اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المفاوضات الأمريكية مع إيران، والتي كانت بهدف معلن هو "الحفاظ على السلام الإقليمي"، اتضح في نهاية المطاف أنها كانت "غطاءً مثاليًا" لهجوم إسرائيلي مفاجئ على مواقع نووية لطهران.
ومع انعقاد الجولة السادسة من المحادثات بين مبعوث إدارة دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ونظرائه الإيرانيين يوم الأحد في عُمان، حذّر مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون من عمل عسكري إذا لم توافق إيران على وقف إنتاجها للمواد الانشطارية التي يمكن استخدامها في الأسلحة النووية.
وبدلًا من ذلك، كانت إسرائيل البادئة بالهجوم، محققة مفاجأة تكتيكية بسلسلة مدمرةٍ من الضربات التي أودت بحياة ثلاثة من كبار الجنرالات الإيرانيين وعلماء نوويين رئيسين، وأصابت مواقع مرتبطة بالبرامج النووية للبلاد.
وصباح الجمعة، قال ترامب، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "منحتُ إيران فرصة للتوصل إلى اتفاق"، لكنهم "لم يتمكنوا من إنجازه".
وأضاف أن الضربات الإسرائيلية نُفِّذت بسبب تعنّت طهران، وحثّ الإيرانيين على التوصل إلى اتفاق "قبل أن يتلاشى كل شيء".
ولأشهر، دأب ترامب على الإشارة إلى رغبته في منح الدبلوماسية فرصة للنجاح قبل أي لجوء إلى القوة العسكرية، وكان من المقرر أن يكون اجتماع الأحد المُزمع في مسقط خطوة أخرى في رحلة محفوفة بالمخاطر.
ويعتقد دينيس روس، المسؤول الكبير في شؤون الشرق الأوسط خلال الإدارات الديمقراطية والجمهورية أن مهمة ويتكوف "كانت عاملًا رئيسًا في المفاجأة".
ويضيف "كان الإيرانيون سيفترضون أن إسرائيل لن تهاجم، بينما كانت المحادثات جارية وكان الاجتماع على وشك الانعقاد".
قال مسؤولان أمريكيان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار احتمال شن هجمات على إيران في اتصال هاتفي مع ترامب يوم الاثنين، وبعد ذلك بوقت قصير، بدأت الولايات المتحدة في نقل بعض الدبلوماسيين وأفراد عائلاتهم العسكريين من الشرق الأوسط، وصرح مسؤولون في إدارة ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال يوم الخميس بأن إسرائيل مستعدة لضرب إيران في غضون أيام.
لطالما كان احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران مصدر قلق للإدارات الأمريكية، التي شاركت الإسرائيليين قلقهم إزاء الجهود النووية الإيرانية المتنامية، واحتمال تمكين طهران في نهاية المطاف من امتلاك سلاح نووي.
كان أحد المخاوف الرئيسة هو أن الضربات الجوية الإسرائيلية قد تُلحق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني دون تدميره، لأن جزءًا كبيرًا منه مدفون ومتفرق، قد يسمح ذلك لإيران بمواصلة برنامجها النووي سرًا.
ومن المخاوف الأخرى الراسخة أن ترد إيران على ضربة إسرائيلية بشن هجوم على القواعد الأمريكية في المنطقة، وحلفاء واشنطن العرب، وشحنات النفط في الخليج العربي، ما قد يجر الجيش الأمريكي إلى المعركة.
في إطار سعيه لإجراء محادثات نووية مع إيران في وقت سابق من هذا العام، اقترح ترامب في البداية مهلة شهرين لنجاح المفاوضات، وقد تم بلوغ هذه المهلة يوم الخميس، ويخشى الإسرائيليون من أن تطول المحادثات مع تقدم الجهود النووية الإيرانية.
لكن كانت هناك أيضًا تكهنات أكثر تفاؤلًا لأسابيع بأن التهديد بعمل عسكري إسرائيلي أو أمريكي قد يُمكّن دبلوماسية ويتكوف بالضغط على طهران للرضوخ لمطالبها بتقليص برنامجها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم.
وصرّح ترامب كثيرًا بأنه يُفضّل حل القضية النووية الإيرانية دبلوماسيًا، وقال "ما زلنا ملتزمين بالتوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية".
لكن آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، يرى بأنه لا توجد مؤشرات على أن البيت الأبيض كان معارضًا بشدة لضربة عسكرية إسرائيلية لدرجة استعداده لتعريض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية للخطر، وأضاف أن إسرائيل مُنحت "ضوءًا أخضر معقولًا للإنكار".