الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

بعد ربع قرن على أحداث 11 سبتمبر.. ماذا تغير في "الحرب الأمريكية ضد الإرهاب"؟

أحداث الـ11 سبتمبر 2001المصدر: ويكيبيديا

بعد مرور 25 عامًا على هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، تبدو الصورة الأمريكية في مكافحة الإرهاب مزدوجة الوجه: انتصارات ميدانية ساحقة، مقابل فقدان السيطرة على الأفكار التي "تُغذّي التطرف" بحسب التقديرات في واشنطن. 

وكشف "مجلس العلاقات الخارجية" في أوراق بحثية أن الولايات المتحدة دمَّرت هياكل تنظيمَي  القاعدة وداعش على الأرض، وأزاحت أنظمة طالبان، لكنها لم تتمكَّن من "كسْر الجاذبية الفكرية للإرهاب أو منع شبكاته من النمو عبر العالم الرقمي والمجتمعات المحلية" بحسب المجلس.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب ومستشاره مسعد بولس

أكثر اندماجًا منذ 11 سبتمبر.. صعود لافت لعرب أمريكا مع ترامب

ويرى الخبراء أن الولايات المتحدة على المستوى العسكري، يمكن القول بأنها حقَّقت ما يُوصف بأكبر حملةٍ عالمية ضد التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث: قتلت أو اعتقلت الآلاف من عناصر القاعدة، وأطاحت بمئات القادة، واستعادت السيطرة على مناطق كانت تحت سطوة التنظيمات، إلَّا أن هذه الانتصارات لم تُترجم إلى تحجيم التأثير الفكري للإرهاب؛ إذ تواصل الجماعات إعادة إنتاج نفسها عبر الإنترنت وفي المجتمعات المحلية، مستغلة الهوة بين القوة العسكرية وغياب إستراتيجية فكرية متماسكة لمواجهة التطرف.

أخبار ذات علاقة

هل خططت حماس لضرب ناطحات سحاب إسرائيل؟

هل خططت حماس لاستهداف "ناطحات السحاب" في إسرائيل مثل 11 سبتمبر؟

 وبحسب مصادر  أمريكية فإن التحدي الأكبر يكمن اليوم في الجيل الجديد من المتطرفين؛ إذ إن المنصات الرقمية جعلت من السهل على الجماعات الإرهابية أن تصل إلى جمهور عالمي من الشباب، مستهدفة مشاعر الغضب، والهوية، والانتماء، بعيدًا عن الدين أو السياسة أو القومية فقط، كما أن برامج مثل "أخوات ضد التطرف العنيف" و"فايرال بيس" أظهرت إمكانية التأثير الإيجابي، لكنها لم تحظَ بالتمويل والاهتمام الكافيين لمواكبة قوة العمليات العسكرية.

ويُحذّر مراقبون من أن التهديدات العنيفة والهوياتية المتطرفة تزايدت في الداخل الأمريكي؛ ما يثبت أن الفكر المتطرف لم يعد حكرًا على مناطق النزاع، بل امتد ليصبح تهديدًا محليًّا مباشرًا، كما أن مؤسساتٍ مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل قلصت قدراتها على مواجهة الإرهاب الداخلي، في حين بقيت التهديدات متنامية دون رادع فعلي.

ويذكر التقرير، أن التجربة الأمريكية بعد ربع قرن تُشير إلى درس مهم: القوة العسكرية وحدها لا تضمن الأمن طويل الأمد؛ فالتطرف فكرة قبل أن يكون تهديدًا مسلحًا، وفشل الولايات المتحدة في معالجة هذا البُعد الفكري سمح للجماعات الإرهابية بإعادة تشكيل نفسها وتوسيع تأثيرها عبر الإنترنت، بينما تقطع القوى التقليدية على الأرض روابطها بالواقع الرقمي الجديد.

وجاء في السياق، أنه ومع دخول تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، أصبح التحدي أكثر تعقيدًا؛ فالإرهاب يستغل أدوات مبتكرة لإدارة المعلومات، وإنشاء محتوى مضلل، واستقطاب جمهور متغير بسرعة.

في نهاية المطاف، تبقى الصورة واضحة: 25 عامًا بعد الـ11 من سبتمبر، أمريكا قادرة على الفوز بالمعارك، لكنها خسرت الحرب على الفكر، ولذلك فإن المستقبل يتطلَّب إستراتيجية تعتمد على القوة العسكرية والفكرية معًا، وعلى فهم عميق للجيل الجديد، وعلى الاستثمار في أدوات مواجهة التطرف الرقمي والثقافي قبل أن يُصبح تهديدًا لا يمكن السيطرة عليه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC