مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ

logo
العالم

بارديلا وفاراج… جيلان من اليمين المتطرف يتّحدان ضد الهجرة

جوردان بارديلا ونايجل فاراجالمصدر: BBC

التقى رئيس التجمع الوطني الفرنسي جوردان بارديلا، وزعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج، في خطوة توحي بأن أوروبا تقف على أعتاب إعادة تشكيل عميقة لتوازنات اليمين المتطرف، وفق وسائل إعلام.

اللقاء الذي احتضنته  لندن وجمع اثنين من أبرز رموز التيار الشعبوي في أوروبا، أسفر عن ولادة ما وصفاه بـ"التحالف الوطني"، وهو إطار سياسي جديد يطمح إلى إعادة تشكيل أوروبا، والتصدي للهجرة بآليات أكثر جذرية. 

ومع تزايد التوقعات بإمكان وصول كلا الزعيمين إلى السلطة في بلديهما خلال الأعوام المقبلة، يكتسب هذا التحالف وزناً إستراتيجياً قد يعيد رسم ملامح السياسات الأوروبية خلال العقد المقبل.

لم يسبق أن تقاطعت مساراتهما السياسية، غير أن منحنيات استطلاعات الرأي التي تصعد بشكل متواز لكل منهما تمنح كلاً من جوردان  بارديلا ونايجل فاراج مساحة أوسع للحلم ببلوغ قمم السلطة.

اللقاء الذي جمعهما في لندن، وفق ما نقلته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، خصص لبحث مشروع "تحالف وطني" جديد يطمح إلى إعادة تشكيل أوروبا ودفع إصلاحات جذرية في ملف الهجرة بشكل مشترك.

ولا ينتمي زعيم حزب الإصلاح  البريطاني ورئيس التجمع الوطني الفرنسي إلى الجيل نفسه، فالأول في الـ61 من عمره، بينما الثاني لم يتجاوز الـ30، إلا أنهما يؤكدان أنهما يتشاركان الرؤية ذاتها والمسار السياسي نفسه الذي يطمحان إلى دفعه داخل أوروبا.

وقال بارديلا في مقابلة مع صحيفة "الديلي تلغراف": "حتى لو لم تعد بريطانيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، أعتبر نايجل فاراج وطنياً عظيماً دافع، دائماً، عن مصالح بريطانيا، والشعب البريطاني". 

أخبار ذات علاقة

إلقاء القبض على مهاجرين غير شرعيين في بحر المانش

"تحالف عابر للقنال".. بارديلا وفاراج يتقاربان لمواجهة أزمة الهجرة

وأضاف أن فاراج يمثل بالنسبة له "رائداً" في المشهد السياسي الأوروبي، معرباً عن قناعته بأن زعيم حزب الإصلاح البريطاني سيكون "رئيس الوزراء القادم".

تحوّل في العلاقة

وجد بارديلا نظيره الإنجليزي "أنيقاً ومثقفاً" خلال الغداء الذي جمعهما في النادي الخاص شديد الطابع البريطاني في 5 هيرتفورد ستريت بحي مايفير الراقي. وخلال جلسة مائدة مستديرة، تحدث رئيس التجمع الوطني بالفرنسية في الغالب، بينما تولّت لور فيراري، صديقة فاراج الفرنسية، مهمة الترجمة. 

ولاحظ مراسل الصحيفة البريطانية المحافظة أن مستوى الإنجليزية لدى بارديلا، الذي تلقى دروساً مكثفة، تحسّن بوضوح منذ اللقاء السابق بين الرجلين قبل عامين.

في المقابل، كان فاراج "منبهراً" بالشاب الفرنسي، وفقاً لأحد المقربين منه كما نقلت "ديلي تلغراف". 

الكثير تغيّر منذ ذلك الحين؛ فمهندس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ظل لسنوات طويلة يحافظ على مسافة سياسية من حزب التجمع الوطني، وامتنع عن لقاء مارين لوبان بسبب ما اعتبره "إرثاً ثقيلاً" من الاتهامات بمعاداة السامية. كما رفض الانضمام إلى كتلة التجمع في البرلمان الأوروبي عندما كان نائباً، ورغم دعمه لوبان في انتخابات 2017، إلا أنه وصف برنامجها الاقتصادي، العام الماضي، بأنه "كارثي".

