المونيتور: نتنياهو يعيد إنتاج نفسه بإشعال حرب مع إيران

تساءلت صحيفة "المونيتور" عمّا إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدف من هجومه على طهران إسقاط النظام الإيراني أم تعزيز صورته السياسية.

وبيّنت أنه رغم أن القيادة السياسية الإسرائيلية تعتبر العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران بمرتبة حملة استباقية تهدف إلى تقويض البرنامج النووي لطهران ومنعها من الحصول على سلاح نووي.

فإن نتنياهو، الذي تشوهت صورته في الداخل والخارج على مدى الأشهر الـ20 الماضية، ربا يأمل جراء ذلك في تحقيق أهداف أوسع نطاقا أخرى، بما في ذلك إعادة تشكيل صورته السياسية.

 وأشارت الصحيفة إلى أنه طوال مسيرته السياسية، التي امتدت لعقود، حدّد نتنياهو تدمير البرنامج النووي الإيراني كأولوية رئيسة، وازدادت هذه الحاجة إلحاحًا، عندما صرح الجيش الإسرائيلي مؤخرًا بأن معلومات استخباراتية أشارت إلى إحراز "تقدم ملموس" في "جهود النظام الإيراني لإنتاج مكونات أسلحة مُعدّة لصنع قنبلة نووية".

جاء تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يكشف أن إيران تمتلك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60% لإنتاج 9 قنابل نووية، بمرتبة تعزيز لحجة نتنياهو حتى أمام خصومه السياسيين والداخل الإسرائيلي.

ترسيخ قبضته

وتحدث نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق إران عتصيون عن احتمالية أن تكون إسرائيل قد حصلت على معلومات استخباراتية سرّية تشير إلى أن إيران غيرت سياستها بالفعل وبدأت عملية التسليح.

وبيّن أن "هدف نتنياهو الرئيسي هو البقاء سياسيًا، فالحملة ضد إيران تُمكّنه من إعلان حالة الطوارئ، وبهذا تُمكّنه من تأجيل محاكمة الفساد، وتأجيل المطالبات الشعبية بإجراء انتخابات، وتجاهل المطالب بتشكيل لجنة تحقيق في مجزرة 7 أكتوبر".

وأكد المسؤول الإسرائيلي السابق أن "نتنياهو يستخدم جميع أدوات الدولة لترسيخ قبضته على السلطة".

وأوضحت الصحيفة أن تلك الدوافع ربما تكون السبب وراء دعم رؤساء فروع الأمن الإسرائيلية جميعًا العملية، على الرغم من التحفظات العديدة، التي أعربوا عنها على مر السنين بشأن جدوى تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، الذي تم بناؤه إلى حد كبير تحت الأرض للحماية.

 ونوهت بأنه على الرغم من التكهنات حول ما إذا كانت حكومة نتنياهو تهدف إلى الإطاحة بالنظام بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي قاد البلاد منذ عام 1989، خصوصًا أن نتنياهو لم يُشر صراحةً إلى تغيير النظام كهدف حرب في إيران، لكنه دعا الإيرانيين يوم الجمعة الماضي إلى تحدي النظام.

في حين يرى محللون أن تغيير النظام ليس هدف حرب صريحا، وقالوا إن إسرائيل ربما تسعى إلى الإضرار بما سمّوه "رموز الحكم" لزيادة زعزعة استقرار إيران.

 

وذهبت الصحيفة إلى أن الضربات الإسرائيلية على إيران تأتي في وقتٍ تضاءل فيه الدعم المحلي لنتنياهو في خضم حربه على قطاع غزة، بينما ازدادت عزلة إسرائيل الدولية، وفي الوقت نفسه، لا يزال يواجه محاكمةً بتهمة الفساد.

ورجحت أنه إذا كانت الحملة قصيرة نسبيًا، أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فقد يكافئ الجمهور الإسرائيلي نتنياهو في الانتخابات القادمة على تقليصه التهديد النووي، لكن إذا استمرت الحملة وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، فقد تتراجع شعبيته بشكل حاد.