حذّرت صحيفة "ديلي ميل" من أن الاستجابة الأمريكية للضغوط الإسرائيلية بشن هجوم شامل على إيران، ستنتج فوضى كبيرة، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في العالم، داعية إدارة دونالد ترامب لمراجعة ما نتج عن غزو العراق عام 2003.
"هدم هذا الباب أسهل من خلق سلام مستدام"، هكذا كتبت الصحيفة البريطانية، معتبرة أن القوة التي ستُطلقها أمريكا لن تدمر فقط "المخابئ النووية الرئيسة للنظام والمخبأة على عمق مئات الأقدام تحت جبال بأكملها، بل ستُدمّر الجمهورية الإسلامية نفسها".
ورأت "ديلي ميل" أنه بسقوط نظام المرشد علي خامنئي المحتمل، ستكتشف واشنطن أن العالم لن يكون أفضل مثلما روّجت بعد الإطاحة بصدام حسين، إذ أصبحت المنطقة بأسرها "مستنقعًا"، مذكّرة كيف "حوصر جنود أمريكيون وبريطانيون، كانوا يحاولون فرض نوع من النظام، وقُتلوا على يد مُوالين لصدام وميليشيات مُستلهمة من إيران".
كما استذكرت كيف ظهر تنظيم داعش بعد سقوط نظام صدام بسنوات، وسط محيط مضطرب وفوضوي، انتقل إلى أوروبا، حيث نفذ التنظيم الإرهابي هجمات عابرة للحدود، معتبرة أن إسقاط النظام في طهران سيكون "إبرة حياة" لداعش.
وقالت "سيكون لانهيار نظام خامنئي تأثير مماثل مزعزع للاستقرار، مثل سقوط نظام صدام، إذ سيشعل فتيل صراع مسلح وفوضى سياسية ويعطل التجارة ويقيد إمدادات النفط لسنوات، وربما لعقود".
كما توقعت أن تتصارع الدول الإقليمية الكبرى مثل روسيا والصين والهند، ناهيك من الولايات المتحدة وإسرائيل، على النفوذ أو السلطة أو السيطرة على حقول النفط الإيرانية "في نسخة جديدة من اللعبة الكبرى"، وفق تعبير "ديلي ميل".
وتابعت "أول من سيشعر بالفوضى في حال سقوط نظام خامنئي، هي إيران نفسها، التي تواجه احتمال التفكك الداخلي، وستتحول من أمة عريقة إلى أراضٍ يسيطر عليها أمراء حرب متصارعون".
وبينما ذكرت "ديلي ميل" أن عدد سكان إيران يبلغ أكثر من 90 مليون نسمة، نبهت على أن هذا يعادل ثلاثة أضعاف سكان العراق، كما أشارت إلى أن التركيبة العِرقية أكثر تعقيدًا، في تلميح إلى أن ما سينتج عن الفوضى في إيران أضعاف ما جرى في جارتها.
وفي حين أن الناطقين بالفارسية هم الأغلبية، تضم إيران العديد من الجماعات العرقية الأخرى، وإذا انهار النظام، فقد يتفكك "الدور الموحد للدين المشترك، وهو الإسلام الشيعي"، بحسب "ديلي ميل" التي توقعت أيضًا انفصال غير الفرس بمن فيهم الأذربيجانيون والأكراد والبلوش، عن سيطرة طهران.
"كما سيشعر جيرانها مثل روسيا وتركيا باستياء شديد إذا انهارت إيران إلى أجزاء مكونة، مثلما حدث مع يوغوسلافيا في التسعينيات"، وتضيف ديلي ميل "ستشعر تركيا بالقلق من أن يحذو أكراد إيران حذو أكراد العراق، إذ تخشى أنقرة من أن يلهم أكرادها البالغ عددهم 28 مليون نسمة للتمرد والانضمام إلى دولة كردية مكتظة بالسكان تُقسّم إلى أجزاء من إيران والعراق وتركيا نفسها".
لكن المفارقة، أن الصحيفة البريطانية تتوقع أن القيادة الجديدة لإيران قد لا تتخلى عن "الحق النووي"، لإدراكها أن فشل النظام "السابق" في بناء واختبار قنبلة نووية، ترك البلاد بلا دفاع استراتيجي ضد إسرائيل والولايات المتحدة، على عكس قوى نووية أخرى مثل كوريا الشمالية والصين.
وتابعت "ديلي ميل" مفترضة "قد يقرر الحكام الجدد الحصول على سلاح نووي خاص بهم كضمان، وستظل المعرفة التقنية اللازمة لبناء واحد كامنة هناك".