قال الجيش الإسرائيلي، أنه شن عملية الأسد الصاعد ردًا على تخصيب إيران لليورانيوم إلى مستويات قريبة من مستويات الأسلحة.
وأدى التقدم النووي السريع لإيران، الذي يقترب من إنتاج اليورانيوم اللازم لصنع الأسلحة، إلى شنّ الهجوم، ما زاد من حدة التوتر في الشرق الأوسط، بحسب صحيفة "التايمز".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة، وذلك بسبب عدم رغبة طهران في الكشف عن معلومات حول مخزونها النووي.
وقالت الوكالة إن طهران تُحرز تقدمًا سريعًا نحو بناء قنبلة نووية، حيث قامت بتخصيب ما يكفي من اليورانيوم بنسبة 60% لصنع 9 أسلحة ذرية.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل يبدو لم تعد تستطيع أن تنتظر نتائج المفاوضات النووية، التي تُجريها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الإسرائيلية على ما يبدو لم تستهدف تمامًا البنية التحتية النووية الإيرانية؛ حيث تشير المؤشرات الأولية إلى أن إسرائيل اغتالت شخصيات بارزة في النظام الإيراني، منهم قادة عسكريون وعلماء نوويون؛ على غرار تفكيك حزب الله، الميليشيا الشيعية، في لبنان العام الماضي، وهي عملية بدأت بهجمات أجهزة النداء في شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.
ولفتت إلى أن منشأتي التخصيب الرئيستين في إيران مدفونتين بعمق في جبال البلاد، ما يجعل تدميرهما أمرًا صعبًا على الجيش الإسرائيلي، وللقيام بذلك، ستحتاج إسرائيل بكل تأكيد إلى دعم أمريكي.
ونبهت الصحيفة على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدا قريبًا من إقناع الرئيس ترامب بالموافقة على ضربة أمريكية إسرائيلية مشتركة عندما اصطفت 6 قاذفات أمريكية من طراز "بي-2" على قاعدة "دييغو غارسيا" العسكرية الأمريكية في المحيط الهندي في شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وتُعد طائرات "بي-2"، بفضل قدرتها على إسقاط قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، الطائرة الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية في نطنز وفوردو.
وفي حين أنها مُسلحة بأكبر سلاح غير نووي أمريكي؛ وهو القنبلة الخارقة للذخائر الضخمة "جي بي يو 57 أيه"، فإنها تتفوق على أي سلاح تقليدي في ترسانة إسرائيل.
وأردفت الصحيفة أنه رغم مناشدات نتنياهو، رفض ترامب الضغوط الإسرائيلية لشن ضربة عسكرية، وكلف ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، بإجراء محادثات مع إيران.
وبعد إصداره أمرًا بالإخلاء الجزئي للسفارات الأمريكية في الشرق الأوسط، كرّر ترامب رغبته في "حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية" في منشور على موقع "تروث سوشيال" قبل ساعات من الهجوم، مؤكدًا خلافه مع نتنياهو.
وبعد الضربات، أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ليست متورطة، وحثّ إيران على عدم شنّ هجمات انتقامية على القوات الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي نجا بصعوبة من تصويت كان من الممكن أن يحلّ حكومته هذا الأسبوع، ربما شعر بأنه مُلزم سياسيًا بالتحرك.
وبينما يبدو مُرجحًا أن ترد طهران، وفي حين تجنبت الهجمات السابقة إشعال حرب إقليمية، قد يحسب نتنياهو أن أي زلة إيرانية قد تجر الولايات المتحدة إلى الصراع، ما يُجبر ترامب على إعادة النظر في معارضته لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية.