logo
العالم

فرنسا.. هل يمتلك جوردان بارديلا مفاتيح الإليزيه "مبكراً"؟

جوردان بارديلا المصدر: رويترز

يواصل جوردان بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، تصدر استطلاعات الرأي كـ"أسطوانة مدمرة" تسحق منافسيه، وخصوصًا من القوس الجمهوري، الذين يجدون أنفسهم في حالة تراجع مستمر.

وقبل أقل من عامين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في عام 2027، يبدو المشهد السياسي قاتماً للمرشحين التقليديين من اليمين والوسط واليسار، ولا سيما أن الخلافات البرلمانية، وفقدان المصداقية، والاستراتيجيات الفاشلة، أدت إلى تآكل شعبية من كانوا يحلمون بتمثيل الفرنسيين.

هيمنة ساحقة

وتُظهر آخر استطلاعات رأي أجرتها مؤسستا "إبسوس" و"BVA"، صورة واضحة لـ"أبطال" حزب التجمع الوطني، وهم يهيمنون بشكل واسع على الساحة السياسية، رغم تأثرهم أيضًا ببعض التراجع.

ويقف بارديلا، الشاب ذو الوجه المصقول والخطاب المدروس، على رأس السباق نحو قصر الإليزيه، بينما يتعثر منافسوه من جميع الأطياف.

أخبار ذات علاقة

سارة كنافو بجوار إريك زمور

تنافس بارديلا وتحلم بالإليزيه.. سارة كنافو "كليوباترا" اليمين المتطرف الفرنسي

وينتهي العام الجاري، بشكل سيء للمرشحين المحتملين للرئاسة، من اليسار إلى اليمين، حيثُ تتعرض شعبية الطامحين لضربات موجعة، ولا سيما أن مشهد الصراعات البرلمانية، مع الانقسامات والتخاذل والتقلبات "غير المفهومة"، أنهى ما تبقى من مصداقية أولئك الذين يأملون في تمثيل الفرنسيين.

انهيار اليمين والوسط

وبالنسبة لليمين والوسط، الذي يعيش ذعرًا بلغ ذروته، ففي غضون أسابيع قليلة، فقد هذا المعسكر ورقتين رابحتين، أولًا برونو ريتايو، الذي أخرج نفسه من اللعبة بمغادرة مشهد الحكومة على حسابه الخاص، مما سمح لوران فوكييه بتسليط الضوء على افتقاره للسيطرة على قواته المفترضة، وثانيًا إدوار فيليب، الذي تعثر في استراتيجيته للقطيعة مع الرئيس إيمانويل ماكرون، فاقداً دعماً ثميناً في قاعدته الخاصة.

والأخطر من ذلك، أن انهيارهما لم يفد أحداً، لا قادة اليسار المعتدل المزعوم، وعلى رأسهم أوليفييه فور، الذي لم يحصل على أي أرباح من تلك "الغنائم"، ورافائيل غلوكسمان، الذي يُكافح لفرض نفسه، ولم يستفيد أيضًا منافسو اليمين والوسط، حيث يتراجع الجميع، بدءًا من غابرييل أتال، مرورًا بجيرالد دارمانان، وصولًا إلى خافيير برتران.

ورقة لوكورنو أم لارشيه؟

ويصل الاكتئاب إلى ذروته، مع الاضطراب الذي خلقه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي يعتقد أن الأمل يكمن في قبول الهيمنة الحالية لحزب التجمع الوطني والاستعداد لوصوله إلى السلطة.

وبحسب مقارنة أجرتها مجلة "لو بوان" بين جوردان بارديلا وجاك شيراك، أثار الشاب الرعب في الأوساط الديغولية، فحتى إذا انقلب ساركوزي، فلن يبقى الكثير ليُفعل.

 

 

وتولد سيناريوهات أخرى في ظل هذه ظل الوضع القائم، أولًا هناك ورقة لوكورنو، رئيس الوزراء هو في الواقع الوحيد الذي يكسب نقاطاً في هذه الفترة المربكة، لكن المشكلة أنه يتقدم في اليسار، وفي معسكره، يخسر 6 نقاط في الكتلة الوسطية، وحتى 11 نقطة لدى حزب الجمهوريين، كما أن تقدمه لا يعني انطلاقة قوية لجعله مرشحاً رئاسياً محتملاً لليمين والوسط، حيث لن ينس ناخبوه قريباً التنازلات الكبيرة، التي قدمها لليسار.

وهناك أيضاً فرضية أصلية للخروج من هذا المأزق، إذا لم يبدُ أحد قادراً على هزيمة جوردان بارديلا، قد يلعب إيمانويل ماكرون ورقته الأخيرة لتجنب تسليم السلطة إلى النجم الشاب للتجمع الوطني، وذلك عبر الاستقالة قبل بضعة أشهر من نهاية ولايته، وهو ما سيفتح الطريق أمام ترشح جيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ، الذي سيتولى المرحلة الانتقالية في الإليزيه.

الأكثر غرابة

وأخيراً، هناك سيناريو أكثر غرابة، ويتمثل بعودة ساركوزي، ورغم أنه يقسم بعدم وجود المزيد من الطموح، إذا سمح له القضاة، فسوف "يضحي بنفسه" من أجل البلاد، حيثُ أنه لن يتخل عن فكرة العودة إلى الإليزيه إلا بقدم في القبر، بحسب وصف صحيفة "لوفيغارو".

أخبار ذات علاقة

جوردان بارديلا أثناء مراسم توقيع كتابه الجديد

بعد تعرضه لهجوم بالدقيق والبيض.. بارديلا يدخل نادي المرشحين الكبار

وفي الوقت الحالي، يكافح لتجنب العودة مجدداً إلى السجن، لكن إذا تمكن، بطريقة أو بأخرى، من الهروب من ذلك، سيسره أن يملأ الفراغ، متجاهلًا أنه كمرشح في انتخابات اليمين التمهيدية العام 2016، تعرض لهزيمة ساحقة.

ويبقى الأمل في أن يكون حزب التجمع الوطني ضحية تناقضاته وقصوره وتطرفه، والمرشح المفضل في الانتخابات الرئاسية قبل 18 شهراً من الموعد نادراً ما يكون الفائز، الذي يختاره الفرنسيون، وإذا تمكن اليمين والوسط، خوفاً من الاستبعاد من دور ثانٍ بين بارديلا وميلونشون، من الاصطفاف خلف ممثل واحد، أياً كان، فسيحتفظ هذا الأخير بفرصة الفوز، وهو السيناريو الوحيد القابل للتطبيق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC