مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
يقول أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه بعد مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة يوم الاثنين مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خرج نتنياهو من مكتبه مسرورًا، ووصف المكالمة لمساعديه بأنها كانت "سلسة".
وعلى الفور، ووفقًا لما ذكره موقع "المونيتور" الأمريكي، فقد عقد نتنياهو عقب المكالمة اجتماعًا تشاوريًا مع فريق من اليمين المتشدد الذي يؤيد توجيه ضربات استباقية لطهران.
كان أبرز من حضر الاجتماع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزراء يمينيون متطرفون مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إضافة إلى زعيم حزب شاس الأرثوذكسي المتشدد، عضو الكنيست أرييه درعي.
ويناقض تقرير "المونيتور"، الذي تحدّث عن "سرور" نتنياهو، أغلب ما ذكرته وسائل الإعلام العبرية في كشفها عن كواليس مكالمة الـ "الأربعين دقيقة"، إذ قالت القناة 12 الإسرائيلية إن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية "أمر محظور".
ولا يستبعد مراقبون أن تكون تسريبات وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد المكالمة، والتي كرّرت المعلومات السابقة بأن إدارة ترامب تُعارض توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، نوعًا من "الخداع الإعلامي"، بل على العكس تمامًا تأكد بعد ثلاثة أيام أنها حملت "ضوءًا أخضر" من واشنطن إلى تل أبيب لاستهداف طهران.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع أن "مكالمة الأربعين دقيقة" كانت بالفعل متضمنة شارة البدء بالهجوم الإسرائيلي، لافتًا إلى أنه عقب المكالمة بثمانٍ وأربعين ساعة فقط تم الإعلان عن إجراءات أمريكية لإجلاء الرعايا من المنطقة.
وفي تصريح لـ "إرم نيوز"، يقول نضال السبع إن من المؤشرات الكبرى على قرب الضربة كان "انسداد الأفق" في المفاوضات بين طهران وواشنطن.
وبعد يوم من المكالمة، قال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن إيران أصبحت "أكثر تشدّدًا" في المحادثات النووية، وعلى نحو "مختلف تمامًا عمّا كانت عليه قبل أيام قليلة".
ويؤكد نضال السبع أن "الضوء الأخضر" قد مُنح خلال المكالمة التي سبقت تعثّر المفاوضات بعدما كانت واعدة في الأسابيع الماضية، والتي دفعت ترامب إلى إطلاق تصريحات "متفائلة" سرعان ما تراجع عنها.
كما يذهب إلى أن إدارة ترامب لم تكتفِ بمنح الضوء الأخضر فقط، بل إنها "تصطف إلى جانب نتنياهو في هذه المعركة"، التي يعتقد نضال السبع أنها "لن تبقى في حدود الصراع الإيراني الإسرائيلي"، مرجّحًا امتدادها إلى عواصم أخرى، مثل بيروت وصنعاء.
وهو ما يؤيده الكاتب والمحلل السياسي، علي حمادة، الذي يرى أن الولايات المتحدة ليست بعيدة عن الضربة الإسرائيلية لإيران، مؤكدًا أنه "ما كان من الممكن أن تقوم تل أبيب بهذا النوع من الضربات، واستخدام أعداد كبيرة من القاذفات والمقاتلات لتعبر نحو 1500 كيلومتر، من دون إسناد من واشنطن".
ويتفق ذلك مع ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" في مايو/ أيار الماضي، من أن تقدير الاستخبارات الأمريكية يؤكد أن تل أبيب تعتقد أنه في حال المبادرة إلى الهجوم، فإن واشنطن حينها لن يكون أمامها خيار سوى مساعدة إسرائيل خلال الضربة.
ويرى علي حمادة، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن واشنطن وتل أبيب "تلعبان لعبة مزدوجة"، موضحًا أن "إسرائيل لها العصا الغليظة، وأمريكا هي التي ستحصد النتائج في المفاوضات، مع الضغط على الإيرانيين لإنهاء البرنامج النووي بشكل كامل".
كما يعتقد أن الضربة الإسرائيلية ربما تحظى بتوافق دولي، "مع وجود يقين عالمي بأن إيران تسعى من خلال برنامجها صنع سلاح نووي"، معتبرًا أن طهران الآن تواجه "لحظة الحقيقة"، وأنه لم يعد الوقت يسمح لها بـ "المماطلة والتسويف".