فسّر تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية انخفاض شدة الهجمات الإيرانية الأخيرة، إلى تزايد الصعوبات في الحفاظ على وتيرة الهجمات السابقة، والتي كانت أقل من أسوأ توقعات إسرائيل.
وعلى مدى ستة أيام، قتلت صواريخ إيران الباليستية 24 شخصاً، وهو رقم أعلى مما فعلته صواريخ حزب الله من أكتوبر 2023 حتى نوفمبر 2024.
وتسابق إسرائيل الزمن لاستنزاف مخزون إيران من الصواريخ الباليستية، قبل أن تنفد منها الصواريخ الاعتراضية اللازمة لصدها، بينما يأمل كل طرف أن يضعف عزم الطرف الآخر أولاً.
وأسقطت دفاعات إسرائيل المتعددة الطبقات 85% من صواريخ إيران، وفقاً لجيورا إيلاند، الجنرال المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، لكن عدداً أكبر من الصواريخ اخترقها أكثر من المتوقع، ربما بسبب أنظمة الدفع المتطورة التي جعلت من الصعب اكتشاف بعض الرؤوس الحربية.
ومع ذلك، تعتقد إسرائيل أنها تتفوق الآن، وقد قدّر جيشها مخزون إيران بحوالي 2000 إلى 3000 صاروخ قبل الحرب. وتم إطلاق حوالي 400 صاروخ بالفعل، وربما يكون مزيج الهجمات الإسرائيلية العلنية والسرية على مواقع الإطلاق قد قلص قدرة طهران المتبقية على إطلاق الصواريخ إلى النصف، وفقاً لمسؤول عسكري إسرائيلي.
ويعتقد بعض المحللين أن إيران ربما تُبقي على ذخيرتها، تحسباً لصراع طويل الأمد، كما يُشيرون إلى أنها لم تنشر بعد أقوى صواريخها، خرمشهر، القادر على حمل رأس حربي يزن طنين.
وربما تُراهن طهران على أن ضربة واحدة تُوقع عدداً كبيراً من الضحايا قد تُغير الرأي العام وتُجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على وقف الحرب.
ويزعم الجنرالات الإيرانيون أن أسلحتهم الأكثر فعالية مُحتفظ بها كاحتياطي، وربما يُعولون على أن الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، التي لا تزال كميتها سرية، ستنفد في نهاية المطاف.
وقال الجنرال أحمد وحيدي، الذي عُيّن قائماً بأعمال قائد الحرس الثوري، يوم الجمعة، بعد مقتل سلفه في غارة جوية إسرائيلية: "لم نستغل بعد براعتنا الصاروخية الاستراتيجية بالكامل".
وأضاف: "سننشر حربنا الحديثة، بما في ذلك صواريخ الجيل الجديد، متى ما رأينا ذلك مناسباً". وقد تكون هذه الادعاءات مجرد "تظاهر بالشجاعة"، وفق "التلغراف".
ويبدو أن بعض المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا على ثقة متزايدة بأن العملية أدت إلى تدهور كبير في قدرات إيران، وربما يعتقدون أن ترسانتها من الصواريخ الباليستية تتآكل باطراد.