منذ ليل الجمعة، أطلقت إيران نحو 300 صاروخ على إسرائيل، كان بعضها شديد التدمير، ويُطلق عليها "الحاج قاسم"، تيمّنًا بقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق عام 2020.
يقول الإيرانيون إن مدى الصاروخ يبلغ 1400 كيلومتر، ويعمل بالوقود الصلب، فيما يؤكد الإسرائيليون في المقابل على قدراته المتطورة ومزاياه العديدة، مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.
وتنقل صحيفة "هآرتس" العربية عن فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن صاروخ "الحاج قاسم" ليس بحاجة إلى التزوّد بالوقود لفترة طويلة، ويمكن إطلاقه في فترة زمنية قصيرة جدًا، من دون الحاجة إلى عدد كبير من الأفراد، أو مركبات إضافية.
ويلفت هينز إلى أن الصاروخ يُشبه صواريخ أطلقتها طهران سابقًا على إسرائيل، مفسّرًا ذلك بأن وزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري يعملان بالتوازي، "ويطوران أحيانًا أنظمة بقدرات متشابهة".
ويضيف "بشكل أساسي، كان امتلاك صاروخ دقيق التوجيه يعمل بالوقود الصلب ويصل مداه إلى إسرائيل، أمرًا عمل عليه الطرفان"، وقد ابتكر الحرس الثوري صاروخ "خيبر شكان"، بينما ابتكرت وزارة الدفاع "الحاج قاسم".
وأطلقت إيران نحو 300 صاروخ باليستي على إسرائيل منذ يوم الجمعة، لتضاف إلى نحو 300 صاروخ إضافي أُطلق على إسرائيل خلال الهجومين الإيرانيين السابقين في أبريل وأكتوبر 2024.
وتمتلك إيران صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل، بما في ذلك صاروخ فاتح-1، وهو صاروخ متطور كُشف عنه لأول مرة عام 2023، وتزعم أنه أسرع من الصوت.
ويُطلق على الصاروخ "فرط صوتي" إذا كان قادرًا على المناورة داخل الغلاف الجوي لفترة طويلة بسرعات تصل إلى 5 ماخ أو أكثر لتجنب أنظمة الدفاع الجوي.
وتعمل إيران جاهدة منذ سنوات عديدة على تطوير وإنتاج نسخ أكثر تطورًا ودقة من صواريخها، ففي 2022، قدّر قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، امتلاك طهران لنحو 3000 صاروخ باليستي، فيما توقع الإسرائيليون قبل هذه الحرب أن يرتفع هذا العدد إلى 8 آلاف خلال عامين.
وإلى جانب صاروخي "حاج قاسم" و"فاتح-1"، تمتلك إيران ثلاثة صواريخ أخرى في ترسانتها قادرة على الوصول إلى إسرائيل.
الأول هو "عماد"، وهو صاروخ متطور مبني على صاروخ "شهاب-3" القديم، يحمل رأسًا حربيًا يزن 750 كيلوغرامًا مزودًا بنظام توجيه طرفي، يسمح له بالمناورة أثناء الطيران وإصابة هدفه بعد دخوله الغلاف الجوي.
النوع الآخر من الصواريخ "خيبر شيكان"، الأكثر تطورًا في الترسانة الإيرانية، وهو قادر على حمل رأس حربي يزن نصف طن إلى مدى 1400 كيلومتر، ورغم أنه ليس أسرع من الصوت، ولكن تحسين قدرته على المناورة يهدف إلى مساعدته على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي وزيادة دقته.
يعتقد هينز أنه في الأيام الأخيرة، استُخدمت مُعززات في نوع آخر من الصواريخ، وهو صاروخ رضوان، الذي يحتوي على المحرك، ومصمم للانفصال عن الرأس الحربي بعد مئات الكيلومترات، يُشبه صاروخ رضوان إلى حد كبير صاروخي "قيام" و"بركان" اللذين يستخدمهما الحوثيون.
ومثل صاروخ "حاج قاسم"، يبلغ مدى صاروخ "رضوان" 1400 كيلومتر، لكنه يعمل بالوقود السائل، يبلغ طوله 12 مترًا، وتزعم إيران أن نصف قطر تدميره 100 متر.