يواجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحديات متزايدة تهدد بتآكل قاعدته الانتخابية، خاصة بين الناخبين اللاتينيين والسود والشباب، وفقًا لاستطلاعات رأي حديثة، لكن في الجهة الأخرى يعاني منافسوه الديمقراطيون من "التشرذم".
ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد انخفضت شعبيته بشكل حاد، لكن الشك يدور حول قدرة الديمقراطيين على استغلال هذا التراجع، مع عجزهم عن صياغة "رسالة متماسكة" لاستعادة الثقة قبل الانتخابات النصفية المقبلة.
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تحديات متزايدة في ملف المناخ، مع تصاعد موجات الحر والجفاف والفيضانات التي ضربت عدة ولايات خلال الأشهر الأخيرة، وفقًا لتقارير وكالة "ناسا" ووزارة الطقس الوطنية.
ويشير الخبراء إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بمعدل 1.2 درجة مئوية منذ عام 1900، وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، يزيد من حدة الظواهر المناخية المتطرفة، ويهدد البنية التحتية والاقتصاد الوطني، إضافة إلى الصحة العامة.
وتشهد الإدارة الحالية ضغوطًا من الكونغرس والمنظمات البيئية لتطبيق سياسات أكثر صرامة للحد من الانبعاثات الكربونية، بما في ذلك تعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة في المباني والنقل.
ولم يقتصر الاستياء على اللاتينيين، فقد شهد الناخبون دون سن الخمسين والأمريكيون الآسيويون تحولات ملحوظة نحو ترامب في 2024، لكنها تبدو الآن عابرة، فبين السود، حصد الرئيس 15% من الأصوات أمام هاريس، مقارنة بـ8% في 2020، مع تغيير أكبر بين الرجال السود.
ومع ذلك، يظهر الاستياء الاقتصادي كعامل رئيسي في هذا التراجع، إذ يبلغ معدل البطالة الإجمالي بين الشباب 10.8%، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل، مع ارتفاع إلى 11% بين الشباب عمومًا، و14.3% بين السود، و12.6% بين اللاتينيين.
ومع اقتراب الانتخابات النصفية بعد أقل من 14 شهرًا، يتقدم الديمقراطيون بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي العامة، رغم عدم شعبيتهم وتشرذمهم، إذ تتراوح شعبية ترامب بين -7% و-8% في المتوسط، وفقًا لـ"سيلفر بوليتن"؛ ما يشير إلى قلق محتمل لدى الجمهوريين.
إلا أن الديمقراطيين يعانون من عدم القدرة على إيصال رسالة متماسكة، رغم الفرص المتاحة مثل التخفيضات الوشيكة في الرعاية الصحية، وارتفاع البطالة، وثبات التضخم، التي قد تثير "ندم المشترين" بين الناخبين.
ولم يكن الناخبون اللاتينيون تاريخيًا ملتزمين تمامًا بالديمقراطيين، ففي 2004، فاز جورج دبليو بوش بأربعة أصوات من أصل تسعة بينهم، بينما فشل جون كيري. في 2008، فضلوا هيلاري كلينتون على باراك أوباما، وفي الانتخابات التمهيدية لـ2016 و2020، أبدوا تفضيلًا لبيرني ساندرز الذي يدعم الرعاية الصحية للجميع.
أدى فوز ساندرز الساحق في نيفادا 2020 إلى اهتزاز حملة جو بايدن، الذي حل متأخرًا بـ25 نقطة. كما أثر الركود الكبير وجائحة كوفيد-19 بعمق؛ ما أدى إلى خسائر ديمقراطية في جنوب تكساس العام 2022، حيث فازت الجمهورية مايرا فلوريس في انتخابات خاصة، رغم فشلها لاحقًا في 2024.
في سباق عمدة نيويورك الحالي، يعكس دعم الناخبين الشباب واللاتينيين لزهران ممداني عدم الرضا الاقتصادي أكثر من التغييرات الديموغرافية، إذ يتمتع اللاتينيون بأعلى معدلات مشاركة في القوى العاملة، ويهتمون بقضايا "الوجبات السريعة" أكثر من القضايا الاجتماعية، مقارنة بالديمقراطيين البيض ذوي الدرجات العلمية العالية.