بينما يقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن بلاده تواجه نوعاً من العزلة، فإن قطاع مبيعات الأسلحة سيبدو أكبر المتضررين، رغم ما يبديه من ازدهار "مؤقت".
ويوم الاثنين الماضي، دعا نتنياهو شركات صناعة الأسلحة الإسرائيلية إلى تعزيز جاهزيتها من أجل "صناعة مستقلة في في مجال الذخائر، واقتصاد صناعي دفاعي، وقدرة صناعية على إنتاجها، وفق قوله.
لطالما اعتُبرت إسرائيل وشركات تصنيع الأسلحة التابعة لها منتجة لأحدث تقنيات الأسلحة، وقد بيعت هذه الأسلحة إلى دول حول العالم، لكن مع تزايد الانتقادات الدولية للحرب في غزة، تُخاطر إسرائيل بفقدان مكانتها في بعض هذه الأسواق، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن".
وبعد أشهر من التلميحات، ألغت إسبانيا الأسبوع الماضي طلبات بمئات الملايين من الدولارات لشراء أسلحة ميدانية من إنتاج شركات إسرائيلية.
ووصف رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، الذي اعترف رسمياً بدولة فلسطين في مايو/أيار 2024، حرب إسرائيل على غزة بأنها "بربرية"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عقابية أشد ضد تل أبيب، بما في ذلك منعها من المشاركة في المسابقات الرياضية الدولية ومسابقة الأغنية الأوروبية.
وحذّر عوديد يارون، مراسل صناعة الأسلحة والتكنولوجيا في صحيفة "هآرتس" العبرية ذات التوجه اليساري، من أن إسرائيل لا تستطيع تحمّل أن يحذو الآخرون حذو سانشيز.
ونقلت "سي إن إن" عن يارون قوله "لا نملك اقتصاداً يدعم ذلك، وإذا لم نبعه لدول أخرى، فسيؤدي ذلك حتماً إلى الإضرار بدفاع إسرائيل".
وفي الوقت الحالي، يبدو أن الوقت في صالح نتنياهو، فقد أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن مبيعات صادرات بقيمة 14.7 مليار دولار أمريكي في 2024، بزيادة قدرها 13% عن العام السابق، مع إبرام أكثر من نصف صفقاتها الدفاعية مع دول أوروبية.
وقال يارون إن مبيعات صناعة الأسلحة الإسرائيلية التي تقدر بمليارات الدولارات وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن أسلحتها معروفة و"تم اختبارها في المعارك، وأثبتت فعاليتها، والناس بحاجة إليها".
وساهمت حرب إسرائيل في غزة خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى عملياتها في لبنان وإيران واليمن، في ترسيخ مكانة إسرائيل كمورد عالمي رائد للأسلحة.
ونجح نظام اعتراض الصواريخ "حيتس"، الذي تصنعه شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، في اعتراض صواريخ باليستية إيرانية على ارتفاعات عالية خلال الصراع الذي استمر 12 يوماً خلال الصيف.
في أحد أكبر معارض الأسلحة في العالم في لندن في وقت سابق من هذا الشهر، شوهدت حشود من العملاء المهتمين يصطفون للتحدث إلى فرق المبيعات في بعض أكبر شركات الدفاع الإسرائيلية.
لكن يارون يحذر من أن هذا الازدهار ربما يكون في طور الانحسار مع تصاعد الضغوط السياسية، قائلاً: "مع استمرار الحرب في غزة، فإنها تصبح مشكلة متزايدة".
وهذا الصيف، أغلقت الحكومة الفرنسية منصات لشركات الأسلحة الإسرائيلية الكبرى، بما في ذلك شركة إلبيت سيستمز ورافائيل، في معرض باريس الجوي، أكبر معرض تجاري للطيران في العالم، لرفضها إزالة الأسلحة الهجومية من العرض.
ويخلُص تقرير "سي إن إن" إلى أن صناعة الأسلحة الإسرائيلية في الوقت الحالي لا تواجه خطراً كبيراً، خصوصاً أن الروابط العسكرية والاستخباراتية بين الدول تتجنب مثل هذه التأثيرات، لكن مع استمرار تل أبيب في حربها على غزة، فإن التكلفة في ازدياد.