ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
قفز اسم دجيبا دياكيتي في سنوات قليلة من الظل إلى قلب صناعة القرار في غينيا، إذ بات الرجل، الذي يصفه المقربون بـ"الرئيس الثاني"، مهندسًا لأكبر مشروع منجمي في تاريخ البلاد.
وبعد أن كان موظفًا مصرفيًا في باريس، أصبح اليوم العرّاب الفعلي لمشروع "سيماندو" العملاق، الذي تتجه إليه أنظار العالم مع دخوله مرحلة الإنتاج أواخر 2025، وسط رهانات غير مسبوقة على أن يحوّل غينيا إلى قوة منجمية عالمية.
ووفق تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، فإن دياكيتي أصبح العقل المدبّر لملف الحديد في غينيا.
كما أن حضوره اللافت إلى جانب دوغومبويا منذ انقلاب سبتمبر/أيلول 2021 أعطى إشارة مبكرة على حجم الثقة التي يضعها الرئيس فيه، خاصة بعد تكليفه بإدارة الملفات الاستراتيجية على مستوى الرئاسة.
والتحق دياكيتي بمجموعة "سوسيتيه جنرال" عام 2011، إذ عمل خبيرًا في الهندسة المالية حتى لحظة الانقلاب العسكري.
لكن علاقته القديمة بدوغومبويا، التي تعود إلى سنوات إقامته في فرنسا، فتحت أمامه باب الانتقال من قطاع المال إلى دهاليز السلطة في كوناكري.
وبعد تعيينه مديرًا لديوان الرئاسة برتبة وزير، وجد نفسه سريعًا على رأس أهم مشروع اقتصادي في تاريخ البلاد.
ويُعد مشروع "سيماندو" أحد أكبر مكامن الحديد في العالم، إذ يحتوي على احتياطي مؤكد يبلغ 2.8 مليار طن عالي الجودة.
وتشير التقديرات إلى أن استغلاله ابتداءً من أواخر 2025 سيمكّن غينيا من إنتاج 120 مليون طن سنويًا بحلول 2027.
وسيُحدث هذا التطور نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، برفع مساهمة قطاع التعدين من 7.6% من الناتج المحلي عام 2024 إلى 26% خلال ثلاث سنوات فقط.
وبحسب التقرير، أدى دياكيتي دورًا محوريًا في المفاوضات مع شركات التعدين العالمية مثل "ريو تينتو" الأسترالية و"تشالكو" الصينية و"وينينغ كونسورتيوم".
كما نجح بفضل أسلوبه الصارم في انتزاع مشاركة مجانية للدولة بنسبة 15% في البنى التحتية، بما في ذلك خط سكة حديد بطول 650 كيلومترًا وميناء مياه عميقة في موريبايا.
ويعتمد دياكيتي في إدارة الملفات الكبرى على ما يصفه مقربون بـ"النهج العسكري".
ففي أبريل/نيسان 2024، وأثناء مفاوضات معقدة مع الشركاء الصينيين، أغلق أبواب القصر على جميع الأطراف حتى التوصل إلى اتفاق نهائي، ما أسفر عن دخول عملاق صناعة الصلب "باوو ستيل" إلى المشروع.
ومنحت هذه الطريقة الحازمة دياكيتي سمعة الرجل الحاسم، لكنها في المقابل أثارت انتقادات حول أسلوبه القاسي.
ويشير خبراء إلى أن تكوين دياكيتي الأكاديمي في مجال الاتصالات والأنظمة "الميكرو إلكترونية" يجعله محدود الخبرة في المجال المنجمي.
غير أن استراتيجيته في الاستعانة بخبراء متخصصين، مثل مايمونة دياخابي، المستشارة الاقتصادية المتخرجة من جامعة هارفارد، ساعدته على سد هذه الفجوة ومنحت مفاوضاته بعدًا تقنيًا أعمق.
ويشدد التقرير على أن توسع صلاحياته لا يخلو من التوتر، إذ يرى بعض المقربين من دوغومبويا في دياكيتي منافسًا يسيطر على أكثر من ملف استراتيجي، ما يخلق أحيانًا احتكاكات داخل دوائر الحكم.
وخلص تقرير المجلة الفرنسية، إلى أن اقتراب موعد تشغيل مناجم "سيماندو" يعزز موقع دياكيتي كرجل المرحلة، ورمز لطموح غينيا في تحويل ثرواتها المعدنية إلى رافعة للتنمية.