كشف مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى، لـ "إرم نيوز" عن ملامح خريطة روسية لتثبيت "حدود النفوذ" في أوكرانيا، ستجري مفاوضات بشأنها في قمة ألاسكا المرتقبة.
يأتي ذلك في ظل مقترح سبق أن تقدم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتضمن صفقة لتبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب.
وقال المصدر الروسي الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته، إن موسكو لن تتنازل عن شبر واحد من الأراضي التي تعتبرها "محررة"، مشددًا على أن موقف موسكو ليس للمساومة، بل يؤكد حدود روسيا الجديدة التي تسعى لاعتمادها على الصعيد الدولي.
وأشار المصدر إلى أن لوغانسك تمثل "الركيزة الأولى" في الخطة الروسية، إذ تبسط موسكو سيطرتها الكاملة على المنطقة منذ منتصف عام 2022، بعد معارك حاسمة في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.
وأوضح أن لوغانسك تضم بنية تحتية صناعية متطورة، من أبرزها مصنع "أزوت"، الذي يعد من أكبر منتجي الأسمدة النيتروجينية في أوكرانيا، فضلًا عن احتوائها موارد معدنية، مثل: النحاس، والزنك.
وبيَّن أن لوغانسك تمثل قاعدة عسكرية واقتصادية إستراتيجية لا يمكن التخلي عنها، مؤكدًا أنها ستبقى تحت السيادة الروسية، وستشكل بندًا ثابتًا في وثيقة التفاهم التي سنقدمها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال القمة التي ستجمعه بنظيره الروسي في ألاسكا يوم الجمعة المقبل.
وفيما يتعلق بمنطقة دونيتسك، قال المصدر: إن موسكو تسيطر حاليًّا على ما يقارب 95% من أراضيها، معتبرًا أنها تشكل العمق الصناعي والعسكري لدونباس، فضلًا عن كونها خط دفاع أوَّلًا في مواجهة القوات الأوكرانية غربًا.
وقال المصدر، إن "حزام الحصن" الذي أنشأته أوكرانيا في المنطقة يعيق التقدم السريع، لكنه في الوقت ذاته يوفر للقوات الروسية موقعًا إستراتيجيا لإدارة أي عمليات هجومية مستقبلية، وإن التخلي عن دونيتسك دون ضمانات مكتوبة بإنهاء الحرب سيكون خطأ إستراتيجيًّا، ونحن لن نقع فيه".
وتضمنت الخطة الروسية، بحسب المصدر الدبلوماسي، مقاطعة خيرسون التي وصفها بأنها "حلقة الوصل الجغرافية" التي تستكمل الجسر البري بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، موضحًا أن موسكو تسيطر على نحو 75% من مساحة المنطقة، وهي نسبة تضمن لها السيطرة على الممرات البرية والمائية الحيوية.
وأكد المصدر، أن الخطة الروسية التي ستناقش مع ترامب في قمة ألاسكا تتضمن محطة الطاقة النووية العملاقة في زابوريجيا باعتبارها أحد أعمدة الردع الإستراتيجية لموسكو إذ كانت توفر 20% من كهرباء أوكرانيا قبل اندلاع الحرب.
وأوضح أن السيطرة على هذه المنشأة منذ المراحل الأولى للحرب لم تكن خطوة عشوائية، بل كانت جزءًا من خطة تهدف إلى حرمان كييف من مصدر طاقة رئيس واستخدامه كورقة ضغط في المفاوضات.
وقال المصدر الدبلوماسي الروسي، إن اعتبار زابوريجيا جزءًا من الأراضي الروسية سيكون شرطًا أساسيًّا في أي اتفاق يُبحث مع الإدارة الأمريكية.
وشدد المصدر الروسي على أن ما يطرح داخل الكرملين الآن لا يقتصر على توصيف الواقع الميداني، بل يشكل خطة سياسية متكاملة ستُطرح على طاولة المفاوضات في ألاسكا قائلًا: "نحن نذهب إلى الاجتماع ولدينا خريطة واضحة، وسنضغط على ترامب ليعترف بها كأساس لأي اتفاق سلام؛ لأن هذه الأراضي بالنسبة لنا حُررت ولن تعود".