أثار تعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرانسوا بايرو رئيسًا للوزراء، الجمعة، جدلاً واسعًا داخل حزب الجمهوريين اليميني، الذي يجد نفسه أمام معضلة دعم حكومة يقودها سياسي وسطي.
ووفقًا لتقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، يُعد بايرو، رئيس حزب "MoDem"، أحد أقدم حلفاء ماكرون، لكنه يواجه مقاومة قوية من اليمين بسبب مواقفه السياسية السابقة، التي يعتبرها كثيرون داخل الحزب "خيانة"، مثل دعمه لفرانسوا هولاند في انتخابات 2012، ورفضه دعم نيكولا ساركوزي في 2007.
وأوضح التقرير أن دعوات زعيم الجمهوريين لوران فوكييه إلى توحيد الموقف لم تمنع بعض أعضاء الحزب من التعبير عن تحفظاتهم بشأن التعاون مع بايرو، حيث أكد الحزب أن دعمه للحكومة مشروط ببرنامج سياسي واضح ومتوازن، رافضًا الدخول في شراكة سياسية بأي ثمن.
وتركزت المطالب اليمينية على ضمان استمرار برونو ريتايو في وزارة الداخلية، وهو منصب اكتسب فيه شعبية واسعة بفضل سياساته الحازمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأكد التقرير أن بايرو يحاول تهدئة الأجواء مع الجمهوريين من خلال علاقاته الجيدة مع شخصيات بارزة، مثل زافييه برتراند، وأوريليان براديه، تدعم نهجًا اجتماعيًا داخل اليمين.
بدوره، يصر حزب الجمهوريين على أن أي شراكة مع الحكومة يجب أن تراعي أولويات الحزب، لاسيما في قضايا مثل الهجرة.
وأثار بايرو بالفعل تحفظات بشأن سياسات "الهجرة الصفرية" التي يدعو إليها بعض أعضاء اليمين.
وشدد التقرير على أن ملامح التحالف الحكومي المرتقب تبدو معقدة.
بدورهم، أكد مقربون من الحزب أن التوازن في توزيع الحقائب الوزارية شرط أساس لاستمرار الشراكة، محذّرين من أن هيمنة اليسار أو "الماكرونية" على الحكومة ستؤدي إلى توترات كبيرة.
وعلّق أحد المسؤولين في الحزب، قائلاً: "نحن مستعدون لتقديم تنازلات، ولكن ليس على حساب هويتنا السياسية".
ورأى التقرير أنه في ظل هذه الأجواء، يواجه بايرو تحديًا كبيرًا يتمثل في صياغة برنامج حكومي قادر على إرضاء مختلف الأطراف السياسية، مع الحفاظ على استقرار حكومته.
وبين أن نجاح هذه الخطوة سيعتمد على قدرته على تحقيق توازن بين متطلبات اليمين وطموحات الوسط، ما سيحدد مستقبل التحالف، وقدرته على مواجهة التحديات المقبلة.
