كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تفاصيل خطط دقيقة مكنت إسرائيل من تنفيذ هجمات واسعة النطاق في إيران، شملت 3 محوار رئيسة في عملية تحضيرية سرية استمرت قرابة عام، جمعت خلالها "قائمة اغتيالات"، وشاركت فيها فرق كوماندوز للموساد في وسط إيران.
وقالت إنه قبل الهجوم بوقت طويل، أُنشئت قاعدة طائرات مُسيّرة، على يد عملاء الموساد، بالقرب من العاصمة طهران، كما تم نشر أسلحة دقيقة في الأراضي الإيرانية.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم جاء بعد سنوات من التخطيط الدقيق وجمع المعلومات الاستخبارية، ونقلت عن مصدر أمني قوله، إن "الإنجاز أكبر من مجرد هجوم مفاجئ، لأنه لم يكن مفاجئًا، فقد علم الإيرانيون بالهجوم المرتقب، ومع ذلك تكبدوا ضربة موجعة".
وبين المصدر الأمني أنه تم نشر قدرات سرية في عمق إيران في وقت مبكر، وأشار إلى تعاون وثيق بين الموساد والجيش الإسرائيلي لإعداد ملفات استخباراتية أدت إلى اغتيال مسؤولين أمنيين إيرانيين كبار وعلماء نوويين بارزين.
إلى جانب ذلك، ذكرت الصحيفة أن تل أبيب شنت حملة سرية لتدمير منظومة الصواريخ الإستراتيجية الإيرانية وقدراتها الدفاعية الجوية. شملت هذه الحملة، التي خُطط لها منذ مدة طويلة، ثلاثة محاور عملياتية رئيسية:
تمثلت المرحلة الأولى بنشر أسلحة دقيقة في الأراضي الإيرانية. حيث عملت فرق كوماندوز الموساد في وسط إيران، ونشرت أنظمة تشغيلية لأسلحة موجهة عالية الدقة في مناطق مفتوحة بالقرب من مواقع صواريخ أرض-جو.
ومع بدء الهجوم الإسرائيلي، تم تدريب الأنظمة وإطلاق الصواريخ على الأهداف في آنٍ واحد وبدقة عالية.
وتضمنت المرحلة الثانية، بحسب الصحيفة، مهاجمة أنظمة الدفاع من داخل المركبات. خلال هجوم موازٍ، حيث نُشرت وسائل هجومية مُموّهة على مركبات هُرّبت سرًا إلى إيران.
وأضافت "أُطلقت أنظمة وتقنيات هجومية متطورة على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وأُبطلت فعاليتها تمامًا، لإتاحة حرية عمل كاملة لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي".
وبحسب الصحيفة، اعتمد الجزء الثالث من خطة الهجوم على طائرات مُسيّرة تعمل من الداخل. وكُشف أيضًا أنه قبل الهجوم بوقت طويل، أُنشئت قاعدة طائرات مُسيّرة، على يد عملاء الموساد، بالقرب من العاصمة طهران.
وتابعت "تم تفعيل الطائرات المُسيّرة ليلًا، وأُطلقت على منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في قاعدة أشفق آباد، أحد المواقع الرئيسية التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل".
وبحسب المصدر، تطلبت العملية برمتها "تفكيرًا مبتكرًا وتخطيطًا جريئًا ودقة متناهية في استخدام التقنيات المتطورة، وقوات خاصة وعملاء يعملون في قلب إيران، متجنبين تمامًا أعين الاستخبارات المحلية".
وأضاف أن 3 أنظمة عملياتية مختلفة شُغّلت في آن واحد، بمزيج غير مسبوق من القدرات الميدانية والاستخبارات الدقيقة والابتكار العملياتي.
وأردفت الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة، قامت فرق خاصة من وحدة الاستخبارات الإسرائيلية، في عملية تحضيرية سرية استمرت قرابة عام، بتجميع "قائمة اغتيالات" دقيقة ومحدثة للمواقع النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية ــ وكذلك لرؤساء الأجهزة الأمنية الإيرانية ــ الذين تم القضاء على معظم كبار قادتهم في هجوم موقوت، في غضون دقائق، حوالي الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت إسرائيل.
وكشف التقرير أن بعض كبار المسؤولين الذين تمت تصفيتهم دخلوا إلى المخبأ في الأيام الأخيرة نتيجةً للتقارير التي تتحدث عن اكتمال الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم، ومع ذلك تمكنت مديرية المخابرات من الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة عن الغرفة التي كانوا يقيمون فيها في المقر المحمي الذي باتوا فيه تلك الليلة.
وتابع التقرير:"تمت تصفية مسؤولين كبار آخرين، في الوقت نفسه، في شققهم، تحت مراقبة دقيقة لتحركاتهم. وتعرض العشرات من كبار المسؤولين والعلماء الإيرانيين لهجوم متزامن، وعلى حد علمنا، من الجو بواسطة طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة وطائرات أخرى إسرائيلية، وليس بواسطة اغتيالات برية".
وأشار إلى أن إسرائيل قررت عدم مهاجمة كبار المسؤولين الحكوميين في طهران أو المرشد الإيراني في هذه المرحلة، لكن جيش الإسرائيلي يستعد لموجات أخرى من الهجمات المتنوعة في الساعات والأيام القادمة، وفق التقرير.
وكشف المصدر الأمني الإسرائيلي أن الجيش يستعد لمهاجمة الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، إذا انضمت إلى الحملة.