تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
يواجه المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، غضباً متزايداً من داخل الدائرة المقربة للنظام في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية للبلاد، والسهولة الكبيرة التي استطاعت بها تل أبيب تصفية عشرات القادة والعلماء.
كما أظهرت الحرب بوضوح الشرخ الكبير داخل النظام بين جناحين داخل النظام، متطرف يتنبى خطاباً تصعيدياً ضد الغرب عموماً، ومعتدل يدعو إلى تبني موقف أقل حدة.
وشنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية يوم الجمعة، أسفرت عن مقتل كبار القادة والعلماء النوويين، وقصف مواقع في محاولة لمنع طهران من بناء سلاح نووي.
لكن مع استمرار المتشددين في تهديد إسرائيل وحلفائها بالانتقام في أعقاب الهجمات، هناك مؤشرات على تفاقم الخلاف بين الأصوات المتطرفة والمعتدلة في إيران، إذ تُرك للمتشددين مهمة صياغة الرد الرسمي، وفق تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية.
وتكشف رسائل نصية خاصة أن بعض المسؤولين الإيرانيين يتساءلون عن سبب عدم فعالية الدفاعات الجوية الإيرانية في صد الهجمات الإسرائيلية التي ضربت ترسانتها من الصواريخ الباليستية، واغتالت شخصيات بارزة في سلسلة القيادة العسكرية في طهران.
"أين دفاعنا الجوي؟" سأل أحد المسؤولين، بينما تساءل آخر: "كيف لإسرائيل أن تأتي وتهاجم أي شيء تريده، وتقتل كبار قادتنا، ونحن عاجزون عن ردعها؟".
وقال حميد حسيني، عضو لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية: "لقد فاجأ الهجوم الإسرائيلي القيادة تماماً، وخاصة مقتل كبار الشخصيات العسكرية والعلماء النوويين. كما كشف عن افتقارنا للدفاع الجوي المناسب وقدرتهم على قصف مواقعنا وقواعدنا العسكرية الحيوية دون مقاومة".
وأثار حسيني أيضاً مخاوف بشأن اختراق إسرائيل الواضح للجيش والقوات الأمنية الإيرانية؛ ما مكّنها من تنفيذ عمليات سرية ضد القوات المسلحة الإيرانية والأهداف النووية.
منذ انطلاق الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، كان الصراع بين الفصيل المعتدل في النظام، الذي يسعى إلى تبني موقف أقل حدة تجاه الغرب، والمتشددين الأيديولوجيين إحدى السمات المميزة للنظام. بينما يظل خامنئي الزعيم الأبرز للمتشددين، يُنظر إلى مسعود بزشكيان، الرئيس المنتخب حديثاً للبلاد، على أنه يمثل الجناح الأكثر اعتدالاً في النظام.
حتى الآن، حافظ بزشكيان على حضوره الهادئ نسبياً، حيث أدان الهجمات الإسرائيلية ودعا إلى الوحدة بين الشعب الإيراني، قائلاً: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأمة الإيرانية إلى التكاتف والثقة والتعاطف والوحدة والتوافق".
اعتُبر فوز بزشكيان الانتخابي على المحافظ المتشدد سعيد جليل مؤشراً على رغبة طهران في تبني نهج بنّاء أكثر مع الغرب، لا سيما فيما يتعلق بتخفيف العقوبات التي أضرّت بالاقتصاد الإيراني بشدة.
أثار أسلوب تعامل النظام مع الاقتصاد، حيث حُوِّلت الأموال لدعم العمليات العسكرية والإرهابية بدلًا من التركيز على القضايا الداخلية، معارضة متزايدة في جميع أنحاء البلاد، وتعرّض خامنئي لضغوط لتبني نبرة أكثر تصالحية.
خلال الحملة الانتخابية، انتقد بيزشكيان، جراح القلب البالغ من العمر 71 عاماً وعضو البرلمان الإيراني، بشدة شرطة الأخلاق القمعية في إيران.
وتحدى نهج المتشددين بشكل مباشر بدعوته إلى "الوحدة والتماسك" في إيران،إضافة إلى دعوته إلى إنهاء "عزلة" إيران عن العالم الخارجي.
كما دعا بزشكيان في حملته الانتخابية إلى الدخول في "مفاوضات بناءة" مع القوى الغربية للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي للبلاد، والذي وافقت إيران على الحد منه مقابل تخفيف العقوبات الغربية.
لكن بينما سعى بزيشكيان جاهداً لاتباع سياسة اجتماعية وخارجية أكثر اعتدالاً منذ توليه منصبه، فقد اضطر إلى مواجهة المقاومة المؤسسية للتيار المتشدد، الذي يعتبر أي اتفاق مع الغرب بشأن طموحات إيران النووية بمثابة خيانة.
وبرز أحد مؤشرات الصراع الأيديولوجي في قلب النظام الإيراني في مارس/آذار عندما أُجبر محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق المعتدل، على الاستقالة من منصبه كنائب للرئيس.
وقيل إن إقالة ظريف، الحليف المقرب لبزيشكيان، كانت مرتبطة بمعارضته لتحالف طهران المتنامي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي اعتبره ضاراً بالجهود الدبلوماسية الإيرانية لتحسين العلاقات مع الغرب.
في حين أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران يعني أن احتمالات تحسين طهران لعلاقاتها مع الغرب ضئيلة في المستقبل القريب، إلا أن اندلاع الأعمال العدائية سيُركز الانتباه على الصراعات الداخلية للنظام، والتي قد تؤدي في النهاية إلى انهياره.
في الوقت الحالي، يتولى المتشددون في إيران مسؤولية الرد العسكري للبلاد على الهجوم الإسرائيلي المستمر. ولكن كلما استمرت إسرائيل في مهاجمة أهداف إيرانية رئيسية دون عقاب، زاد الضغط على المتشددين لتبرير فشلهم الذريع في الدفاع عن البلاد، وهو فشل قد يؤدي في النهاية إلى زوالهم.