قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الرسالة التي وجّهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للشعب الإيراني بعد الهجوم الكبير الذي نفّذه جيشه على بلادهم، ساهمت في عدم انتفاض الإيرانيين ضد نظام المرشد علي خامنئي.
وباستثناء المسيرات المناهضة لإسرائيل التي تُنظّمها الدولة، لم تحدث أي انتفاضة شعبية مثل تلك التي تخرج في شوارع طهران كل بضع سنوات ضد النظام، تنديدًا بقمع النساء، أو احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية.
واعتبرت الصحيفة العبرية أن دعوات المسؤولين الإسرائيليين للمواطنين الإيرانيين، بأن "هذه فرصتكم للنهوض"، أعطت رد فعل سلبيًا، مثلما حدث سابقًا عندما كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يحرّضهم على الانتفاض، وغيرها من الدعوات التي كان مصيرها "آذان صماء".
وأضافت: "تداول صور الأطفال الرضع الذين قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية على الشقق السكنية يُذكر الكثير من الإيرانيين بمشاهد مماثلة من الحرب الإيرانية العراقية، ومؤخرًا من غزة".
وتابعت: "تُثير أصوات القصف ومنظر المنازل المُدمرة ذكريات مؤلمة. في الواقع، يعيش الإيرانيون الآن حلقة مؤلمة للغاية من الذاكرة الجماعية".
ورأت "هآرتس" أنه "ليس من المُستغرب أن تستخدم الحكومة الإيرانية الهجمات الإسرائيلية لتصوير أعدائها، ومن بينهم نتنياهو، على أنهم مُميتون".
كما ذهبت إلى أن هناك "حالة توحّد نادرة" في الشارع الإيراني، حيث لا وجود الآن لشرطة أخلاقية تُوجّه غضبها إلى النساء. وتساءلت: "عندما تكون حياتك على المحك، كيف يُمكنك حتى التفكير في إسقاط حكومتك"؟
وقالت الصحيفة العبرية إن الإيرانيين يواجهون اليوم وضعًا مشابهًا لما كان في حرب الثماني سنوات مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. وأضافت: "ليس النظام هو الذي يقصف الإيرانيين وتجعل حياتهم غير آمنة، بل نتنياهو هو الذي يهددها، ولذلك، يوجهون أصابع الاتهام إليه وإلى أي شيء مرتبط به".
ولفتت "هآرتس" إلى ما يتم تداوله على قنوات تيليغرام الفارسية، حيث قال أحدهم: "خامنئي ينتظر. سنتعامل معه بعد أن نتعامل مع نتنياهو"، وخلصت إلى القول: "لهذا السبب لا ينتفض الإيرانيون".