوتين وشي بينغ

قمة بوتين وشي في "عيد النصر".. هل تحمل نهاية للحرب الأوكرانية؟

 وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن موسكو تراقب تطورات الميدان لاختبار إمكانية التفاوض، وأن ما يجري، الآن، هو تجربة، وإذا فشلت، فلن يكون هناك مجال للمفاوضات، بل سيتم توسيع العمليات العسكرية.

وأشار بريجع إلى أن السيناريو المرجح هو استئناف العمليات بوتيرة أعلى، مع احتمالات بتوسيع التحالفات الروسية، بما في ذلك إمكانية نشر قوات من كوريا الشمالية، ودعم صيني مباشر أو غير مباشر، خاصة بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الرئيسين بوتين وشي جين بينغ، والتي توازي في مضمونها اتفاقيات مماثلة أبرمتها موسكو مع إيران.

وشدد على أن احتفالات عيد النصر في موسكو لم تكن مجرد مناسبة رمزية، بل حملة رسائل سياسية موجهة لأوكرانيا والغرب، تؤكد أن روسيا مصممة على تحقيق نصر حاسم، مرجحًا أن يبقى أي حل تفاوضي بعيد المنال في ظل استمرار القيادة الحالية في كييف، كلنه أعرب عن أمله بـ"حدوث تغيرات سياسية تفتح الباب لاحقًا أمام تسوية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC