اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران حامد موسوي أنّ ما تشهده المنطقة حالياً هو "حرب شاملة"، مؤكدا أن مشاركة الولايات المتحدة المحتملة في المواجهة العسكرية ضد إيران ستعني استهداف طهران للمصالح الأمريكية.
وذكر أنّ إيران فوجئت بهجوم إسرائيل في وقت كانت قد قرّرت فيه أن تدخل الجولة السادسة من المفاوضات مع واشنطن.
وقال موسوي، في حديث خاص لـ "إرم نيوز"، إنّ عامل المباغتة في الهجوم الإسرائيلي ساعد في اغتيال عدد من كبار الجنرالات الإيرانيين داخل منازلهم.
وأشار إلى أنّ الهجوم الإسرائيلي أنهى عملياً ذلك المسار الدبلوماسي، فيما لا يوجد حالياً أيّ بصيص أمل أو حديث جاد بشأن وقف إطلاق النار.
ورأى أنّ إيران لم تكن تريد حرباً عسكرية مع إسرائيل، بل كانت تفاوض الولايات المتحدة بجدّية من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للملف النووي، وقد تمّ إجراء خمس جولات من المحادثات لكنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب بدت "غير صبورة"، وبمجرد انقضاء المهلة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للهجوم.
وأشار موسوي في هذا السياق إلى أنّ الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما استغرق عامين من التفاوض.
وقال موسوي إنّه إذا فتحت إدارة ترامب حواراً مع إيران يقتصر فقط على الملف النووي، فإنّ إيران بالفعل تريد وقف إطلاق النار، ويمكن تحقيق تقدم، أمّا إذا قررت الإدارة الأمريكية اتباع ما غرّد به ترامب مؤخّراً، أي "الاستسلام غير المشروط"، فأعتقد أنّ ذلك شيء لن تقبله إيران، إذ لم يمضِ على الحرب سوى أقل من أسبوع.
وتابع: "لذلك فإنّ أيّ نوع من الاستسلام من قبل إيران سيتمّ رفضه، وإن اقتصر الأمر فقط على الملف النووي، فأعتقد أنّ إيران مستعدة لتقديم تنازلات".
وعن احتمال تدخل واشنطن في الحرب، قال موسوي إنه إذا قرّرت الولايات المتحدة التدخل، فذلك سيكون تصعيداً خطيراً جدّاً للنزاع.
وأضاف: حتّى الآن تحرص إيران على عدم استهداف القواعد أو المصالح الأمريكية في المنطقة، لكن، إذا دخل الأمريكيون الحرب، فإنّ إيران ستبدأ أيضاً باستهداف هذه المصالح، وهذا سيؤدّي إلى تصعيد خطير وربّما حتى إلى حرب إقليمية.