وعلى شاشة "BBC"، اعترف بارديلا بأن فاراج "ربما كان قاسياً في الماضي" تجاه حزبه، مضيفاً: "لكن هذه هي السياسة… من حقنا أن نتطور، وحزبي أيضاً تطور".

وناقش الرجلان خلال اللقاء ملامح علاقة جديدة أكثر متانة، محورها الأساس تشديد مكافحة الهجرة غير الشرعية. 

وقال بارديلا: "معاً، سنعيد حدود أوروبا"، منتقداً آلية تبادل المهاجرين "واحد داخل، واحد خارج" التي اتفق عليها كير ستارمر وإيمانويل ماكرون، واصفاً إياها بأنها "ستار دخان" يشبه محاولة إصلاح سفينة تتسرب إليها المياه من كل جانب باستخدام شريط لاصق.

وعلى مستوى الخطط العملية، يدعم بارديلا الدوريات المشتركة بين فرنسا وبريطانيا، إضافة إلى إعادة المهاجرين الواصلين إلى السواحل البريطانية. 

أخبار ذات علاقة

مارين لوبان وديفيد راشلين خلال تجمع انتخابي عام 2014

صورة واحدة تُسقط "الرجل القوي".. كيف أطاحت لوبان بصديق بارديلا المقرب؟

خطط هجومية على الهجرة

ووفق صحيفة "التايمز"، تعهّد بالسماح لحرس الحدود البريطاني بتنفيذ عمليات "دفع" للقوارب الصغيرة نحو المياه الفرنسية. 

وقال للتلغراف: "هناك منظمات غير حكومية ممولة من المال العام تنتشل القوارب على بُعد 20 كيلومتراً من السواحل التونسية أو الليبية، وفرونتكس يستقبلهم. أنا ضد ذلك. يجب أن أبقى وفياً لمبادئي… لا يمكنني الدفاع عن مبدأ الإعادة ورفض أن تفعل بريطانيا الأمر نفسه".

ويطمح بارديلا إلى تحويل وكالة فرونتكس إلى خفر سواحل فعلي، بدلاً من كونها – كما يصف – "جهاز استقبال" للمهاجرين تُحوّلهم المنظمات غير الحكومية إلى الدول الأوروبية. 

ويرى أن هذه الخطوة وحدها قد تخفّف جزءاً كبيراً من الضغط على بريطانيا. 
كما تعهّد بإنشاء "نظام حدود مزدوج" عند الحدود الفرنسية والأوروبية للحد من تدفق المهاجرين نحو كاليه، إضافة إلى نقل معالجة طلبات اللجوء إلى السفارات والقنصليات بالخارج، وتنظيم "استفتاء للهجرة" لاستحداث نظام إغلاق على غرار النموذج الدنماركي. وتشير الأرقام إلى أن 39,292 شخصاً عبروا القنال هذا العام في قوارب صغيرة قادمين من فرنسا إلى بريطانيا، بزيادة 16% عن العام الماضي.

ورغم اختلاف المواعيد الانتخابية بينهما — إذ يستعد بارديلا لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية خلال 18 شهراً، بينما ينتظر فاراج استحقاقه بعد أكثر من 3 سنوات — يؤكد زعيما التيار القومي أن رؤيتهما المشتركة قد تُمهّد لبناء أوروبا مختلفة. ولا يستبعد بارديلا، في حال تمكن الأحزاب القومية من تعديل بنية الاتحاد الأوروبي بما يكفي، "احتمال رؤية بريطانيا تعود يوماً ما".

وقبل مغادرته لندن، حرص بارديلا على خطوة رمزية لافتة، فوضع إكليل زهور عند قاعدة تمثال شارل ديغول في كارلتون غاردنز، في إشارة أراد منها التأكيد على سعيه إلى"استعادة عظمة فرنسا والدفاع عن سيادتها الوطنية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC