logo
العالم

مواردها قد تنضب.. هل ورّط نتنياهو إسرائيل بحرب لا تحتمل كلفتها؟

مواردها قد تنضب.. هل ورّط نتنياهو إسرائيل بحرب لا تحتمل كلفتها؟
دمار في تل أبيبالمصدر: منصة إكس
17 يونيو 2025، 7:01 ص

يرى تحليل لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ربّما يكون ورّط بلاده في حرب استنزاف لا تحتمل تكاليفها العسكرية والبشرية والاقتصادية، معتبرة أن نهاية الحرب بالتأكيد "لن تكون بالوضوح ذاته الذي كانت عليه بدايتها".

وبعد خمسة أيام من بدء القتال، أصبح من غير الواضح بشكل متزايد كيف سينتهي، ففي بيان عام صدر بعد الضربات الأولى يوم الجمعة الماضي، قال نتنياهو إن العملية ستستمر "لأي عدد من الأيام". 

بينما كان قادة الجيش الإسرائيلي أقل تفاؤلاً، إذ تحدثوا عن أسابيع بدلاً من أيام، لكن لا يبدو أنهم تصوروا حرب استنزاف كما يبدو أنها تتطور.

وتربط "فورين بوليسي" تصريحات نتنياهو بتلك التي أطلقها الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، إثر بدء الحرب مع أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، والتي تعهد فيها بهزيمة "العدو" بسرعة وكفاءة لـ "يكتشف بعد ذلك أن العدو لن يتعاون" معه لتحقيق أهدافه.

لكن المجلة الأمريكية تستبعد أن تتبادل إسرائيل وإيران الضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة والقنابل بعد ثلاث سنوات من الآن، كما يحدث في الحرب الأوكرانية الروسية، معتبرة أن تل أبيب على وجه التحديد "ليست في وضع يسمح لها بخوض حرب استنزاف مفتوحة". 

وتضيف "إسرائيل صغيرة جغرافياً جداً، وسكانها متركزون بشكل كبير في منطقة صغيرة حول تل أبيب؛ ما يمنعها من تحمل الضربات المستمرة"، لافتة أيضاً إلى أن الجيش الإسرائيلي، وإن كان قادراً على تحقيق إنجازات ملحوظة، لكنّ موارده محدودة أيضاً من حيث الأفراد والأسلحة والذخيرة والأموال.

أخبار ذات علاقة

إسرائيليون في الملاجئ

صواريخ إيران تثير "هلع" الإسرائيليين.. والأنظار تتجه نحو "ديمونا"

 وبينما ترى "فورين بوليسي" أن إسرائيل "أكبر وأغنى وأقوى عسكرياً الآن من أي وقت مضى في تاريخها"، إلا أنها تحذّر في المقابل من أن مواردها قد تنضب، خصوصاً أنها خططت لأن تستمر الحرب أياماً أو أسابيع، اعتماداً على التدمير السريع لثلاثة أهداف واسعة النطاق.

كان الهدف الأول هو الدفاعات الجوية الإيرانية الضعيفة بالفعل، وهو هدف يبدو أنه سار وفقاً للخطة الإسرائيلية، أما الهدف الثاني فكان القضاء على جزء كبير من هيكل القيادة العسكرية الإيرانية وكبار علمائها النوويين، وهو أيضاً قد تحقق، رغم الشك في تأثير ذلك في تقويض قدرة إيران على القتال.

لكن المجلة الأمريكية ترى أن الهدف الرئيس لم يتحقق بعد، وهو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، معتبرة أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية "محل شك"، كما تلفت إلى تشكيك الخبراء بقدرة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو الحصينة.

حرب المدن

تعتقد "فورين بوليسي" أن إيران في المقابل، تتبع استراتيجية شن حرب استنزاف، وربّما تفكر في إعادة "حرب المدن" التي خاضتها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، مرجحة أن بنك أهداف طهران في إسرائيل يشمل منشآت عسكرية ونووية.

وتذهب المجلة إلى أن نهاية الحرب الإسرائيلية الإيرانية لن تكون بالوضوح ذاته الذي كانت عليه بدايتها "ما لم يكن لدى إسرائيل حيلة ما أو ما لم تُقنع الولايات المتحدة بالانضمام إلى المجهود الحربي"، وبغير ذلك سيواجه نتنياهو سيناريوهات "أسوأ من الوضع الراهن قبل الحرب".

وتتوقع المجلة أن يرفض المرشد علي خامنئي تجرّع "كأس السم" كما فعل سلفه روح الله الخميني عام 1988، عندما اتخذ قراراً بوقف إطلاق النار مع العراق، معتبرة أن المرشد الحالي لإيران ربما يكون مستعداً لمواصلة القتال، لأشهر أو حتى سنوات، في محاكاة لاستراتيجية بوتين في أوكرانيا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC